نظم فرع جمعية الثقافة والفنون بالرياض ندوة بعنوان «المونتاج الروسي ونظرية تأثير كوليشوف» قدمها عبدالمحسن المطيري ضمن نشاط الملتقى الثقافي، وتناولت الندوة التي أدارها الإعلامي عبدالعزيز العيد، دراسة سينما آيزنشتاين في المونتاج الروسي، والتي تعتمد على تأثير اللقطات المتتابعة أو مفهوم «لقطة تتبعها لقطة تساوي ظاهرة جديدة». ونظرية تأثير «ليف كوليشوف»، والتي بدأت كنظرية في المونتاج في بداية السينما السوفيتية عندما كان كوليشوف، ومعه طلاب آخرين يعلمون على نظريات جديدة في قسم الفيلم التابع لمعهد موسكو والذي يعتبر أول مدرسة سينمائية في التاريخ، وتم تطبيقها في فيلم آيزنشتاين «المدمرة بوتمكين» بمونتاج ذكي ساهم في فتح آفاق جديدة في صناعة السينما مثل تأثير عامل الوقت والزمن في المشاهد، والقطعات بين اللقطات، والتأثير النفسي للمشاهد، إلى جانب استخدام السينما في بروباغندا سياسية ولأغراض آيدولوجية. وأوضح المطيري أن التفكير بشكل جماعي في نظريات وأساليب المونتاج جاء مع بداية السينما السوفيتية، وانطلقت النظريات في مدرسة السينما في موسكو التي كانت مشهورة بطلاب مثقفين ومؤمنين بأهمية السينما، مضيفاً بأنه «لفهم المونتاج الروسي أو السوفيتي يجب علينا معرفة نظرية تأثير كوليشوف»، منوهاً باستخدام المخرج السوفيتي سيرجي آيزنشتاين نظرية كوليشوف بشكل مؤثر في أفلامه «مدمرة بوتمكين» و»أكتوبر».. «وقد طور آيزنشتاين النظرية من التأثير إلى مضاعفته لظاهرة استثنائية جديدة في السينما لأنه استخدم التأثير من أجل صناعة دعاية آيدولوجية وسياسية وتسويقية للشيوعية، ليصبح بذلك أول مخرجي التاريخ الذين يستغلون السينما للدعاية السياسية». وقال: «إنه من خلال تحليل مونتاج المقطع الشهير الخطوات أوديسا في فيلمه «المدمرة بوتمكين» ندرك أننا لسنا مجرد متفرجين، نحن متفاعلون مع المشاهد، بمعنى أن آيزنشتاين صنع لقطاته للتأثير المباشر على ذهنية وسيكولوجية المشاهد من أجل كسب تعاطفه التام مع الثورة الروسية، لذلك حرص لينين على إرسال الفيلم لمناطق عديدة في الاتحاد السوفيتي، من أجل ضمان تعاطف شريحة كبيرة من الشعب الروسي مع الثورة، وكانت النتائج كبيرة جداً، حيث إن كل من شاهد الفيلم خصوصاً من الأميين، أبدى رغبته بالانضمام إلى السوفييت والثورة، ليحقق آيزنشتاين بذلك نجاحاً سينمائياً وسياسياً من خلال ثقته بأهمية الصورة، السينما، المونتاج، في التأثير على المشاهد، وتعلم منه الكثيرون خصوصاً السينما النازية والتي قدمت أفلاماً دعائية لهتلر». عبدالمحسن المطيري متحدثاً في الندوة ليف كوليشوف