ما هي نظرية آيزنشتاين في المونتاج والذي استلهمها مع تأثير كولوشوف تعني بشكل مختصر ومبسط 1 + 1 = 2، بمعنى اللقطة رقم واحد، مع اللقطة التي تليها، تعطينا تأثيراً معيناً، سواء أكان سلبياً أو إيجابياً. بدأ التفكير بشكل جماعي عن نظريات وأساليب في المونتاج في بداية السينما السوفيتية، وانطلقت النظريات في مدرسة السينما في موسكو التي كانت مشهورة بطلاب مثقفين ومؤمنين بأهمية السينما، في صناعة الأفلام الفكرية والسياسية والآيدلوجية. لفهم المونتاج الروسي أو السوفيتي يجب علينا معرفة نظرية تأثير كوليشوف. ببساطة يمكن تفسير النظرية من خلال مشاهدة مشهد سينمائي لرجل ينظر إلى شيء لا نعلم ما هو، اللقطة التالية تكون على طعام، الاستنتاج هو أن الرجل جائع، ولكن لو غيرنا اللقطة التالية بدلاً من طعام، إلى سلاح موجه للرجل، نعرف أن الرجل خائف، وهكذا. استخدم المخرج السوفيتي سيرجي آيزنشتاين نظرية كولوشوف بشكل مؤثر في أفلامه مدمرة بوتيمكين وأكتوبر، وطور آيزنشتاين نظرية كوليشوف من التأثير إلى مضاعفته لظاهرة استثنائية جديدة في السينما لأنه استخدم التأثير من أجل صناعة دعاية آيدلوجية وسياسية وتسويقية للشيوعية ليصبح بذلك أول مخرجي التاريخ الذين يستغلون السينما للدعاية السياسية «برابجندا». من خلال تحليل مونتاج المقطع الشهير الخطوات أوديسا في فيلمه المدمرة بوتمكين ندرك أننا لا لسنا مجرد متفرجين، نحن متفاعلون مع المشاهد، بمعنى أن آيزنشتاين صنع لقطاته للتأثير المباشر على ذهنية وسيكولوجية المشاهد من أجل كسب تعاطفه التام مع الثورة الروسية. لذلك حرص لينين على إرسال الفيلم لمناطق عديدة في الاتحاد السوفيتي من أجل ضمان تعاطف شريحة كبيرة من الشعب الروسي مع الثورة، وكانت النتائج كبيرة جداً، حيث إن كل من شاهد الفيلم خصوصاً من الأميين، يرغب بالانضمام إلى السويفييت والثورة، ليحقق آيزنشتاين بذلك نجاحاً سينمائياً وسياسياً من خلال ثقته بأهمية الصورة، السينما، المونتاج، في التأثير على المشاهد، وتعلم منه الكثيرون خصوصاً السينما النازية والتي تقدم أفلاماً دعائية لهتلر، وبعدهم السينما الأمريكية، والتي قدمت الدعاية للغرب وللرأسمالية من خلال أفلام هوليود في فترة الحرب العالمية الثانية، وبعدها أثناء الحرب الباردة.