أثناء نجاح الثورة الروسية في العام 1917م ووصول الحزب البلشفي للحكم وانتشار الشيوعية في أنحاء الاتحاد السوفيتي، أسست زوجة لينين ناديا كروبسكايا «مدرسة موسكو للأفلام» التي كانت مركزاً هاماً ل»البراباجندا» الروسية في السينما. وقد كان كلوشوف مع سيرجي ايزنشتاين ينظرون عن أهمية المونتاج في التأثير على المشاهد، وخرجوا بنظريات مهمة في عالم السينما لازالت تطبق حتى اليوم، أهمها «نظرية تأثير كلوشوف» التي تعتمد على مبدأ كيفية أن اللقطة الثانية تؤثر في الأولى من الناحية النفسية، وكيف تتغير وجهة النظر في حالة تغيير اللقطة التي تلي القطعة الأولى، بينما كانت أساسيات المونتاج الروسي تستخدم كثيراً في التسويق والدعاية للشيوعية في ذلك الوقت، وقبل الثورة كانت السينما الروسية لا تقدم الواقع، ولا حتى قضايا سياسية، مثل فيلم أهم مخرجي فجر السينما الكستندر دراكوف، الذي يعتبر أول من أخرج فيلماً روسياً قبل الثورة، عرض 1908م. كما ولدت في الثلاثينيات أفلام النوار المتأثرة بالتعبيرية ومهدت الطريق للموجة الفرنسية، إذ إن المصطلح أطلق من مجموعة نقاد فرنسيين، حيث إن أفلام النوار قائم على إضاءة خافتة، تطرف في الظل، تعاطف مع المجرم، بالغالب، ويكون التصوير بالأسود و الأبيض، وبطلة الفيلم شقراء تحرض على الجريمة، أو تكون السبب فيها، وأهم وأبرز مخرجي النوار في فترة الثلاثينات فريتز لانغ، وبيلي وايلدر، أوتو بريمنغر، اوسن ويلز. أما في الأربعينيات نشأت أفلام الحرب الرومانسية الأمريكية في فترة ما يسمى (العصر الذهبي) لهوليود، فكانت الأفلام تحمل ثيمة العاطفة مع مزيج حالة وطنية تثير المشاعر، ومتعلقة بالحرب والتسويق لمبادئ المعسكر الغربي بقيادة الولاياتالمتحدة، حيث زادت قوة التسويق الدعاية المناهضة للشيوعية في السينما الأمريكية مع العام 1947م التي سميت بالفترة «المكارثية» للجنة السيناتور الأمريكي المعادي للمعسكر الأحمر (جوزيف مكارثي) الذي شكل في وقته لجنة تستدعي بعض المخرجين المشتبه بانتمائهم للشيوعية. وقد نشأت بعد ذلك ما يعرف ب»القائمة السوداء» التي تحتوي على أسماء مخرجين، كتاب، وممثلين، وغيرهم، من صناع الأفلام الذين يشتبه بانتمائهم أو حتى تعاطفهم مع أفكار تميل إلى لشيوعية أو الماركسية؛ إذ لم تستمر اللعبة طويلاً بين السينما الأمريكية والروسية، وذلك بسبب سفر أو اعتقال بعض المخرجين الروس أو هجرتهم من الاتحاد السوفيتي، خصوصاً بعد تولي ستالين الحكم، فبعضهم هاجر إلى دول شرق أووربا، والبعض الآخر هاجر للولايات المتحدة، معلنين بذلك انتهاء الحرب الباردة السينمائية بين المعسكرين، والتي لم تنته بين السياسيين حتى العام 1991م.