هناك شبه إجماع من قبل أغلب صنّاع الأفلام في الولاياتالمتحدة بأهمية المونتاج السوفيتي في تطوير نظريات مهمة في التحرير السينمائي، وعلى الرغم من أهمية ما قام به غرفيث في «مولد أمة» للمونتاج الأمريكي، لكن البعد في القيمة لا يمكن أن نقارنها بما قدمه سيرجي أيزنشتاين في فيلمه الهام «Battleship Potemkin» والذي اعتمد على التلاعب الزمني المختلف على الحقيقي الذي نشاهده في زمن الفيلم، بمعنى زمن اللقطة في القطعات المونتاجية أطول زمنياً على الزمن الحقيقي للأحداث، وهذا تعدي صارخ على القواعد في ذلك الوقت، ولكن يعتبر اليوم هو السبب الرئيسي في ابتكارات مونتاجية استلهمت مع أيزنشتاين الكثير. المونتاج السوفيتي هو الأول في التمرد على قاعدة 180 درجة والتي تعتبر من الثوابت التي لا أحد يستطيع التشكيك بها في العشرينيات، بينما في الولاياتالمتحدة وبدايات السينما يعتمد غريفيث وادسون وشابلن على التصوير بشكل أساسي للتأثير على المشاهد، وفيما اهتم الفرنسيون بتطوير الخدع كما مع حالة جورج ميليه وفيلمه» الرحلة للقمر»، المخرجون الروس طوروا المونتاج ليترك أثرا على المشاهد، وبذلوا جهدا عالياً في جعل المونتاج هو الأساس المحرك لعاطفة المشاهد. يقول المخرج كونتين ترانينو على المونتاج الروسي» لولا الروس لانهارت السينما»، وبينما ترى محررة أفلام مارتن سكورسيزي سلما سكولماكر «أن المونتاج الروسي ترك أثراً قوياً على غالبية المخرجين حول العالم».