كشف الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، رئيس مجلس ادارة صندوق الاستثمارات العامة PIF، ضمن فعاليات "مبادرة مستقبل الاستثمار"، التى عقدت بمدينة الرياض خلال الفترة 24 – 26 أكتوبر الماضي، الستار عن مشروع "نيوم NEOM"، الذي يهدف إلى الارتقاء بالحضارة الإنسانية خلال القرن الحالي، من خلال استحداث عصر جديد لحياة جديدة New Era of Modern Life. هذا المشروع الذي قدرت تكلفته الإجمالية بنحو 500 مليار دولار إمريكي، لا يُعد فقط مشروعاً اقتصادياً واستثمارياً فحسب، وإنما مشروع لغد ومستقبل مشرق وباسم ليس فقط للمملكة العربية السعودية، وإنما للعالم أجمع، بما يحمله المشروع بين طياته من تفاصيل ورؤى وفكر مستنير غير المسبوق، يحاكي ما توصل إليه العلم والمعرفة من تقدم في استخدامات التقنيات والتكنولوجيا الحديثة في مجالات عدة. وصف مشروع "نيوم" على أنه مستقبل الحضارة الإنسانية، وهوبالفعل كذلك، وبالذات حين النظر إلى التسع قطاعات التي يستهدف المشروع التركيز عليها وتسخيرها لخدمة القاطنين والزوار للمنطقة، سيما وأنما جميع القطاعات المستهدفة تلامس احتياجات البشرية على وجه العموم، ولكنها في نفس الوقت تقدم لقاطني وزوار المشروع بأسلوب تقني وتكنولوجي حديث وعصري يتفوق بكثير على الأسلوب التقليدي الذي تعودت عليه الإنسانية في الماضي والحاضر لتقديم مثل الخدمات التى سيوفرها المشروع، والتي من بينها، قطاع الطاقة والمياه، والتنقل، والتقنيات الحيوية، والغذاء، والتصنيع المتطور، والترفيه، والتى تُمثل جميعها ركيزة أساسية لحياة عصرية متطورة تعكس رؤية المشروع وأهدافه. ولعل ما يميز مشروع "نيوم" عن غيره من بقية المشاريع ليس فقط على المستوى المحلي ولكن حتى على المستوى العالمي، جرأته في التفكير خارج الصندوق Out of the box thinking، بتوظيفه للتقنيات الحديثة المستقبلية لتوفير حلول تنقل ذكية، بدءاً من القيادة الذاتية وحتى الطائرات ذاتية القيادة، وكذلك أساليب حديثة للزراعة وإنتاج الغذاء، والرعاية الصحية التي تركز على الإنسان وتحيط به من أجل رفاهيته، وأيضاً توفيره لشبكات إنترنت مجانية فائقة السرعة تعرف بشبكات "الهواء الرقمي"، إضافة إلى توفيره للتعليم المجاني على الإنترنت بمعايير عالمية وخدمات حكومية رقمية متكاملة. وبالنسبة للمكاسب الاقتصادية، فيتوقع للمشروع أن يعيد 70 مليار دولار من إيرادات السلع المستوردة حاليا من خارج المملكة، بإنتاجها فى «نيوم» مثل السيارات والآلات ومعدات الاتصال، وتوفير فرص للمستثمرين السعوديين بقطاعات لم تكن متاحة بالمملكة، إضافة إلى خلق وظائف للسعوديين، كون أن أبرز مزايا المشروع، قربه من الأسواق ويمر من خلاله 10 في المئة من التجارة العالمية، ويمكن ل70 % من سكان العالم الوصول للموقع خلال 8 ساعات.