سمو ولي العهد محمد بن سلمان -حفظه الله- خلال مشاركته في "مبادرة مستقبل الاستثمار" التي استضافها صندوق الاستثمارات العامة في الرياض، أكد أن "مشروع نيوم سيجمع المبدعين والموهوبين من كل العالم لصنع شيء مختلف"، وأن "عناصر نجاح مشروع نيوم كلها موجودة في السعودية ولدينا العزيمة للانتقال من العالم الحالي إلى عالم أفضل". وفي حديثه، قال سمو ولي العهد إن "الشعب السعودي يحفزني، وسلاحنا الحقيقي هو الشباب"، وأننا "نسعى إلى أن تكون الأحلام واقعاً في مشروع نيوم". ولعمري هذا ما عهدناه من قيادتنا الرشيدة.. فقد شكل إطلاق رؤية 2030 تحولاً بارزاً في مسيرة مملكتنا، إذ بشرت تلك الرؤية بنهضة عملاقة ستنقلنا إلى مصاف الدول المتقدمة، وها هي بشريات الرؤية تبدأ في التجسد، وها هي ملامح التحول تبدأ في الظهور. لقد بشرنا ولي العهد بأن مشروع نيوم سيشكل نقطة جذب جديدة تنقل المملكة إلى موقع ريادي حول العالم من الناحية الاقتصادية والتقنية والمعرفية، وأن المشروع مخصص فقط للحالمين الراغبين في تقديم شيء جديد يفيد العالم، وأن الإنسان السعودي هو العنصر الأكبر الذي نعتمد عليه في "مشروع نيوم". الموقع المميز بين ثلاث قارات هو من أهم خصائص هذا المشروع، فالمكان يتمتع بطبيعة خلابة تضم جبالاً وودياناً وسهولاً وشواطئ وشعاباً مرجانية وجزراً، وشتاءً تكسو جباله الثلوج، وصيفاً معتدل. وتتوفر للمشروع إرادة سياسية قوية ورغبة شعبية عارمة وتطلع إلى مستقبل مشرق. فمشروع نيوم يتخطى الأطر التقليدية لمدن العالم في عصرنا الحالي وينتقل إلى جيل جديد وأسلوب مبتكر لطريقة الحياة والمدن والتكنولوجيا وغيرها من مناحي الحياة. فهذا المشروع يجمع نخبة من الشركات والمستثمرين ورواد الأعمال، من أجل نقل العالم إلى واقع جديد. وفي تقديري أن أبرز جانبين في هذا المشروع هما التقنيات الحديثة التي تتجاوز الأطر التقليدية، والتي تدفع الناس إلى الابتكار وارتياد آفاق جديدة غير مسبوقة. فهذه المنطقة ستكون إحدى أهم العواصم الاقتصادية والعلمية العالمية، وستجمع أفضل ما تزخر به مناطق العالم الرئيسية على صعيد المعرفة، والتقنية، والأبحاث، والتعليم، والمعيشة، والعمل. لقد بشرنا سمو ولي العهد بأن التقنية المتطورة هي التي ستكون وقوداً لكافة القطاعات الاستثمارية التسعة في المشروع، حيث سيضم مشروع نيوم عدداً هائلاً من الروبوتات التي قد يتجاوز عدد سكان المدينة، وستضم حلولاً تنقل ذكية تشمل الطائرات من غير طيار، وتطبيق أساليب حديثة لإنتاج الغذاء وتوفير الرعاية الصحية لسكان المنطقة، وتطبيق مفهوم الهواء الرقمي الذي يوفر شبكات إنترنت فائقة السرعة ومجانية، والخدمات الحكومية الرقمية المتكاملة، وغير ذلك من التطبيق المبتكر للعلم والتقنية. أما الجانب الثاني فيتمثل في أن تطوير وبناء مشروع "نيوم" سيوفّر فرصة استثنائية للحد من تسرب الناتج المحلي الإجمالي، حيث سيوفر المشروع فرصاً جديدة للاستثمار في قطاعات سيتم إنشاؤها من الصفر، بالإضافة إلى استفادة المستثمرين فيه من الموارد الطبيعية، كطاقة الرياح والطاقة الشمسية، ومن المؤكد أن ذلك سينعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد السعودي في مجمله. وأود في نهاية هذا المقال طرح توصية بسيطة قد لا تخفى على الفريق المميز بقيادة سمو ولي العهد الذي أطلق هذا الحلم التاريخي النبيل والتوصية تتمثل في ربط هذه الدراسات وخطط التنفيذ ببرنامج يطلق عاجلاً يوضح المراحل المختلفة التي سيمر بها هذا الحلم من تاريخ الطرح والإعلان مروراً بمراحل التصميم وعمل المخططات المختلفة مروراً بعملية طرح مراحل التنفيذ لمشروع نيوم. ويتم ربط هذا البرنامج باستمرار الإعلان عما تم تنفيذه متوافقاً مع هذه البرامج المعلنة سابقاً. * عضو اللجنة الوطنية للمقاولين