شهد الوسط الرياضي السعودي خلال الأيام العشرة الماضية حراكاً تسويقياً جميلاً لرئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ الذي وقّع عدداً من الاتفاقيات المهمة والمتنوعة مع جهات مختلفة كالاتحادات الدولية للشطرنج والملاكمة والسيارات لإقامة نهائياتها في المملكة العام المقبل، إضافة إلى توقيعه لمذكرات تفاهم مع رابطة الدوري الإنجليزي لكرة القدم ومع مانشستر يونايتد للاستفادة من خبرات الجهتين لرفع مستوى الدوري السعودي وأنديته. وهذه الاتفاقيات التي وقعت تدل على أن العمل ليس فقط لتطوير الرياضة السعودية على الصعيد الفني فحسب، بل تجاوز ذلك ليشتمل على تطوير النواحي التسويقية في الرياضة السعودية، عبر استضافة مثل هذه الألعاب والأحداث الرياضية، كنوع من الترويج لها داخل المملكة لنشر تلك الألعاب وزيادة شعبيتها بين السعوديين، كما أن فيها ترويجاً للمملكة خارجياً وإثبات أنها قادرة على تنظيم جميع الأحداث الرياضية بشكل مميز وكبير. ولم يكتف رئيس هيئة الرياضة بتلك الخطوات التطويرية، بل أتبعها بتوجيه لأندية دوري المحترفين السعودي لاختيار تميمة خاصة بكل نادٍ حتى تكون أيقونة تسويقية مكملة لهوية النادي التجارية، وهذه خطوة جميلة جداً فيها من الحس التسويقي الشيء الكثير، لأنه عندما يوجه رئيس هيئة الرياضة بمثل هذا التوجيه فهو بذلك يبحث عن إيجاد وتعزيز هوية متكاملة لكل نادٍ من حيث اللقب والتميمة والنشيد لتضاف للعناصر الأساسية للهوية كالاسم واللون والشعار. ما تم من خطوات تطويرية وما صدر من قرارات رياضية في الأونة الأخيرة، مؤشر قوي على أنه لا يزال للتطوير بقية وإننا موعودون بكثير من الأخبار المفرحة للرياضة السعودية بشكل عام وللتسويق الرياضي بشكل خاص. دورات اكتشاف المواهب حضرت دورة (مونديال نبراس لكرة القدم) التي يشارك فيها 32 فريقاً من حواري مدينة الرياض، وتوقعت أن تكون البطولة بطابع الحواري المعتاد من حيث السلبيات والملاحظات، ولكنني تفاجأت بتنظيم عالي الدقة يحاكي تنظيم البطولات الرسمية والأنظمة والقوانين التي وضعت بعدل ووضوح، إضافة إلى ملعب مساحته قانونية وجوائز قيمتها مغرية لفرق رسمية فما بالك بفرق حواري، وإتاحة الفرصة لغير السعوديين للمشاركة لاكتشاف لمواهبهم التي ربما تغذي المنتخبات الوطنية بعد قرار هيئة الرياضة بالسماح لغير السعوديين بالمشاركة في البطولات السعودية، وهناك عدد كبير من المواهب التي تحتاج مثل هذه البطولات لتبرز ما لديها من مهارات. الآن تيقنت أن الهواة في هذا البلد يحتاجون إلى اتحاد خاص بهم لتنظيم هذه الفرق والملاعب والإشراف على بطولاتهم، وتشجيع فرق الحواري على تنويع أنشطتها لتشمل ألعاباً جماعية أخرى كالطائرة والسلة واليد وغيرها من الألعاب الأخرى التي تحتاج من ينشرها بين الهواة ليكثر الممارسون وتتحقق الأهداف، والأمل برئيس هيئة الرياضة للتوجيه بإنشاء هذا الاتحاد الذي يعتبر حلماً لكل هاوٍ يعشق الرياضة.