كرة القدم عشق لا ينتهي, فإن كانت للآخرين حباً ومتعة فهي لممارسيها جنون وشغف لا مثيل له، وإن جاز لنا أن نوزع أهواءنا في عشق من يركل الكرة في مشارق الأرض ومغاربها، التي تتنفّس كرة القدم كما نتنفّسُ نحن الهواء؛ لأنّ كرة القدم تعتبر الباب الذي يأتيهم ويُدخل عليهم الفرح والسّرور. في عقد الثمانينيات ازدهرت بالمملكة فرق الحواري بشكل كبير موازية لعطاءات الأندية الرسمية، التي شهدت وقتها أبرز إنجازات المملكة وحصولها على أول بطولة في التاريخ وعلى مستوى القارة، وولادة أبرز النجوم في تلك الحقبة, فلا تكاد تجد أرضاً فضاء إلا وتجد فيها القوائم منصوبة وعدداً من الملاعب مخططه بالجبس، يتوافد عليها الكثير لحبهم وشغفهم بكرة القدم. التقت الجزيرة رجل الأعمال الأستاذ محمد عوض السالم، الذي يُعتبر من أكبر الداعمين والمتابعين لفرق الحواري بمدينة الرياض ورئيس مجلس إدارة قناة رياضة الأحياء على موقع اليوتيوب، والذي أكد أهمية تطوير فرق الحواري التي تُعتبر داعماً رئيسياً للأندية في اكتشاف المواهب من خلال إقامة الدورات الرياضية, لافتاً إلى أن الحواري قدمت للكرة السعودية العديد من النجوم، مثل يوسف الثنيان وماجد عبدالله وسعيد العويران وسامي الجابر، الذي أصبح الآن مدرباً لأكبر الأندية السعودية. مشيراً إلى أن أغلب النجوم مارسوا كرة القدم في فرق الحواري، وانتقلوا بعدها إلى أنديتهم؛ ليدخلوا مرحلة جديدة لهم، ويحققوا الإنجازات للكرة السعودية. وأوضح السالم أن فرق الحواري تُعتبر نواة الأندية، ويجب أن تحظى باهتمام من قِبل الاتحاد السعودي لكرة القدم، إضافة إلى الاهتمام والمتابعة من الأندية أيضاً، والمساهمة في تطوير فرق ودوريات الحواري التي هي في الأساس تقوم بالدعم الذاتي وبمجهودات فردية وتطوعية، إلا أنها الآن لم يعد لها وجود كالسابق. وتزامن مع اختفاء فِرق الحواري هبوط حاد في مستوى الأندية والمنتخبات السعودية، ونضوب في المواهب السعودية التي لم تلقَ اهتماماً من المسؤولين في اتحاد كرة القدم، في حين بعض الدول المجاورة ترسل كشافي المواهب إلى حوارينا للتنقيب عن المواهب، وتتبناهم. وكشف محمد السالم عزمه إنشاء رابطة لتنظيم فرق الحواري في مدينة الرياض كمرحلة أولى، متمنياً أن يتم تطبيقها في جميع مناطق المملكة كافة، ومبدياً استعداده لدعمها كاملاً مادياً ومعنوياً بعد الاعتراف بها من قِبل الاتحاد السعودي لكرة القدم، وأن تكون تحت مظلته؛ ليكسبها قوة قانونية. وقال السالم إن رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الحالي الدكتور أحمد عيد يعد من الداعمين لأي فكرة تصب في مصلحة تطوير الكرة السعودية، مؤكداً في الوقت نفسه أن كرة القدم تشهد تحولاً كبيراً في الوقت الحالي وولادة مرحلة جديدة مساندة لنظام الاحتراف في وقت سابق. وأوضح السالم أن الرابطة سوف تقوم بتنظيم الدورات تحت مظلة الاتحاد السعودي، إضافة إلى تسجيل اللاعبين وتثبيتهم في فرقهم، ويكون اللاعب مسجلاً لدى الرابطة، كما ستقوم الرابطة بالإشراف على تنظيم اللجان كلجنة الحكام والانضباط وعدد من اللجان الأخرى. وأضاف السالم بأن الرابطة سوف تكون حلقة وصل بين فرق الحواري والاتحاد السعودي والأندية, وأن الرابطة لن يكون اهتمامها فقط باللاعبين بل ستقوم بدعم المدربين وتأهيلهم، مشيراً إلى أن من أسباب ضعف الفرق واللاعبين في الحواري ضعف المدربين تكتيكياً ولياقياً, إضافة إلى دعم الإداريين في الفرق، وكذلك اللجان التنظيمية للبطولات، ويجب اكتشاف المميزين من قضاة الملاعب ودعمهم في منافسات فرق الحواري؛ وسيتم تخصيص لجنة للحكام على مستوى منطقة الرياض، وسوف تكون خاضعة لقوانين الفيفا ومواكبة لأي تغيرات أو تعديلات في قانون كرة القدم، مشيراً إلى أن أغلب المنافسات في الحواري لا تطبق قانون التسلل الذي يُعتبر مهماً على مستوى اللاعبين والمدربين والحكام أيضاً. ومن أبرز الاحتياجات طالب السالم بتوفير أراضٍ أو ملاعب مناسبة وصالحة من أرضية وإنارة، تعود ملكيتها للرئاسة العامة لرعاية الشباب, إضافة إلى إصدار تصاريح لإنشاء أكاديميات لتدريب وتأهيل صغار السن وإلحاق المواهب بالأندية, وعقد دورات تدريبية في إدارة الفرق والمدربين والمعلقين والتحكيم واللجان الأخرى التنظيمية؛ حتى يصبح لدينا مخرجات كثيرة تدعم رياضتنا، ولا تكون حكراً على الأندية فقط. وأشار السالم إلى أنه قام شخصياً بتنظيم ورعاية العديد من البطولات ومنافسات الحواري، لعل آخرها بطولة كأس الوطن التي تزامنت مع احتفالات المملكة باليوم الوطني، والتي شارك فيها نحو 16 فريقاً من فرق الحواري، شارك بها أكثر من 400 لاعب. من جانب آخر أوضح السالم أن إنجلترا هي مهد كرة القدم الحديثة، ولكن ما لا يعلمه الكثيرون أن هناك دولاً تملك أندية كرة قدم أكثر بكثير من تلك الدولة، فجنوب إفريقيا هي أكثر دولة في العالم تملك أندية كرة قدم رسمية ومسجلة في اتحاد كرة القدم هناك؛ إذ يبلغ عدد الأندية 52 ألف ناد لكرة القدم تقريبًا؛ ما يعكس مدى عشق تلك البلاد لهذه اللعبة، وتليها روسيا بعدد أندية يبلغ 43,700 ناد روسي لكرة القدم، والمملكة المتحدة 42 ألفاً، في حين يبلغ عدد الأندية في أكبر منافس لنا في القارة الآسيوية اليابان 13 ألف ناد؛ لتعادل رقم بطلة العالم 5 مرات البرازيل بالعدد نفسه. أما إسبانيا فتمتلك 10,500 ناد لكرة القدم. مشيراً إلى أنه من الملاحظ تطور كرة القدم في تلك الدول، وليس من المعقول أن يتم دعمها من قِبل الاتحادات الرسمية لبلدانها، بل أغلبها أندية للهواة، يتنافسون أيضاً في دوري خاص للهواة، وهذا ما نسعى للوصول إليه من خلال رابطة تحتضن الهواة وفرق الحواري وتنظيمها.