كانت فكرة هذه الزاوية وليدة نقاشات مع بعض الأدباء المهتمين بالمصطلحات الشعبية وعلاقتها بالفصحى وذلك في منتديات جمعية اللهجات فانبثقت لدي فكرة إعداد معجم لغوي شعبي له أصوله الفصيحة ومن منطلق تأصيل لهجتنا الشعبية والتي تتعرض دائماً للانتقاد والتجريح من قبل كثير ممن يظنون أن هذه اللهجات دخيلة على العربية الفصحى، أو أنها غريبة ليس لها جذور في لغتنا الأم. أردت أن أبحث في معظم تلك الكلمات من الألف إلى الياء تبعاً لقواعد المعجم، ووجدت أن أغلب تلك الكلمات هي في الأصل فصيحة المنشأ، وقد ركزت بالشواهد الشعرية قدر الإمكان واجتهدت أن تكون من الشعر الشعبي القديم المدون منه وغير المدون ومن أفواه الرواة الثقات، منوهاً بالحقوق الأدبية لجريدة "الرياض" عامة وللكاتب خاصة. وقد توقفنا في الأسبوع الماضي عند كلمة "بهو" وهناك تعقيب حول كلمة "بنى" من الدكتور سعود نايف العلي بقوله أن هناك فرقاً بين البنى بضم الباء وبين كسرها فالتي بالضم فدلالتها معنوية مثل أولئك قوم ان بنوا احسن البنى وأما الكسر فدلالتها حسية انتهى كلامه ونكمل هذا اليوم مع كلمة : "بوب" في اللسان تسمى الفجوة التي بين جبلين بوب ويصغر بالبويب وفي اللهجة الشعبية كذلك المعنى نفسه والبوب مكان في شمال المملكة والبويبيات والبويب مكانان في الجزء الجنوبي من جبل طويق في الشرق الشمالي من مدينة الرياض. "بوح" معنى "بوح" في اللسان البَوْحُ ظهر الشيء وباحَ الشيءُ ظهر وباحَ به بَوْحاً وبُؤُوحاً وبُؤُوحَةً أَظهره وباحَ ما كَتَمْتُ وباحَ به صاحبُه وباحَ بِسِرِّه أَظهره يقول بشار بن برد: "تبوحُ" بسرِّكَ ضيقاً بهِ وتبغِي لسِرِّكَ مَن يكْتُمُ وهي كذلك في لهجتنا الشعبية يقول الشاعر: يطول السكات وفي لسانك يضيق "البوح" ملامح كلام ونظرة معاتب لغالي "بور" معنى بور في تاج العروس البَوْرُ بالفتح: الأرضُ قبلَ أن تُصْلَحَ للزَّرْعِ وهو مَجازٌ وعن أبي عُبَيْد: هي الأرضُ التي لم تُزْرَعْ وقال أبو حنيفةَ: البَوْرُ: الأرضُ كلُّها قبل أَن تُستَخْرَجَ حتى تُصْلَحَ للزَّرْع أو الغَرْس وهي كلمة شعبية تستخدم في الإحياء وحجج الاستحكام تقول الشاعرة تهاني التميمي: صباح الخير يالضيقة تدلين الصدور البور!! وأذكر عاهدك صدري إذا جيتي! يهلي بك نلتقي على المحبة.