يعود اسم الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان للتداول الإعلامي والشعبي من جديد على إثر تعيينها رئيساً لاتحاد الرياضة المجتمعية، في التشكيل الأخير للجنة الأولمبية السعودية؛ كأول امرأة سعودية ترأس اتحاداً رياضياً على مدى تاريخ الرياضة في البلاد، بعدما حضر اسمها لأول مرة يوم تعيينها وكيلاً لرئيس الهيئة العامة للرياضة في أغسطس 2016. وحين يقال اليوم بأن الأميرة ريما هي أول امرأة ترأس اتحاداً رياضياً في السعودية، فبديهي أن يكون ذلك مدعاة للتداول والنقاش المستفيضين، ليس على مستوى الإعلام المحلي فقط بل حتى على المستوى الدولي، كما اعتدنا في كل قضايا المرأة السعودية، لكن واقع الأمر محلياً لم يكن كذلك، إذ لم يشكل تعيين الأميرة ريما هذه المرة صدمة للشارع السعودي بما يسهم في تشكيل قضية رأي عام، وإنما تم التعاطي معه بوعي وواقعية على أساس كونه قراراً رياضياً يمثل الأول من نوعه، لا على أساس أبعاد أخرى، وهو ما سينسحب على الإعلام الدولي. من تابع حراك الأميرة ريما منذ مجيئها للعمل الرياضي والشبابي، سواء عبر مشاركاتها أو تصريحاتها يدرك بأنها ساهمت بشكل كبير في تغيير الصورة الذهنية النمطية عن هذه المؤسسة الحكومية التي ظل يُنظَر لها ولسنوات طويلة على أنها مؤسسة ذكوريّة، وهي بالفعل كانت كذلك، إذ ظلّ النصف الثاني من المجتمع مغيباً تماماً عن برامج المؤسسة الشبابية التي يفترض أنها أولى المؤسسات الحكومية التي تعنى بالشباب من الجنسيين. وجود الأميرة ريما ساهم في تسليط الضوء بشكل ساطع على الجانب المظلم في هيئة الرياضة، وهو ما يتعلق بحق المرأة في التواجد والتفاعل مع برامج وأنشطة الهيئة، وهو ما كان بالفعل، إذ وقفنا على مشاركات لها محلياً ودولياً في أكثر من برنامج ونشاط، فحضرت بشكل فاعل وواعٍ لتمارس حقها أولاً، ولتعكس من خلال ذلك الصورة الحضارية والثقافية للبلد كما هي لا كما يريد البعض تشويهها. رئاسة الأمير ريما للاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية ستكون منصة أخرى تنطلق منها نحو تمكين المرأة السعودية من ممارسة دورها، وتفجير طاقاتها، ورعاية إبداعاتها في إطار رسمي، يعزز مكانتها ويوليها حقوقها، ما سيسهم في تفعيل أكثر من هدف من أهداف رؤية السعودية 2030، والتي ما فتئت الأميرة ريما تؤكد عليها في كل إطلالتها، ما يجعلنا نراهن بحضور أجمل يليق بالمرأة السعودية في غير مضمار.