فاصلة: (العدل والجور لا ينجمان عن الطبيعة بل عن القانون). - حكمة عالمية - بالرغم من أنني ضد أي تفسير لعلاقتنا مع الآخر ضمن نظرية المؤامرة، إلا أن تعامل الإعلام الغربي مع قضايا المرأة المسلمة في أنحاء العالم يسيطر عليه النظرة النمطية وفق معظم الدراسات العلمية حول صورة المرأة المسلمة في الصحف الغربية. وبسبب تخصصي وتركيزي على الصحف الأجنبية وتناولها لقضايا المرأة السعودية بات لي أن التحيز الموجود في الإعلام الغربي تجاه تناوله لقضاء المرأة ليس بالضرورة أن يكون متعمدًا بقدر ما هو اتجاه أيدلوجي يفرض نفسه عند تناول الصحفي لأي قضايا مختلفة عن ثقافته لا سيما إذا كانت متعلقة بحقوق المرأة في الإسلام. هناك خلط واضح في تناول الإعلام الغربي لقضايا المرأة السعودية حيث يلصق عدم حصولها على حقوقها المشروعة كحق التنقل أو السفر أو التعليم والعمل من دون وصاية ذكورية بأن الدين الإسلامي هو سبب التمييز ضد المرأة وبعض الإعلام يمكنه أن يصف السلوكيات المرفوضة في ثقافته بأنها نتاج الدين الإسلامي. صحيح أن لدى المرأة السعودية حقوقًا مشروعة سلبتها الأعراف التقليدية أو الأنظمة التي لم تحدّث، لكنّ بالمقابل هناك تحركًا إيجابيًا لاسترداد الحقوق سواء من قبل الدولة أو النساء السعوديات. المؤسف أن الصحف المحلية تسهم في تكريس الصورة السلبية للمرأة السعودية بنشرها ترجمة ما تنشر المطبوعات الصحفية الغربية. على سبيل المثال الرياضة النسائية ممنوعة في المدارس الحكومية وحصل كثير من الجدل المجتمعي لمشاركة اثنتين من بناتنا في أولمبياد لندن 2012. اليوم وبعد خمس سنوات تتغير خريطة الرياضة النسائية في بلدنا وتصبح هناك امرأة قيادية في هذا القطاع الحيوي. أقول ذلك بعد أن قرأت خبرًا عن الأميرة ريما بنت بندر نشرته مجلة «fast company» https://www.fastcompany.com/3029166/most-creative-people-2014/princess-reema-bint-bandar-al-saud الخبر نشر في المجلة في نوفمبر عام 2014 ونشرته أحد صحفنا المحلية الأربعاء الماضي وكأنه خبر من أحد مكاتبها في الخارج. الخبر في المجلة يكرس الصورة النمطية للمرأة السعودية وينشر الصور التي تعطي انطباعًا للقارئ الغربي بأن المرأة السعودية كائن غريب فضلاً عن أن التقرير نشر تصريحات للأميرة ريما بنت بندر أيضًا تعطي القارئ صعوبة دورها في مجتمع الذكور الذي لا يدعم عمل النساء. إن الصحف الغربية تدرك كيفية تشكيل واقع المرأة السعودية بوضعها في إطار الضحية فلعل صحفنا المحلية لا تكون عونًا مع فرعونهم.