مع دخول السنة الميلادية الجديدة يكمل الفنان نبيل شعيل عامه العشرين مع شركة روتانا, خلال هذه العشرين عاماً أنتجت له الشركة "11" ألبوماً حققت نجاحات جيدة إلا أن واحداً منها فقط استطاع أن يحتل مركزاً ضمن قوائم الأكثر مبيعاً في الخليج خلال العقدين الأخيرين, وهو ألبوم "ما أروعك" والذي كان باكورة تعاون شعيل مع روتانا عام 1998م, حيث يحفظ الخليجيون كلمات أغاني هذا الألبوم عن ظهر قلب حتى اللحظة. التعاون الأخير لنبيل شعيل مع روتانا كان العام الماضي عبر ميني ألبوم من أربع أغنيات بعنوان "الناس غير الناس", وعلى خلاف التعاون الأول بينهما فلقد كان الألبوم الأخير هو الأضعف من ناحية الاستماع والمبيعات, حيث إنه وبرغم مرور قرابة العام على صدوره إلا أن مجمل مشاهدات جميع أغنياته الأربع في موقع اليوتيوب على حساب القناة الرسمية لروتانا لم يتخط حاجز المليون مشاهدة. مسيرة طويلة بدأت منذ "36" عاماً اختصرها نبيل شعيل في عشرات الأعمال والمهرجانات الدولية والتكريمات, تخللها الكثير من لحظات النجاح والضعف, التفوق والهبوط, التميز والإخفاقات, التعب والانتصار, تجعلنا نتساءل أين نبيل شعيل اليوم ولماذا غلبته لعبة الأرقام رغم أهمية تاريخه الفني على الساحة الخليجية, ورغم أنه ليس الوحيد على الساحة ممن لا يملكون حسابات نشطة في مواقع التواصل ويحبذون ندرة الظهور الإعلامي, حيث يسبقه إلى ذلك الفنان راشد الماجد مع فارق الأرقام طبعاً. يبقى لغز غياب نبيل شعيل وتغييبه محيراً حتى للصحافة الكويتية, فالصحف تتساءل دائماً عن أسباب الغياب وتصفه بالمحير وغير المفهوم, ولذلك تسربت تلك التساؤلات للإعلام الخليجي فتحولت حالة الترقب إلى تعود ولم يعد اسم نبيل شعيل يشغل الصحافة كما كان في الماضي, واليوم ومع إعلانه عن عودة فنية قريبة في 2018 عبر فيديو مقتضب صوره من القاهرة مع صديقه الملحن مشعل العروج لم يلق الخبر أي رواج رغم كونه خبراً مهم جداً, ولكن ربما صدمة الجماهير والصحافة في ذائقة ألبومه الأخير "الناس غير الناس" جعلت سقف تطلعاتهم جميعاً منخفضاً جداً. الغريب أن الإعلام الخليجي وخاصةً الإلكتروني, يصر على تجاهل نبيل شعيل بينما لا يفوت فرصة يتحدث فيها عن توافه الأمور على الساحة الفنية, ما يجعلنا نؤمن أكثر بأن هذه خطة لتغييب النجم الكبير رغم كثرة تساؤل الجمهور عن أسباب غيابه وغياب خالد عبدالرحمن وغيرهم من لهم قيمة في الفن, وحضور عند الجمهور السعودي. أخيراً, يشير صمت نبيل شعيل الدائم وابتعاده عن التوضيح أو العتاب إلى أنه يعي منذ البدايات حقيقة تخفى عن الجمهور, حقيقة يجهلها الإعلام, لذلك لم يتعاط يوماً مع أزمة تغييبه رغم حضوره في ذاكرة الناس, كما أنه لم يقل يوماً "أنا هنا"!