خطوة متأخرة لكنها كانت ضرورية، وهي قرار الهيئة العامة للرياضة باستكشاف اللاعبين الموهوبين في كرة القدم من مواليد المملكة، خصوصاً من صغار السن الذين يمكن الاستفادة منهم بتنمية مهارتهم وصقلها، بما يساعد على استثمارهم في مشروع رياضي مدروس يعود بالنفع على الرياضة السعودية. الإعلان الأخير لرئيس مجلس إدارة هيئة الرياضة تركي آل الشيخ بشأن اللاعبين الذي تم استكشافهم في أول جولة للجنة المشكلة بهذا الخصوص والتي بدأت من جدة كان محفزاً جداً، فاصطياد 70 موهوباً في غضون ثلاثة أيام أمر يدعو للتفاؤل، وهو ما دفع لفتح الباب لاستكشاف مواهب جديدة في مناطق أخرى، وهي الرياض والأحساء وجازان. الواضح جداً أن اختيار المناطق الأربع لم يكن اجتهاداً ولا عملاً عشوائياً، بل وفق رؤية فاحصة، لكون هذه المناطق تعد خزاناً للمواهب سعودية أو غير سعودية، وهي التي عرفت منذ زمن بأن ملاعب الحواري فيها بمثابة منجم مواهب، بما تحوي من كنوز، تنتظر في كل مرة من يقوم بعملية تعدين لاستخراج ما فيه من مكنون من المواهب، وها هو فريق العمل يضع يده على هذه المناجم. النجاح في عملية استكشاف لاعبي كرة القدم من المواليد والتي بدأت تؤتي نتائجها تدعونا لأن نطالب هيئة الرياضة بالتعاون مع اللجنة الأولمبية واتحاداتها الرياضية بتوسيع عملية الاستكشاف لتشمل بقية الألعاب المختلفة، الجماعية والفردية، صحيح أن الأمر صعب لعدم وجود مزاولين لها في الأحياء، لكن مع وضع مواصفات دقيقة لنوعية اللاعبين المطلوبين سيدفع لنجاحها. ألعاب مثل كرة السلة والطائرة واليد وألعاب القوى، ورياضات أخرى فردية تحتاج للاعبين بمواصفات معينة، لاسيما على مستوى الطول الفارع والبنية الجسمانية القوية، وباعتبار مواليد المملكة يشكلون أعراقًا متنوعة، فإن نجاح ذلك سيكون قائماً حين يتم استثمارهم في مشروع رياضي صحيح. الأرض تبدو اليوم ممهدة للبناء على هذا المشروع الذي وضع أساساته تركي آل الشيخ، لكنه يحتاج إلى خطة دقيقة، وتنفيذ متقن، تحت إشراف متخصصين، إداريين وفنيين، وستكون نتائجه على المدى البعيد كبيرة، سواء في كرة القدم أو الألعاب الأخرى، لاسيما حينما يكون هناك قرار بصناعة فرق وأبطال أولمبيين يكونون من نتاج هذا الكنز المدفون.