فتح قرار الأمير عبدالله بن مساعد بتشكيل لجنة استراتيجية الرياضة السعودية بعد أيام قلائل من تزكيته رئيساً للجنة الأولمبية السعودية الأبواب مشرعة لرياضيي الألعاب المختلفة ليحلموا بمستقبل واعد لرياضاتهم على اختلاف أنواعها، وهم الذين يرون أن الألعاب المختلفة عانت ما عنت من ضعف في التخطيط وقلة في الدعم دفعت من خلاله الرياضة السعودية فواتير باهظة من اسمها وسمعتها. ولعل ما زاد من مساحة التفاؤل لدى مختلف الرياضيين هو شعورهم بأن الأمير عبدالله بن مساعد هو على رأس من أدركوا خروج الرياضة السعودية عن المسار الصحيح لطريق الانجازات في أول لقاء له مع رؤوساء الاتحادات حين اطلق سؤاله الصادم: لماذا نحن بعيدين عن تحقيق الانجازات الآسيوية والعالمية؟!. (دنيا الرياضة) طرحت ذات السؤال على المهتمين بالألعاب المختلفة بمختلف شرائحهم، وتركت الباب مفتوحاً لهم ليساهموا في وضع خارطة الطريق نحو ساحة الانجازات: الاهتمام بالتفاصيل مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة السلة الوطني عبدالرحيم لال امتدح قرار الرئيس العام بتشكيل لجنة استراتيجية الرياضة، متوقعاً أن تكون منطلقاً لاهتمام أكبر بغية النهوض وتطوير الألعاب المختلفة. وقال: "من وجهة نظري الشخصية، اللجنة مطالبة بمناقشة التفاصيل الصغيرة وليس الخطوط العريضة لاسيما من جهة توفير كافة احتياجات الألعاب المختلفة، والتي من أبرزها بناء صالات رياضية مغلقة على أن تكون الأرضية من نوعية"الباركيه" الخشبية بحيث تكون مجهزة بأحدث الأجهزة اللوحية القانونية (الأبراج)، وهذا بالنسبة لكرة السلة الخاصة بالكبار والصغار مثلاً، وكذلك الأدوات اللازمة لكل لعبة حيث يعاني منتسبوها من الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة الهامة". الربعان: أم الألعاب منجم ذهب شريطة توفير الدعم الكامل لها وتابع لال: " يجب لكي نعيد الألعاب المختلفة من جديد نحو المنافسات القارية والعالمية، الاهتمام بكافة الألعاب المختلفة وتقديم برامج منوعة، وعمل دورات مكثفة للمدربين خصوصاً تدريب الناشئين والشباب، وبالإضافة إلى ذلك إنشاء مراكز لتدريب البراعم والصغار، ويوضع لهم أفضل وابرز المدربين، والاهم من ذلك تقديم الدعم المادي بكل ما يتعلق بأساسيات التدريب". وكشف لال: "يجب حث جميع الاتحادات الرياضية المختلفة من كرة سلة وطائرة ويد والعاب القوى وباقي الألعاب المشاركة بشكل متواصل في جميع البطولات المعتمدة وكذلك الدولية، والودية لمزيد من الاحتكاك واكتساب الخبرة للاعبين السعوديين، بغض النظر عن النتائج الوقتية، مع أهمية الصبر إذا كان هناك إخفاق في المراحل الأولى". الميزانيات أولاً ويرى عضو لجنة المنتخبات بالاتحاد السعودي لألعاب القوى وأستاذ علم النفس الرياضي بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور حبيب الربعان أن تشكيل اللجنة عمل جيد، ولكن على اللجنة ان تقوم بدراسة الوضع المالي ومدى مناسبته لكل اتحاد، فضلاً عن حتمية دراسة الأسباب الفعلية التي أدت لتراجع بعض الرياضات". وقال: "كوني مختصاً بألعاب القوى فإن اللعبة تحتاج إلى ميزانيات كبيرة لتحقيق الانجازات والحصول على الميداليات بأنواعها، ولعل المتابع لألعاب القوى يلاحظ أنها تضم العاباً كثيرة ومختلفة في اللعبة الواحدة، ما يعني أن هذه الألعاب تحتاج إلى ميزانية ضخمة وعمل كبير ومتقن وبدون ذلك لا نستطيع النجاح" وأضاف: "أيضا على رعاية الشباب الاهتمام بالمدربين ودعم الأندية بأكثر من مدرب وليس كما هو معمول به، حيث لا تدعم إلا بمدرب واحد يشرف على كل العاب القوى بمختلف مسمياتها وبدرجاتها المختلفة. إذا أردنا التطوير علينا التعاقد مع مدرب واحد لكل تخصص وليس واحداً لمختلف التخصصات" المنيع - لال وكشف الربعان عن وجود خطة عمل في اتحاد العاب القوى تهتم بفئة البراعم بالتعاون مع المدارس، لافتاً إلى أن غياب الإعلام عن الألعاب المختلفة له أثر سلبي ما يجعل هناك عزوفا عن ممارستها أو الانضمام إليها، وكم كان مؤلماً ما حدث من تجاهل لمشاركة ثلاثة من لاعبي المنتخب لألعاب القوى ببطولة العالم الأخيرة، وهو ما يدعو للأسف". الابتعاث ضرورة وذهب عضو الاتحاد السعودي لكرة السلة محمد مهدي الشيخ بعيداً بخلاف الآراء الأخرى عندما حدد بعض الجزئيات المهمة في كافة الألعاب المختلفة وفي كرة السلة تحديداً من حيث فتح مراكز متخصصة في المناطق وتحسين جودة المسابقات وابتعاث الموهوبين للدول المتقدمة. المنيع: تغيير أنظمة رعاية الشباب ورفع الميزانيات سيفتحان أبواب النجاح لال: الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة الحل الجذري لإنقاذ الألعاب المختلفة وقال: "مشكلة دفن المواهب في الألعاب المختلفة هو سوء برامج الفئات السنية في كافة الألعاب بقصر مدتها، وفي كرة السلة تحديداً من حيث سرعة انتهاء الموسم بدوري المناطق مما يعني توقف اللاعبين الجيدين والمواهب البارزة بانتهاء مشاركتهم بدوري منطقتهم". وأضاف: "لكي نتغلب على هذه الظاهرة فأفضل حل من وجهة نظري هو تشريع قوانين جديدة ولعل أهمها فتح باب الإعارة داخل المناطق فقط، كون هناك مواهب ناشئة لا يفضل أولياء أمورهم الذهاب بعيداً عن أسرهم وتأثرهم بتحصيلهم العلمي والحل المناسب هو بالإعارة داخل المناطق بحيث يتمكن الناشئ الموهوب من الاستمرار مع الأندية المتأهلة ما يضمن له اللعب لفترة أطول" واشار الشيخ إلى وجود العديد من المواهب واللاعبين الرائعين فقط نحتاج إلى نظام معسكرات متخصصة وفي مراكز تنشأ لهذا الهدف ولكل الألعاب لكي نحافظ على استمرار هؤلاء اللاعبين وتطوير قدراتهم، من خلال احتكاكهم" وشدد على أهمية تحفيز الطلاب لحضور المباريات كفكرة يمكن تطبيقها بين وزارة التربية والتعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب خصوصاً في ظل هجرة الجماهير لمدرجات الألعاب المختلفة، وذلك لتعزيز دعم اللعبة من خلال التواجد بالمدرجات، كما ينبغي العمل على ابتعاث الموهوبين للدول المتقدمة علمياً ورياضياً بما يتوافق مع دراستهم الجامعية وتأهيلهم رياضياً بحيث يتم اختيار الدول المتفوقة في كل رياضة بعناية". القرناس العليوات القاعدة والمراكز أكد المدرب الوطني في كرة اليد عبدالعظيم العليوات بأن فكرة تكوين اللجنة يعد عملاً ايجابياً، غير أن هذا العمل يحتاج إلى دراسة تحليلية للأسباب التي أدت إلى تراجع كل لعبة والوصول للعوامل التي ستساعد على النهوض بها، وقال: "بما أني مختص في كرة اليد أرى بان معضلة اللعبة تتلخص في أمرين كلاهما مهمين وهما السبب الرئيس وراء فقد كرة اليد السعودية لمكانتها وتراجعها بشكل دائم في السنوات الماضية، الاول هو الإهمال في المراحل السنية والكوادر التدريبية المشرفة على الفئات السنية قبل ان تصل للفريق الاول، وما لم يتم الاهتمام بشكل خاص بالمراحل السنية وتفعيل مشاركاتهم على طول الموسم ستبقى المعضلة مستمرة ولن نستطيع تطوير كرة اليد. واعتبر العليوات اهتمام الأندية على تقوية الفريق الأول والبحث عن محترفين على حساب الناشئين والشباب جعل الأداء ينعكس بصورة عامة على العامود الفقري لأساس اللعبة. وأشار إلى ان ما جعل اندية المنطقة الشرقية تتفوق مؤخراً يعود لاهتمامها بالمراحل السنية المختلفة ودعمها بشكل كبير بمختلف الأمور التدريبية والمادية، والعكس صحيح في بقية المناطق، فإذا رجعنا إلى ال20 سنة الماضية نجد ان هناك اكثر من ناد في كل منطقة، ويعود لوجود اهتمام بالقاعدة ووجود مراكز تدريبية إلى جانب بطولات للبراعم، هذا الامر كان من اهم الدوافع لاهتمام الأندية وتقديمها للعديد من المواهب والنجوم. وشدد على ان العامل الثاني هو إيجاد برامج ومراكز تدريبية سيعيد قوة كرة اليد ويجعلها تحضر بقوة في المنافسات الإقليمية والدولية. وختم حديثه بالقول: "ألمانيا تفوقت لانها اهتمت بالقاعدة وأنشأت المراكز التدريبية واقامت البرامج بشكل متواصل فمن الطبيعي ان تحصد ثمار ما زرعته وتحقق البطولات على مختلف الفئات العمرية" القرناس: اقتفاء أثر الدول المتقدمة رياضياً طريقنا نحو الإنجازات الكبرى العليوات: دعم الفئات السنية وتوفير المراكز المتخصصة سينتشلان رياضتنا الميزانية وتغيير الانظمة ولخص نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة اليد محمد المنيع الأمر في تغيير الميزانية الخاصة باتحاد اللعبة التي قال عنها: "الميزانية لم تتغير منذ ثلاثة عقود، رغم المتغيرات في ظروف الحياة والتطوير التي شهدتها الرياضة، فعملية التطوير والعودة باليد لساحة المنافسة يحتاج إلى إعادة العديد من الأمور والتفاعل مع المتغيرات والاهم إيجاد الميزانية التي نستطيع من خلالها تقديم المطلوب منا ودعم الاندية". وتساءل المنبع: "هل يعقل بان اتحاد اللعبة لا يدعم أبطال مسابقاته المختلفة كبطل الدوري والكأس؟" وأضاف: "إنه أمر يدعو للقلق ولا يفتح للاتحادات مجالا للتطوير كون الاتحاد لا يمتلك عوامل التطوير وأهمها المال" وشدد المنيع على إعادة دراسة لوائح وأنظمة وقوانين الرئاسة العامة لرعاية الشباب كاملة حتى نقدم عملا مختلفا وما لم يتم ذلك سنبقى في دوامة المشاكل واستمرار التراجع". المعسكرات والمدربون وأكد عضو الاتحاد السعودي للكرة الطائرة عبد العزيز القرناس أن هذا القرار رائع وأتوقع له النجاح كونه سيطور الألعاب المختلفة من جميع النواحي الإدارية والفنية والمواهب خصوصا والرئيس العام يدرك ذلك جيدا ويسعى لإعادة هيبة الرياضة السعودية في مختلف الألعاب وهذا يتطلب من جميع التعاون والعمل بإخلاص للوصول إلى أهداف الإستراتيجية. وقال: " بصراحة نحن متفائلون بتلك الخطوة ونتوقع لها النجاح الكبير نظرا لاهتمام الرئيس العام بهذا الموضوع ومتابعته لسير أعمال اللجنة خصوصا والأمير عبدالله صاحب تجارب سابقة على مستوى الأندية وكذلك اللجان وهذا يجعلنا نؤكد النجاح بنسبة كبيرة متمنين التوفيق للجنة". وتابع: " الطرق في تطوير الألعاب المختلفة عديدة ويأتي في مقدمتها الدعم المادي الذي تعاني منه جميع الاتحادات الرياضية وكذلك أنشاء الصالات الرياضية للاتحادات لإقامة التدريبات والمعسكرات الداخلية والمباريات وجميع المنافسات الخاصة بكل اتحاد كما هو معمول به في اغلب الدول العالمية بالإضافة إلى جلب المدربين أصحاب المستويات العالمية في التدريب واختيار المواهب والاهتمام بالقاعدة والمشاركة بجميع البطولات لكسب الخبرة اللازمة". وتحدث: " يجب عمل استراتيجيات لجميع الاتحادات وتطبيقها على ارض الواقع ولاشك أن الاستراتجيات تتطلب أدوات للتنفيذ مثل المادة والمواهب والخبرة والاهتمام بالنشء وهذا يحتاج لمزيد من الوقت مع الاهتمام بالمشاركات الدولية للوصول إلى الهدف المنشود ولاشك أن الوصول للعالمية يحتاج للكثير من الوقت والإخلاص والمثابرة والعمل الدؤوب". لا.. للتنظير وشدد رجل الأعمال عادل المقبل عضو شرف نادي القادسية والمهتم بدعم الألعاب المختلفة وكرة السلة تحديداً على أن تكوين اللجنة أمر جيد ويدل على رؤية الامير عبدالله بن مساعد وإحساسه بما آلت إليه الألعاب المختلفة من تراجع في السنوات الاخيرة، داعياً إلى ضرورة ان تكون خطوات اللجنة مدروسة بشكل علمي لواقع كل لعبة. وأكد المقبل بأن الخلل الكبير والواضح للجميع مما تعانيه الألعاب المختلفة هو قلة الدعم المادي فالعجز فيها كبير وهناك شح واضح لا يمكن التغلب عليه في ظل عدم الاهتمام وعدم توفر رعاة مهما تكن البرامج الموجودة على الورق. وأشار إلى أن نجاح عمل اللجنة مرهون بالميزانية، مضيفاً: "اللجنة ما لم توضع لها الميزانية المناسبة لن تعمل شيء، فالأهداف سهلة والكل يمتلك رؤية غير أن تحقيقها على أرض الواقع يحتاج للميزانية والمال الكبير، ما نحتاجه هو خطة عمل واضحة قابلة للتطبيق لا أن تصطدم بمعوقات لا يمكن التغلب عليها، فتكون سببا وراء استمرار فشلنا وبقاء ألعابنا ضعيفة لا تستطيع أن تنجز". وقال: "التنظير عملية سهلة جداً، ونحن شاطرون في التنظير لكننا فاشلون في التطبيق وهو من أسباب عدم تقدمنا وبقاؤنا بعيدين عن المنافسات الآسيوية والإقليمية خلال المرحلة الماضية".