أكد المتحدث الرسمي باسم الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن المستشار القانوني منصور بن أحمد المنصور أن قوات التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن كانت متوافقة دائماً في هجماتها الجوية مع القانون الدولي الإنساني. وأوضح خلال حديثه في مؤتمر صحفي، عقد امس في قاعدة الملك سلمان بن الجوية بالرياض، أن قوات التحالف تراجعت عن استهداف موقع بسبب وجود مدنيين به، مبيناً أن ميليشيا الحوثي استولت على مجموعة من المباني المدنية الأمر الذي جعل استهدافها أمراً مشروعاً، ألا أن قوات التحالف رغم ذلك راعت أن تكون ضرباتها دقيقة وسليمة، بما يجنب المدنيين والممتلكات المدنية آثاراً قد تترتب على أيٍ من ضرباتها. وقال المنصور: "إن الفريق المشترك لتقييم الحوادث اطلع على تقرير منظمة العفو الدولية بتاريخ 2015/11/25م, المتضمن تعرض ( مجمع شيماء التربوي للبنات) بمدينة الحديدية بمحافظة الحديدة لقصف جوي بتاريخ 2015/8/25م وتاريخ 2015/8/27م أدى لمقتل شخصين, حيث قام الفريق المشترك بالتحقق من وقوع الحادثة والاطلاع على الوثائق واجراءات قواعد الاشتباك, وجدول حصر المهام الجوية وتقييم الأدلة, مفيداً أنه تبين لقوات التحالف الجوية وبناء على معلومات استخباراتية تفيد بوجود مقاتلين من مليشيا الحوثي المسلحة داخل بعض مباني المجمع, حيث كانوا يستخدمونها كموقع تجمع ومركز قيادة وسيطرة, بالتالي سقطت الحماية القانونية عن المجمع المذكور والمقررة طبقاً للاتفاقيات الدولية, لافتاً النظر إلى أنه بناءً على المعطيات قامت قوات التحالف بقصف المبنى بتاريخ 2015/8/25م، إلا أن قائد التشكيل لاحظ تجمعات مدنية قريبة منه, مما دعا قائد التشكيل للتوقف عن القصف خوفاً على سلامة المدنيين والتزاماً بإجراءات وقواعد الاشتباك, حيث جرى استئناف القصف بتاريخ 2015/8/27م, وذلك بعد التأكد من زوال دواعي التوقف, حيث تم تدمير بقية المبنى بقصد ايقاف استخدامه في دعم المجهود الحربي . وبين أن الاجراءات التي اتبعتها قوات التحالف الجوية في التعامل مع الأهداف العسكرية ( الاعيان المدنية ), وذلك لاستخدامها في غرض عسكري بما يتفق مع أحكام القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية. وأشار المنصور، إلى ما جاء في تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش، المؤرخ في نوفمبر 2015م، والمتضمن قيام قوات التحالف بتاريخ 30 أغسطس 2015 بشن غارة جوية دمرت مصنع تعبئة مياه الشام بمحافظة حجة، وقتلت 14 عاملًا وإصابة 11 آخرين كانوا على وشك الانتهاء من ورديتهم الليلية. وأوضح أنه بعد التحقق من الواقعة من قبل الفريق المشترك لتقييم الحوادث، تبين أنه بناءً على معلومة استخباراتية تم تنفيذ مهمة إسناد جوي قريب بمحافظة حجة، حيث تم استهداف مضادات أرضية محمولة كانت متوقفة بالقرب من المصنع بمسافة قريبة، كما تم قصف الهدف بواسطة قنبلة موجهة بالليزر، ولأسباب الأحوال الجوية المتمثلة في تواجد بعض السحب في منطقة الهدف، انحرفت القنبلة، ما أدى إلى سقوطها على حظيرة المصنع، الأمر الذي تسبب في تدميره وحدوث بعض الوفيات والإصابات. وبين أنه مما سبق، تبين للفريق أن قوات التحالف الجوية استهدفت هدفًا عسكريًّا مشروعًا (مضادات أرضية محمولة)، ولأسباب خارجة عن الإرادة (قهرية) خرجت القنبلة عن مسارها وسقطت على المصنع بشكل غير مقصود، موضحًا أن الحماية المدنية سقطت عن المصنع بعد استخدامه كموقع عسكري. وأوضح المنصور أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث اطلع على تقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر المتضمن تعرض مصنع كوكاكولا بمدينة صنعاء بمحافظة صنعاء لقصف جوي بتاريخ 29/ 12/ 2015م ، كذلك تقرير منظمة ( هيومن رايتس ووتش) بتعرض المصنع ذاته لضربة جوية بعدد ثلاث قنابل نتج عنه إصابة خمسة أشخاص, حيث تحقق الفريق من وقوع الحادثة, والاطلاع على الوثائق بما في ذلك اجراءات وقواعد الاشتباك وجدول حصر المهام الجوية وتقييم الأدلة، حيث تبين أن قوات التحالف الجوية وبناءً على معلومات استخباراتية تفيد بوجود منصة صواريخ بالستية "سكود" داخل مبنى كان يستخدم سابقاً بواسطة مصنع "كوكاكولا", وكان معطلاً عن العمل خلال تلك الفترة قبل استيلاء مليشيا الحوثي المسلحة عليه واستخدامه لأغراض عسكرية, مفيداً أن قوات التحالف قامت بتاريخ 29 / 12/ 2015م بقصف المبنى بشكل مباشر لاستخدام ميليشيا الحوثي المسلحة للمبنى في تخزين منصات للصواريخ البالستية بالتالي سقطت عن المبنى الحماية المقررة للأعيان المدنية, لإسهاماتها في دعم المجهود الحربي, لافتاً النظر إلى أنه ثبت للفريق المشترك أن المنطقة التي يقع بها المبنى شمال صنعاء رصد فيها عدة منصات صواريخ باليستية تستهدف الأراضي السعودية خلال نفس الفترة الزمنية لتاريخ الادعاء . وأبان أنه ثبت للفريق سلامة الاجراءات التي اتبعتها قوات التحالف الجوية مع الهدف العسكري بما يتفق مع احكام القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية. وبين المنصور أن الفريق اطلع على بيان المتحدث باسم الأممالمتحدة حول دعوة الأمين العام السابق بان كي مون لإجراء تحقيق كامل في حادثة تعرض ( مكتب برنامج الأممالمتحدة الإنمائي بعدن ) لأضرار نتيجة غارة جوية للتحالف بتاريخ 28/ 6/ 2015م , حيث أدى ذلك لأضرار هيكلية خطيرة وإصابة حارس يعمل لدى المنظمة بجروح . وقال "إن الفريق المشترك لتقييم الحوادث تحقق من وقوع الحادثة, واطلع على جميع الوثائق بما في ذلك اجراءات وقواعد الاشتباك وجدول حصر المهام الجوية وتقييم الأدلة, مفيداً أنه تبين للفريق أن قوات التحالف الجوية قامت بإسناد القوات التابعة للحكومة الشرعية, وذلك بتنفيذ مهمة إسناد جوي قريب في 2015/6/28م وقصف مبنى تتواجد فيه قوات ميليشيا الحوثي المسلحة والذي يبعد عن مكتب برنامج الأممالمتحدة الإنمائي مسافة 11 كم تقريباً, لافتاً الانتباه إلى أن الموقع بعيد وبمسافة آمنة عن موقع الإدعاء, حيث اتخذت قوات التحالف الجوية أقصى درجات الاحتياطات في الهجوم من خلال استخدام قنابل موجهة أصابت الهدف بدقة . وأبان أنه وفي ضوء ماذكر تبين للفريق أنه لم يثبت أن قوات التحالف الجوية استهدفت مكتب برنامج الاممالمتحدة الإنمائي بعدن . وأوضح المتحدث باسم فريق تقييم الحوادث باليمن أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث اطلع على تقرير المفوض السامي لحقوق الإنسان في اليمن المقدم في الدورة ال30 لمجلس حقوق الانسان بتاريخ 7/ 9/ 2015م عن قيام قوات التحالف الجوية باستهداف ( مصنع اليماني للألبان والمشروبات ) بصورة مباشرة بأربع غارات جوية بتاريخ 31 / 3/ 2015م والتسبب بمقتل 20 شخصاً على الأقل وإصابة 59 آخرين . وبين أن الفريق قام بالتحقق من وقوع الحادثة وبعد اطلاع الفريق المشترك على جميع الوثائق بما في ذلك اجراءات وقواعد الاشتباك وجدول حصر المهام الجوية وتقييم الأدلة تبين للفريق أنه عند الساعة 11:30م في 31/ 3/ 2015 م، قامت قوات التحالف الجوية بناءً على معلومات استخباراتية بتنفيذ مهمة جوية في مدينة الحديدة, وذلك بقصف مبنى مركز للقيادة والتحكم يقع تحت سيطرة قوات المخلوع صالح, وذلك باستخدام قنبلتين دقيقتي الإصابة, حيث يبعد الهدف العسكري عن المصنع 200 متر, إذ تعد مسافة آمنة لتجنب إصابة الأعيان المدنية القريبة منه علماً أن الجدار الفاصل ما بين المبنى العسكري والمصنع محل الادعاء لم يتعرض لأية اضرار, وكذلك الحال مع المباني القريبة للهدف . وقال المنصور : فيما يتعلق بما ورد في التقرير السنوي لمفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان والصادر بتاريخ 4/ 8/ 2016م بعنوان (حالة حقوق الإنسان في اليمن) ، المتضمن أن بتاريخ (22/ 9/ 2015م ) تسببت غارات جوية لقوات التحالف بمقتل (19) مدنيا وإصابة (15) آخرين ، وذلك في حي السبعين بمدينة صنعاء ، وقد أفاد شهود عيان تم مقابلتهم من قبل المفوضية أن غارتين جويتين أصابتا منزلين مجاورين لمنزل ضابط برتبة لواء من اللواء (310 )، تسبب الهجوم بأضرار جزئية في (27) منزلاً مجاوراً . وتابع يقول : أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث قام بالتحقق من وقوع الحادثة ، وبعد اطلاع الفريق المشترك على جميع الوثائق بما في ذلك إجراءات وقواعد الاشتباك ، وجدول حصر المهام الجوية ، وتقييم الأدلة ،تبين للفريق المشترك أنه بناء على معلومات استخباراتية عن مبنى بحي السبعين في مدينة صنعاء ، يعد مقرا لأحد القيادات الحوثية والمخطط للهجمات الصاروخية على المملكة العربية السعودية ، وهو ما يمثل هدفا عسكريا مشروعا، يحقق تدميره ميزة عسكرية, عليه قامت قوات التحالف الجوية في يوم الثلاثاء (9/ 12/ 1436ه ) الموافق (22/ 9/ 2015م) باستهداف المبنى المذكور، وبسبب خلل تقني في أنظمة بالطائرة، انحرفت القنبلة عن الهدف وسقطت بالخطأ على منزل كما تأثر منزل آخر ملاصق له , يبعدان مسافة (85) متراً دون الهدف المراد قصفه , نتج عنه وقوع أضرار مادية . وفي ضوء ذلك، ثبت للفريق المشترك لتقييم الحوادث سلامة الإجراءات المتبعة من قبل قوات التحالف في استهداف المقر المذكور بما يتفق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، وأن ما حدث كان بسبب خلل تقني في أنظمة الطائرة، ويرى الفريق المشترك أن تقوم قوات التحالف بتقديم المساعدات الإنسانية المناسبة عن الخطأ غير المقصود .