هاجم المدرب المخضرم في عالم كرة القدم الهولندي لويس فان غال، حكومة قطر بسبب إنفاقها الجنوني للأموال على شراء صفقات لصالح باريس سان جيرمان الذي تعود ملكيته إليها، وقال في تصريحاته تناقلتها العديد من وسائل الإعلام الهولندية: "أصبح الفساد واضحاً في سوق الانتقالات، وحتى لا نذهب بعيداً فلنأخذ صفقة نيمار الأخيرة لصالح باريس سان جيرمان، لقد اشتراه القطريون ليس بسبب فني بل انتقاماً من برشلونة حين رفضوا تمديد عقد شركة الطيران القطرية في برشلونة، وهذه الصفقة لا علاقة لها بالمال ولا حتى بالنواحي الفنية، وسيلحق الضرر بكرة القدم، ويجب على الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الأوروبي إيجاد حل وفرض عقوبات لإيقاف هذه التصرفات، لكن يبدو أننا أمام أندية هي أقوى من هذين الاتحادين " وواجه النادي الفرنسي العائد ملكيته إلى حكومة قطر، سيلاً من الانتقادات اللاذعة على المستوى العالمي، عقب إتمام صفقة انتقال البرازيلي نيمار من صفوف برشلونة، بقيمة فاقت ربع مليار يورو، ثم ألحقت به الصفقة الثانية التي أعادت تحريك المياه الراكدة، حين أعلن باريس سان جيرمان انتقال الفرنسي الشاب كليان مبابي إلى صفوفه بقيمة بلغت قرابة 200 مليون يورو، وحتى لا يجد النادي معاناة مع قواعد اللعب المالي النظيف على مستوى الفيفا، لجأت إدارته القطرية إلى استقطاب مبابي بطرق ملتوية. فان غال: القطريون انتقموا من برشلونة بصفقة نيمار وكشفت صحيفة "ليكيب" الفرنسية أن صفقة الفرنسي الشاب تم تسجيلها صفقة إعارة وقالت:" اتفق باريس سان جيرمان وموناكو الفرنسيان على انتقال الشاب كليان مبابي إلى باريس بصفقة انتقال كاملة ولكن حتى لا يتعرض باريس لعقوبة من "الفيفا" بسبب صرفه المبتذل لجأ الناديان إلى تدوين الصفقة على أنها صفقة إعارة وليست بيعاً نهائياً، ولكن الجميع يعلم أن مبابي أصبح لاعباً لباريس دون عودة إلى موناكو ". ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي يواجه فيها باريس مشاكل مالية مع لجنة الأخلاق واللعب النظيف في الفيفا، فمنذ انتقال ملكيته إلى حكومة قطر بصفقة تبادلية مقابل حصول قطر على أصوات الاتحادين الفرنسي والأوروبي، وأصبح باريس سان جيرمان معرضاً للعقوبات المالية بداية كل موسم من "الفيفا"، ففي عام 2014 فرضت لجنة الأخلاق في الاتحاد الأوروبي عقوبة مالية قدرها 60 مليون يورو على إدارة باريس سان جيرمان منها 40 مليون مستردة لخزانة النادي حال التزامه بالشروط، كما فرضت على النادي عدم زيادة مرتبات اللاعبين لعامين قادمين، ووضعت قيوداً لتخفيض عقد الرعاية المبرم بين النادي وهيئة السياحة القطرية لمخالفته حدود عقود الرعاية المنصوص عليها في النظام الأوروبي. ووفقاً لدراسة نفذها مرصد "سي إي إي اس" فإن باريس سان جيرمان دفع قيمة الشاب مبابي الضعف ليحصل على خدماته وقال:" القيمة السوقية لمبابي 18 عاماً هي 92 مليون يورو فقط، بينما باريس سان جيرمان سيدفع مقابل خدماته 180 مليون يورو، مما يعني أنه دفع 87 مليون يورو مبلغاً إضافياً من دون سبب مقنع "وسجل التقرير المخصص لرصد القيمة السوقية لانتقالات الصيف، صفقة انتقال كليان مبابي إلى باريس سان جيرمان بأنها "الأسوأ قيمة" على اعتبار إنفاق القطريين المال عليها بشكل مضاعف. ولا يملك النادي الفرنسي موارد مالية ضخمة، ففي إنجلترا يمتلك مانشستر يونايتد عقد رعاية مع شركة شيفروليه بقيمة 64 مليون يورو، مما يعني قدرة النادي على التعاقد مع لاعبين بمبالغ مرتفعة مثلما حدث في صفقتي الفرنسي بول بوغبا والبلجيكي روميلو لوكاكو، لكن باريس سان جيرمان ووفقاً لتقرير صادر عن مجلة "فوربس" الأمريكية فإنه وبناءً على إيراداته السنوية غير قادر على تحمل فواتير قيمة انتقال نيمار فضلاً عن قيمة مبابي. وقالت المجلة :"القيمة السوقية لنادي مانشستر يونايتد، وريال مدريد تقدر بنحو ثلاثة مليارات جنيه إسترليني لذا كان باستطاعة أي من الناديين دفع الشرط الجزائي في عقد البرازيلي نيمار والبالغ 222 مليون يورو لكن ماذا عن باريس والذي لا يأتي ضمن قائمة أغنى عشرة أندية في العالم ؟". وكردة فعل سريعة هاجم رئيس ليون بطل الدوري الفرنسي سبع مرات على التوالي جون ميشيل أولاً إدارة باريس سان جيرمان عقب انتقال الفرنسي الشاب مبابي وقال:"ما يقوم به القطري ناصر الخليفي هو تدشين حرب نووية في عام كرة القدم، فأنا لست حاقداً على قطر أو أغار منها لكنني أشعر بقلق شديد من تخريب قطر التدريجي لأسعار اللاعبين وأجورهم عبر ذراعها باريس سان جيرمان وهذا لا يضمن توازن الكرة في أوروبا ولا فرنسا، وأنا هنأت الخليفي على تعزيز صفوفه بالبرازيلي نيمار لكنني لم أحب أن ترسم صورته على برج إيفل لأن هذا البرج رمز وطني لفرنسا والدولة استخدمته لشكر قطر على جلب نيمار وهو ما يؤكد تورط المسؤولين الفرنسيين أكثر وأكثر في اللعبة بالبلاد"، وأضاف رئيس النادي الأكثر تتويجاً في فرنسا:" اقتصادياً نحن في مرحلة خطيرة، اليوم لا أستطيع أن أقيس قوة عضلاتي بقوة عضلات أمير قطر، والخليفي لديه أسبابه لفعل ما فعله ولكن هل نحن عقلاء كي نشرعن ما فعله؟ لقد دخل عالم الكرة حرباً نووية ونحن لا نستطيع الدخول فيها، فاستعراض العضلات ليس مجدياً، فإذا اشترى باريس سان جيرمان أفضل اللاعبين بأموال قطرية فوق الطبيعية فما الذي سيبقى من روح المنافسة بين الأندية؟".