لست بملاك ولا شيطان، ولكني مع ذلك أحملهما داخلي. أنا إنسان لا أثبت على حال، أتغير أجل، وفي كل آن، لذا لا تبق فكرتك جامدة حولي فقد أسوء وقد أتحسن أو أبقى على حالي. أنا إنسان لي كيان مختلف عن أمي، وأبي، وإخوتي، وكل من يشاركني لحمي ودمي، فلا تحكم علينا بالتشابه والتطابق التام. أنا إنسان لي عقل ولسان، فلا تقرر عني أو تتحدث من خلفي. أنا إنسان لي مشاعر مثلك مهما ادعيت البرود واللا مبالاة، فزن كلمتك وفعلك تجاهي. أنا إنسان أختلف عنك حتى في أتفه الأمور، فاقبل اختلافي، ولا تشغل وقتك بمراقبة أفعالي. أنا إنسان مهما فعلت فسامحني ولا تكرهني، فهذا سيلوث قلبك كثيرا. أنا إنسان إن حدث وكرهتني، فاصمت عن ذلك، وابتعد عن مكاني ولا تنس احترامي. أنا إنسان لأفعالي وأقوالي نوايا لا يعلم بها إلا علام الغيوب، فلا تدّع علمك بها. أنا إنسان لي ظروفي، فالتمس لي أعذارا لا نهائية. أنا إنسان عقيدتي، ومذهبي، وملبسي، وفكري يعود كله لي. أنا إنسان أجهل الكمال، أخطئ حتى لو كنت متقنا أو خبيرا في المجال. أنا إنسان ماضيي يختلف عن حاضري، وحاضري يختلف عن مستقبلي، ومستقبلي يختلف عنهم أجمعين. أنا إنسان بداخلي كون أوسع من الذي نعيش فيه. أنا إنسان لا ترى منه إلا جزءاً ضئيلاً. أنا إنسان خُلقت؛ لعمارة الأرض لا تخريبها، ولطاعة الرب لا عصيانه. أنا إنسان مخلوق من طين ومنفوخ بروح من عند الله، أبي آدم وأمي حواء، وأنت أخي وأنتِ أختي، وهذا الكون بيتنا، نهايتنا وبداياتنا واحدة؛ ولكن كل منا يحمل رقما مميزا يميزه عن غيره، والكثير من الاختلافات الأخرى والتشابهات في الآن نفسه. فلم لا تتقبل كوني إنسانا، وتدع قلوبنا تعيش بسلام؟.