تتكشف يوماً بعد آخر وبالوثائق جرائم النظام القطري ضد دول الخليج والمنطقة ليبرهن بما لا يدع مجالاً للشك دوره المشبوه في التخطيط لإثارة الفوضى والقلاقل في المملكة والدول العربية. وأظهر تسجيلان صوتيان لأمير قطر السابق حمد بن خليفة ولرئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق حمد بن جاسم مع الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي وهما يهاجمان فيهما المملكة وقادتها، وتخطيط "تنظيم الحمدين" لزعزعة الوضع في المملكة وتقسيمها، والدور القوي لهما في حالة عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة العربية. الدوحة متورطة في مقتل مئات الآلافمن الأبرياء..ومحاكمتها دولياً واجبة وعقب الانقلاب الذي قاده حمد بن خليفة ضد أبيه عام 1995 بدأ بتشكيل جبهة مع حمد بن جاسم لتعزيز نظام حكمه الانقلابي المرفوض والمنبوذ من دول المنطقة عبر تعزيز الشراكة مع إسرائيل وفتح خطوط اتصالات مع إيران و"حزب الله" للتلاعب بأمن واستقرار المنطقة عبر استخدام الأذرع الإعلامية للدوحة في بث الشائعات والأكاذيب لإسقاط الجيوش النظامية وإثارة القلاقل في دول المنطقة. "الحمدين" والمملكة خططت قطر لاغتيال الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- عقب القمة العربية التي أقيمت في مصر عام 2003 بعدما تطاول القذافي على المملكة، ما دفع الملك عبدالله -عندما كان ولياً للعهد آنذاك- للرد بشدة وتحدث عن تاريخ القذافي. ووضع "الحمدين" خطة الاغتيال مع القذافي، بإشراف رئيس المخابرات الليبي السابق موسى كوسا الذي تحتضنه الدوحة. وتحدث حمد بن خليفة، في تسجيل صوتي مع القذافي عام 2014 عن مساعيه الشخصية لإضعاف سلطة الدولة في المملكة، ودفعها إلى التفكك، مؤكداً أن قطر هي أكثر دولة سببت إزعاجاً للمملكة. كما كشف تسجيل مماثل لحمد بن جاسم مع القذافي الخطة التي وضعتها الدوحة لتفكيك وتقسيم المملكة. واعترف حمد بن جاسم، بعلاقة قطر الوطيدة مع إسرائيل. النظام القطري تحالف مع إيران و«حزب الله» للتلاعب بأمن المنطقة إسقاط القذافي إلا أن نظام "الحمدين" شارك في إسقاط حليفهم معمر القذافي عقب اندلاع ثورة 17 فبراير 2011 في ليبيا، حيث فتحت الدوحة خزائنها لدعم إسقاط الدولة الليبية وتدمير جيشها ودفعت بعناصر إرهابية تنتمي لتنظيم القاعدة إلى ليبيا، وتوفير الغطاء الإعلامي والسياسي لمخططها الخبيث لإحداث الفوضى فيها. وواجه حمد بن خليفة مخطط المجلس الانتقالي الليبي لحل التشكيلات المسلحة في ليبيا والوقوف ضد فكرة تشكيل جيش وطني ليبي ما دفع الدوحة لدفع تنظيمات إرهابية لاغتيال قائد أركان الجيش الليبي السابق عبدالفتاح يونس ودعوة أعضاء المجلس الانتقالي الليبي للإبقاء على المليشيات المسلحة التي كانت تصفهم الدوحة بالثوار كضمانة لعدم عودة نظام القذافي. وبالفعل قُتل القذافي في 11 أكتوبر 2011 جنوب مدينة سرت بدعم قطري للتخلص منه باعتباره عنصر إزعاج لمشروع التوسع القطري وكذلك لمعرفته بتفاصيل الدوحة الإرهابية في المنطقة العربية. وكانت قطر قد خاضت حرباً إعلامية وسياسية وعسكرية ضد النظام الليبي السابق منذ أواسط فبراير 2011 وفي 20 من الشهر ذاته أصدر يوسف القرضاوي فتوى بقتل القذافي في مقابلة مباشرة على قناة "الجزيرة" القطرية قائلاً: "وأنا هنا أفتي.. من يستطيع من الجيش الليبي أن يطلق رصاصة على القذافي ويقتله ويريح الناس من شرّه". وأكدت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، في بيان لها صادر في 18 أغسطس، وجود معلومات تشير إلى تورط قطر عبر أميرها السابق حمد بن خليفة، في مقتل القذافي، بعدما أمر شخصياً قائد قواته الخاصة بالإجهاز عليه بسبب معلومات خطيرة كانت بحوزة القذافي عن حكام دولة قطر ودورهم التخريبي، ودعمهم للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة في سورية واليمن والنيجر وتشاد وأفغانستان والصومال، ومحاولاتهم إثارة الفوضى في دول الخليج والمنطقة. محاكمة قطر طالب د. سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، بتقديم شكوى ضد الدوحة في محكمة العدل الدولية أو الجمعية العامة للأمم المتحدة حتى يتم محاكمة النظام القطري دولياً. ونبه اللاوندي إلى أنه في حال عدم تقديم شكاوى أو دعاوى ضد الدوحة فكأن شيئاً لم يكن ولن يتم محاكمة قطر، مؤكداً أن قطر دولة رعاية للإرهاب وترفض تجفيف منابع الإرهاب بدعمها وتمويلها للجماعات الإرهابية. وقال: إن وزير الخارجية القطري اعترف أن نظام الدوحة يدعم الإخوان منذ 2013، وهو اعتراف صريح بدعم الإرهاب، ولذلك على الدول العربية تقديم شكوى أو دعوى ضد الدوحة ليتم محاكمتها على جرائمها ودعمها للإرهابيين. الاعتراف بتمويل الإرهاب قال النائب طارق رضوان وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري (البرلمان): إنه في ظل المتغيرات المتسارعة للأحداث في الساحة الإقليمية وما استتبعها من قرارات قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع قطر، جراء تورط نظامها في أعمال داعمة للإرهاب. وأضاف: طالعنا اعتراف وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني بضلوع الدوحة في تمويل الإرهاب، حيث قال: "قطر تقع في أسفل قائمة الدول الممولة للإرهاب". وأشار رضوان إلى أنه سبق هذا الاعتراف من وزير الخارجية القطري، تقدم مصر في جلسة مجلس الأمن المنعقدة في 28 يونيو، من خلال السفير عمرو أبو العطا بمستندات تؤكد دعم ومساندة قطر للجماعات الإرهابية في ليبيا. وأردف أن الجماعات الإرهابية المدعومة من قطر تقف وراء العديد من الجرائم الإرهابية التي استهدفت المواطنين المصريين. وأكد رضوان أنه بناء على المستندات والأدلة الخاصة بإدانة نظام الدوحة، فإنه يمكن مقاضاة هذا النظام أمام الأممالمتحدة والجهات الدولية المختصة، بالإضافة إلى دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة لعقد مؤتمر دولي لمناقشة محاربة الإرهاب، على أن يصدر من هذا المؤتمر قرارات خاصة لمحاصرة الإرهاب، وتجريم دعم الإرهابيين أو إيوائهم وتجفيف منابع تمويلهم. وثائق إدانة شدد د. طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة على أن هناك شبكات كاملة وأفراد في الأسرة الحاكمة القطرية متورطين في قضايا إرهاب أمام القضاء الدولي ومتهمين بدعم وممارسة أعمال إرهابية في المنطقة العربية والعالم. واستطرد د. فهمي أن هناك إصراراً قطرياً على الاستمرار في مسلسل الاستفزاز العربي، مؤكداً أن قطر تمارس أدواراً أكبر من إمكانيتها وحجمها الحقيقي فهي دولة تُوظف أسلحتها الإعلامية للعبث في شؤون الدول العربية وبث الانقسامات بين صفوفها. بدوره، قال طارق الخولي أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري (البرلمان): إن الرباعي العربي ضد قطر يمتلك وثائق تؤكد إدانة تنظيم الحمدين وتورطه في دعم الإرهاب. ولفت إلى أن الوثائق لم يتم كشفها كلها، وما نشر منها فقط للرد على الإنكار القطري، مضيفاً أن هذه الوثائق المفرج عنها وغيرها لا بد من استغلالها في تحريك قضايا دولية ضد الإجرام القطري. وتابع الخولي أن قطر تسببت بشكل واضح في مقتل مئات الآلاف من الأبرياء في الدول العربية في جرائم تندرج تحت مسمى "الإبادة الجماعية وضد الإنسانية". ويرى المراقبون أن الإضرابات التي حدثت في الدول العربي مثل "الابن الشرعي" لتنظيم الحمدين الذي عمل على المقامرة بحياة الشعوب العربية والاستثمار في الحروب والدمار والخراب، حيث رفع حمد بن خليفة راية جماعة الإخوان الإرهابية التي استخدمت عباءة الدين لبث الفرقة بين الشعوب وإسقاط الجيوش النظامية في الدول العربية تمهيداً لتعزيز حكم المليشيات المسلحة وتفتيت المنطقة.