بعد أن أضاع المنتخب السعودي أمام الإمارات فرصة حسم التأهل إلى "مونديال روسيا" بيده لا بيد الآخرين، أصبح لزامًا عليه وهو يواجه اليابان غدًا الثلاثاء كسب هذه المواجهة الصعبة والتاريخية، منتظرًا من تايلاند خدمة تتمثل بعدم الخسارة من أستراليا بأكثر من فارق هدف، إن لم يستطع أن ينجح في المهمة المستحيلة، وأن يودع التصفيات بمفاجأة مدوية تتمثل بإسقاط "الكنغر" في موطنه الأصلي!. "الأخضر" سيحظى غدًا بدعم 62 ألف مشجع ستمتلئ بهم مدرجات "الجوهرة المشعة" وستأمل هذه الجموع أن تكون شاهدة على لحظة التأهل الخامس إلى كأس العالم، وهو ما أخشى ألا يحدث غدًا إذا ما أصر الهولندي بيرت فان مارفيك على سياسة (الاستقرار أولًا)، وواصل مكابرته في فرض بعض الأسماء التي لا تعيش أفضل حالاتها هذه الفترة على حساب أسماء ربما تكتب في التاريخ بمداد من ذهب لو أتيحت لهم الفرصة، وليت مارفيك يجرب غدًا سياسة "البقاء للأفضل"، ويعطي المساحة والفرصة لمن أجد وأكثر جاهزية وقدرة على الركض والعطاء!. ما نخشاه على "الأخضر" غدًا أكثر من أخطاء مارفيك في اختيار تشكيل البداية والتغييرات داخل دقائق المواجهة هو أن يقع اللاعبون بالفخ ذاته الذي وقعوا به في المواجهة السابقة أمام الإمارات، حين سيطر خبر غياب نجم الأبيض عمر عبدالرحمن "عموري" على أحاديث ما قبل اللقاء، فجاءت الضربتان الموجعتان من قدمي علي مبخوت وأحمد خليل، واليوم يتحدث الجميع عن غياب قائد "الساموراي" ماكوتو هاسيبي وصانع الألعاب سنجي كاغاوا بسبب الإصابة، لكنِّي متأكد أن خطر غيابهما أكبر من خطر حضورهما؛ إن لم يتفطن لاعبو "الأخضر" إلى حقيقة أن المنتخب الياباني لن يكون حملًا وديعًا، حتى مع غياب لاعبين بهذه القيمة، وحتى وهو يلعب المواجهة "تحصيل حاصل"!. أمام اليابان يحتاج لاعبو المنتخب السعودي إلى التفكير في التفوق على أنفسهم قبل التفكير في التفوق على خصمهم، ونحتاج إلى أن نحترم الخصم بطبيعة الحال، لكن ليس على حساب ثقتنا بأنفسنا وبقدرتنا على أن نسقط المنتخب الآسيوي الأقوى، وأن نثبت أنَّ كرة القدم لا تعترف بالمنطق دائمًا، وأنَّ "الأخضر" الذي تسيد القارة الآسيوية في زمنٍ سابق قادرٌ على أن "يظهر ويبان" في امتحان اليابان، وقادرٌ على أن يعيد لليابانيين ذكريات 2007، وأن يعيد للأذهان ذلك المنتخب الذي كان، وأن يتأهل إلى "المونديال الروسي"، سواء كان ذلك ب"حلاوة الروح" أو بطلعتها!.