المثقف صاحب رسالة مؤثرة وصوت مسموع , له اولوية في تناول قضايا مجتمعه ووطنه في جوانبها المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية, والدفاع عنها, وتوظيف المعرفة لمواجهة التحديات والتغلب عليها والاحتفاء بمكونات الوطن الحضارية ورموزه الوطنية,انطلاقا من دورة التثقيفي ومسؤوليته العلمية ومكانته الادبية وفق رؤية وطنية متجددة ومتابعة مستمرة وعمل دؤوب وتفاعل مستمر ومشاركة فاعلة .. العكيمي : تفاعله واجب وطني الحكمي: مسؤولياته أكثر حيوية السناني : رأيه أكثر عمقاً الريس : مشاركته مؤشر رقي "متغيرات وتحديات" أكد الكاتب والناقد عبدالرحمن العكيمي على أن المثقف والأديب عليه مسؤولية تجاه وطنه في ظل المتغيرات والأحداث السياسية كواجب وطني. وقال العكيمي : كما نعلم أن بلادنا اليوم تواجه تحديات كبيرة على كافة الأصعدة ويعتبر صوت المثقف وصوت الأديب والكاتب صوتا صادقا ومؤثرا ,وعليه أن يكون متفاعلا مع هموم وطنه وقضاياه . وأوضح أن المثقف مطالب بمتابعة الحدث السياسي والتفاعل معه والمشاركة برؤية وطنية جادة يصل من خلالها صوته ونتاجه الفكري والأدبي والإبداعي في سياق متصل لهذا النبض الممتد من شمال الوطن الى جنوبه ومن شرقه إلى غربه. فمكونات هذا الوطن وعمقه التاريخي والديني والحضاري يجعلنا نحتفي به حبا ودفاعا عن كل مكوناته الحضارية ورموزه الوطنية . "مسؤولية والتزام " وفي ذات السياق تقول الدكتورة عائشة الحكمي :المثقف العربي عموما والسعودي خصوصا في الزمن الراهن أصبحت مسؤولياته أكثر حيوية والتزاما وتعقيدا. تتطلب منه أن يقف على أرض صلبه من خلال المتابعة الدؤوبة في مجالاته المعرفية وتكريس الجهود في توظيف المعرفة في المعضلات الراهنة التي يموج بها المعترك السياسي العربي والإسلامي. المثقف مصطلح كبير ينطوي تحت طياته التزامات لا حصر لها , فهو ليس ملكا لنفسه. وتضيف الحكمي : من هذا المنطلق يعول عليه الرأي الواعي الحكيم لطرح قضايا المملكة برؤية ورؤية واضحة وبموضوعية مقنعة وأن يقف بحزم وإصرار ضد كل فتنة تنال من أمن واستقرار بلاد الحرمين, ولابد أن تكون أطاريحه عقلانية وجذابة , وبالطريقة المثلى والوقت الامثل. المثقفون بصفتهم أهل رؤى وشركاء في المسؤولية من بوابة المعرفة ,بحاجة إلى الحكمة والروية الثاقبة. وتؤكد على المثقف السعودي أن يبدد جبهات الفتن المعادية لوطنه ودينه ومجتمعه وقيادته, بقلمه. "تقنيات حديثة" ويرى الكاتب عبد الفتاح الريس أن غياب بعض المثقفين عن المشهد الحاضر نظراً لأن الساحة الإعلامية تزدحم بوسائل وتقنيات حديثة ,أتاحت للكثير أن يتداولوا أي قضية برؤى سريعة وغير معمقة. وبالتالي لم يعد للمثقفين خاصة الرعيل الأول منهم الأولوية في تناول القضايا المحيطة بتحليل شامل وكامل. وبالتالي تقلص دورهم الذي يترتب عليه تقلص تأثيرهم ايضاً. وبالتالي لابد من إعادة المثقف الى المضمار الذي هو احق بالركض فيه والعمل من اجله بما يخدم قضايا مجتمعه وامته . "مرحلة انتقالية" فيما اوضح الإعلامي محمد السناني أن غياب المثقف عن المشهد الإعلامي له أسبابه التي دائما ما نجد منها موضوعا للحوار والنقاش , وأرى انه لم يعد للمثقف اسمه المتداول الآن في ظل ثورة إعلامية في وسائل التواصل الاجتماعي وما تشهده من تغير في عناصر العمل الإعلامي بشكل عام، بالاضافة الى غياب الأعمال الأدبية من ندوات ولقاءات. لهذا فعلينا البحث عن المثقف والعمل معه في مشهد إعلامي وثقافي يمر بمرحلة انتقالية -في ظل تأثير وثورة وسائل التواصل الاجتماعي- يشكل وجود المثقف فيه مؤشر رقي. فالمثقف هو صوت الوطن والمواطن. محمد السناني