من البديهي التأكيد على أن حسن الإدارة في الوسط الرياضي ترتكز على استخدام واستغلال الإيرادات والمداخيل المالية بشكل جيد وفعال من أجل الحصول على أفضل النتائج عبر التعاقد مع أفضل اللاعبين والمدربين فضلاً عن المهارات الإدارية الأخرى، وهو الأمر الذي تفتقده معظم أنديتنا التي تتعاقد مع عشرات اللاعبين في كل موسم وبمبالغ ضخمة قبل أن تعود في الموسم ذاته وتستبدل بعضهم وتتعاقد مع آخرين سعوديين وغير سعوديين عدا عن التعاقدات والاقالات التي لا تتوقف بالنسبة للمدربين. وبعد مضي جولتين من "دوري جميل" يمكن القول إن فرق الباطن وأحد والاتفاق هم أكثر الفرق التي استطاعت استغلال مواردها المالية المحدودة والتعاقد مع مدربين مميزين وعناصر محلية وغير محلية مؤثرة استطاعت صنع الفارق داخل الميدان وقادت هذه الفرق إلى لفت الأنظار إلى مستوياتها ونتائجها، فعلى الرغم من أن الدوري لا يزال في بدايته وربما يتعرض أي منها إلى هزة فنية أو على صعيد النتائج إلا أن ما أظهره لاعبو الفرق الثلاثة ومدربوها يؤكد أن عملاً مميزاً وأن عيناً ثاقبة كانت خلف هذه التعاقدات التي لم تكلف الكثير مثلما تفعل معظم إدارات الأندية الأخرى والتي تضخ عشرات الملايين في صفقات فاشلة يكون مآلها في غرفة فض المنازعات أو في لجنة الانضباط التابعة ل"فيفا"، في حين أن ثمة فرقا حاولت العمل وفقاً لإمكاناتها لكنها لم تنجح في جلب عناصر بارزة بسبب افتقاد بعض الإدارات للرؤية الفنية الجيدة التي تستطيع من خلالها الحصول على الأسماء المفيدة فنياً وبتكلفة أقل. في الاتفاق مثلاً، نجحت إدارة الرئيس خالد الدبل بتكوين لجنة فنية مهمتها اختيار مدرب جديد ولاعبين سعوديين وغير سعوديين على طريقة "اعط الخبز لخبازه" وفي الباطن نجحت إدارة الخبير ناصر الهويدي في استقطاب مدرب خبير وأبقت على مكتسبات الموسم الماضي وعززتها بأسماء مؤثرة، وكذلك الحال في أحد الذي يقوده الوطني المميز عبدالوهاب الحربي الذي كان صاحب القرار في انتدابات اللاعبين كافة. الأمر لا يحتاج للمزيد من التعقيد حين يتم التحضير للموسم، بل كل ما يتطلبه النجاح هو أن يتم تصريف الأموال بطريقة صحيحة ووفق رؤية فنية واضحة دون انفراد بالرأي من الرئيس أو الإداري غير المتخصص بالجوانب الفنية، وهذا ما دفع الجميع للإشادة بالفرق الثلاثة على الرغم من إمكاناتها المحدودة.