من جماليّات موسم حج هذا العام ففي الوقت الذي أُعلن فيه بأنّ المملكة تستعد لاستقبال أكبر موسم حج في تاريخها بإضافة 800 ألف حاج لموسم حج 1438 أمر خادم الحرمين الشريفين ملك الحزم والعزم بفتح المعبر الحدودي واستضافة حجاج الشعب القطري الشقيق والسماح لهم بالحج دون التصاريح الإلكترونية وتذليل كافّة الصعوبات والعقبات التي حاولت السلطات القطرية وضعها في طريق حجاج بيت الله الحرام من القطريين واستخدام ورقة الحج للمقايضة السياسية في ظل قرار قطع العلاقات الذي قرّرته الدول الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب. لم يكن الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني سليل المجد وكله ثقة لوحده حينما يمَّم وجهته لملك الحزم والعزم وإمام الأمّة حاملاً معه آمال الشعب القطري الأصيل بل والشعب ذاته الذي عبّر عن فرحته العارمة وبكل عفوية سواء في مواقع التواصل الإجتماعي أو إعلامياً عن يقينه بنصرة ملك الحزم والعزم وإمام المسلمين. الشكوى والمطالبة بتدويل الحج من قبل النظام القطري ومحاولات الشغب على المستويين السياسي، والإعلامي ضمن إدارة عاطفية قد وُئدت في مهدها بهذا القرار الذي لم ينتظر فيه حجاج الشعب القطري الأصيل حتى يخرج وزير خارجية النظام القطري ويصرّح مهرّجاً بأنّ السلطات السعودية لم تتجاوب مع مطالب قطر حتى الآن بشأن ضمان سلامة الحجاج القطريين! فلم تمضِ بضع ساعات منذ الإعلان الملك سلمان يستضيف الحجاج القطريين إلا وقد عبر ووصل أكثر من مئتي حاج قطري إلى المملكة وسط حفاوة واستقلال الجهات المختصة. التاريخ يقول وبما أثبتت الوقائع بأنّ كل من حاول العبث أو اللعب بورقة الحج والمشاعر المقدسة فالطاولة تنقلب عليه! ذكرتُ بأن النظام القطري الإرهابي الذي يعلم أن هذه المحاولات البائسة بتسييس الحج والعمرة لن يكون فيها أشطر من حليفه النظام الإيراني ويشهد تاريخه الأسود أيضاً من المحاولات ففشلت إيران في سنة 1987 وعلمتْ جيداً أن السعودية لا تحمي أرضها وأمنها القومي فقط، وإنما تحمي ملايين الحجاج الذين يمثّلون ملياراً ونصف المليار من المسلمين الذين يعتبرون هذا الموسم مقدّساً ويعتبرون المساس به إنما هو انتهاك للشهر الحرام والبلد الحرام الذي جعله الله آمناً للناس والحج، والسعودية بكل إمكانياتها تعمل على مدى أحد عشر شهراً من أجل هذه الأيام التي يأتي بها الحجاج لأداء المناسك. جاء القرار الملكي باستضافة الحجاج القطريين وقطع الطريق لمساعي النظام القطري في تدويل الحج ليجنّ جنون نظام الحمدين ويجعله يفقد ما تبقى من أوراقه.