لا يزال النظام القطري الإرهابي ماضياً في غيّه لشعبه ودولته ليس بمكابرته وبإصراره على ذات نهجه وسياسة الخداع والمراوغة وإنكاره لجميع طوامّه وجرائمه الإرهابية المتورط بها والمثبتة بالشواهد والأدلة وعدم إبدائه لأي رغبة حقيقية أو استعداد عملي لمراجعة نفسه وكسب الفرص الأخيرة التي منحها إياه الدول الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب. ليس من المُؤسف جداً على البيت الخليجي فحسب ما بلغ فيه النظام القطري من محاولة بائسة بتسييس الحج والعمرة وتدويلها بل من المؤسف على كل عربي ومسلم أن يبلغ العداء بالمملكة حاضنة وخادمة الحرمين الشريفين من خلال هذه الشعيرة المقدسة وأمن الحجيج، وكون البلد الحرام في الشهر الحرام هو في حالةٍ قدسيةٍ على المستويين الديني والمدني، في الشريعة، وفي النظام، ولا يمكن لأحد أن يزايد على رعاية وخدمة السعودية للحرمين الشريفين على مرّ العهود، هذا الشرف الذي تحظى به المملكة وهي التي تحتضن سنوياً أكثر من خمسة ملايين حاج ومعتمر في مساحة محدودة وليست من الضخامة وتستطيع أن تخوض غمار تنظيم وإدارة مثل هذا الحشود بكل هدوء وأمن وأمان ونجاح. النظام القطري الإرهابي الذي يعلم أن هذه المحاولات البائسة بتسييس الحج والعمرة لن يكون فيها أشطر من حليفه النظام الإيراني، ويشهد تاريخه الأسود أيضاً من المحاولات، حيث فشلت إيران في سنة 1987 وعلمتْ جيداً أن السعودية لا تحمي أرضها وأمنها القومي فقط، وإنما تحمي ملايين الحجاج الذين يمثّلون مليار ونصف المليار من المسلمين الذين يعتبرون هذا الموسم مقدّساً ويعتبرون المساس به إنما هو انتهاك للشهر الحرام والبلد الحرام الذي جعله الله آمناً للناس والحج، والسعودية بكل إمكانياتها تعمل على مدى أحد عشر شهراً من أجل هذه الأيام التي يأتي بها الحجاج لآداء المناسك. يعود الحوثي قبل أيام في 27 يوليو 2017 لاستهداف بيت الله الحرام مجدداً؛ لا جديد في ذلك وفِي ظل كشف تورط النظام القطري الإرهابي بخيانة قوات التحالف، الذي كان ظاهراً معها وباطناً غدر فيها وخانها وتحالف مع الحوثي ضدّها، وما صرّح به وزير تنظيم الحمدين بأسف في إعلان دولته مشاركتها في عاصفة الحزم وأنهم كانوا مضطرين لذلك الأمر الذي يجعل من فرضية محاولة وفشل تنظيم الحمدين في تسييس الحج والعمرة وتدويله كما فشلت أمهم الروحية إيران مراراً فحرّكت أدواتها في المنطقة!