ينبغي للقائمين على وثيقة تنظيم البث الفضائي العربي معاقبة أصحاب تلك القنوات الذين يؤصلون للسلوك العدائي ضد العرب وقضاياهم، ويسيئون استخدام تلك التقنيات بمخالفة أهم بنود الوثيقة وهو حرية التعبير وممارستها بوعي ومسؤولية واحترام الآخرين وعدم الإساءة لهم مهما بلغ حجم الاختلاف معهم. من أولئك الشبيحة شخص اسمه ميخائيل عوض استضافته قناة نبيه بري، وقد مارس أسلوب جوزيف جوبلز، عندما كذب بكل صفاقة قائلاً: إن الحوثيين سيقتحمون السعودية، فقط ينتظرون الإشارة من خامنئي (الولي السفيه)، يظن ذلك المرتزق أنه يتحدث عن جمهورية من جمهوريات الموز، وليس عن دولة كبرى، لم يجرؤ أسياده المعممون على مهاجمتها بأنفسهم، وإنما يعمدون إلى فئة مارقة كالجرذان الحوثية التي تلقى على حدود بلادنا الجنوبية ما هي أهل له. ومن هؤلاء الكذبة الصحافي الخرف طلال سلمان مؤسس ورئيس تحرير صحيفة السفير المفلسة، إذ نعق في تويتر بقوله: إن بلادنا "هددت بضرب إمارة قطر ببكتيريا مرض الكوليرا كما ضربت من قبل اليمن بهذه البكتيريا التي تحصد الآن الآلاف من اليمنيين"! فيالها من وقاحة وجرأة على الكذب، لا يفعلها إلا أولئك المرتزقة ممن فقدوا الحياء والشرف. يقول هذا دون أن يرف له جفن، فلا غرابة وهو "أحد أشهر هواتف العملة في لبنان، فقبل تغريدته المذكورة بفترة، حين كانت صحيفته تلفظ أنفاسها الأخيرة، زار السفارة السعودية طالباً دعماً مالياً " انظر مقال أحمد عدنان (من طلال سلمان إلى تلفزيون المر)! ويلحق بعرب الشتات المفلس عبدالباري عطوان كبيرهم الذي علمهم السحر، فقد دأب منذ أن طُرد من بلادنا منذ سنوات، على مهاجمتها، ولا تكاد تُعرف له مكرمة سوى لغة هابطة ميزته ووسمته بميسمها، فالقبح لا يأتي إلا بالقبيح من القول، والفجر في الخصومة، وافتقاد أبسط معاني الشرف والنبل. فقد نشر تغريداتٍ وأخباراً ملفقة عن خلاف بين االشيخ محمد بن زايد، والشيخ محمد بن راشد الذي لم يؤيد مقاطعة قطر، كذلك وجود خلاف بين دولة الإمارات وبلادنا، وخلاف بيننا ودولة الكويت. وغير ذلك من الأكاذيب التي يتقنها ذلك السفيه، الذي لو دُفعت له أموال أكثر مما تدفعه قطر، لتغير موقفه قبل أن يرتد إليه طرفه، هذا هو ديدن خونة الأوطان الذين لا يطيب لهم شيء سوى صب جام غضبهم على الحكام العرب وتحريض العامة والغوغاء عليهم! ومن تلك القنوات الرخيصة التي على شاكلة قناة الجديد، ويديرها بعض من عرب الشتات، قناة الحوار التي يديرها القيادي بالتنظيم الدولي للإخوان عزام التميمي، وهو بريطاني من أصول فلسطينية، وبدأت بثها من لندن في عام 2006، وتبنت القناة "خطاباً تحريضياً ضد أغلب الأنظمة العربية، وأظهرت عداءً خاصاً لكل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر،... وفي تسجيلات مسربة، تحدث عنها أمير قطر السابق حمد بن خليفة بأنها مفتوحة لأي صوت معارض للسعودية"، وهو من أكثر أولئك الشتامين بذاءة، وكان يعرض نفسه على السفارات والقنوات ليشتروه وإن بثمن بخس، لكن محاولاته ذهبت أدراج الرياح، وعومل بما يليق بالخونة أمثاله، حتى تلقفته قطر لينضم إلى جوقة السفهاء من عرب الشتات. ومنها قنوات تبث من تركيا بتمويل قطري، كقناة (مكملين) التي يديرها إعلامي مصري من الإخوان المفلسين، اسمه محمد ناصر، كذلك قناة أخرى اسمها الشرق، وتبث من تركيا أيضاً بتمويل قطري، وتحت إدارة أيمن نور، وتبث القناتان برامج تحرض على العنف في مصر، كما تبث أخباراً كاذبة ومضللة ضدها، لكنهما بعد الأزمة مع قطر أصبح كل من محمد ناصر في قناة مكملين، وحمزة زوبع ومعتز مطرفي في قناة الشرق، يقدمون برامج تهاجم الدول الأربع التي قاطعت قطر، يبثون فيها كثيراً من الأضاليل، والأخبار المكذوبة، والمشاهد المفبركة، في مقابل الدفاع المستميت عن دويلة الإرهاب قطر. وهكذا يفعل خونة الأوطان بانحطاط لغوي يترفع عنه القتلة وقطاع الطرق وأرباب السوابق، بل إن العاملين في العوالم السفلية، يعجزون عن مجاراتهم في تلك اللغة التي تستمد مفرداتها من أكثر البيئات انحطاطاً وخسة. خونة الأوطان يتجاهلون رعاة الإرهاب ممن جلبوا الكوارث للأمة العربية، ولم يتوانوا عن حرق الأخضر واليابس؛ تحقيقاً لرغبة مجنونة في زعامة متوهمة. ينبغي للقائمين على وثيقة تنظيم البث الفضائي العربي معاقبة أصحاب تلك القنوات الذين يؤصلون للسلوك العدائي ضد العرب وقضاياهم، ويسيئون استخدام تلك التقنيات بمخالفة أهم بنود الوثيقة وهو حرية التعبير وممارستها بوعي ومسؤولية واحترام الآخرين وعدم الإساءة لهم مهما بلغ حجم الاختلاف معهم. فالمتابع لبعض البرامج التي تبثها كل تلك القنوات يجد الخطاب القومي العربي إياه ماثلاً بكل حمولاته من تحريض وتخوين وتيئيس، غير مستوعب للمستجدات العصرية، عاجزاً عن التعامل مع الراهن بواقعية تدرك الإمكانات المتاحة والمتغيرات الدولية! وسبق أن قدمت قناة "المنار" اللبنانية التابعة لحزب الله، في 8 ديسمبر 2013 اعتذاراً رسمياً إلى هيئة شؤون الإعلام في مملكة البحرين، بخصوص تغطيتها المنحازة للأحداث فيها. وتضمن بيان الاعتذار حرص المجموعة على إجراء التقييم الدوري لسياستها التحريرية لتتناسب مع المواثيق والمعاهدات الدولية والمهنية المعتمدة، وتصويب ما يخرج عن هذا الإطار، والعمل على حفظ العلاقات الطيبة مع كل الأشقاء العرب، لا سيما مملكة البحرين، وجاء الاعتذار بعد تهديد اتحاد إذاعات الدول العربية بسحب عضوية القناة التابعة لحزب الله. يجدر بالجهات المسؤولة في بلادنا تغيير سياستها "المهذبة " إزاء خصومنا، بأن تتعامل معهم بصرامة، كما تفعل كل الدول، وذلك برفع دعاوى (قدح وذم وإساءة) على وسائل الإعلام الموالية لقطر وإيران والإخوان المفلسين، وكذلك السياسيين والحزبيين والإعلاميين من عرب الشتات، الذين دأبوا على الإساءة إلينا. الخطوات القانونية من شأنها أن تعزز هيبة المملكة وتضع حداً لأولئك المغرضين المتطاولين.