لم يعد هم المملكة العربية السعودية ممثلة بوزارة التعليم تقليص نسبة الأمية فقط، بل تجاوز ذلك بالإصرار على القضاء عليها بشكل تام، وأصبحت جهود الوزارة أكثر جدية، حيث ازدادت تلك الجهود بزرع الوعي الاجتماعي بأهمية محوها تماماً، وتبنت وزارة التعليم نشر تلك الثقافة وحرصت على أن تجعلها مسؤولية الجميع. والوزارة عبر جميع إدارات التعليم تنفذ العديد من الفعاليات والمناشط التعليمية المبرمجة بمشاركة المختصين والمهتمين دون إغفال لمشاركة المؤسسات الإعلامية لتسخير الإمكانات واستثمار الموارد المتاحة استثماراً أمثل لتحقيق أهداف الحملة الصيفية التي تنفذها وزارة التعليم في عدد من مناطق المملكة ومحافظاتها والتي جنّدت لها الطاقات والإمكانات لتحقيق الهدف المنشود. تكثيف الحملات وانطلقت الحملة في الرابع من شهر شوال الماضي، وتستمر حتى الرابع من شهر ذي الحجة المقبل، وتم تشكيل مجموعة من اللجان والمشرفين المباشرين للإشراف وإدارة المراكز خلال فترة العمل الأسبوعي بالمركز من الأحد إلى الخميس، ويجري تأمين وسائل النقل للدارسين والدارسات وتوزيع المساعدات المادية والعينية لهم وتقديم برامج الرعاية الأسرية والبرامج الترفيهية والتوعوية. ولم تقتصر حملات التوعية ومحو الأمية على الرجال فحسب بل وشملت واستهدفت المرأة وخصوصاً الريفية، حيث تنفذ تلك الحملات في القرى والهجر التي ترتفع بها نسبة الأمية ويتواجد فيها مجموعة من الأميات اللاتي تتميز حياتهن بالتنقل وعدم الاستقرار، وتشارك عدة جهات في تنفيذ الحملة مثل وزارات الصحة والزراعة والشؤون الاجتماعية بهدف التوعية والتثقيف والدعم وقد استفاد من الحملات التي نفذت آلاف الأميات، حيث تمكنت المملكة من تقليص نسبة الأمية بين النساء عام 1436ه إلى (8.27 %). جولات ميدانية نائب وزير التعليم د. عبدالرحمن بن محمد العاصمي قام بجولات ميدانية على عدد من مقار حملة التوعية ومحو الأمية للمستهدفين، كان من ضمنها قطاع بيش والفطيحة التي تنفذها إدارة تعليم صبيا ضمن خطط وزارة التعليم للقضاء على الأمية في المجتمع ونشر المعرفة والتعليم في كافة القرى والهجر. وشملت الجولة زيارة المركز الرئيس للحملة ومركز السادة، حيث تابع العاصمي سير العمل بالحملة التي تنفذها الإدارة هناك ضمن خطط وزارة التعليم للقضاء على الأمية في المجتمع ونشر المعرفة والتعليم في جميع القرى والهجر، مطلعاً على أبرز البرامج التي تشهدها الحملة في مجالات التعليم والتوعية المختلفة للدارسين والدارسات في مراكز الحملة. وفي هذا الخصوص أوضح الدكتور العاصمي أن وزارة التعليم ما زالت مستمرة في سعيها الحثيث لاجتثاث الأمية، وذلك تماشياً مع السياسة العامة للدولة التي وضعت على عاتقها تقديم كل ما يخدم هذا الوطن وأبنائه. إحصائيات وأرقام وتبيّن آخر إحصائية للوزارة في هذا المجال انخفاض نسبة الأمية في المملكة بنسبة عامة، وقد حدث انخفاض كبير في معدلات الأمية بين السكان، حيث انخفض متوسط نسبة الأمية بين الذكور والإناث خلال عشر سنوات (2014-2004) بنسبة 62 % إذ كانت نسبة الأمية عام 2004م 17.74 % وانخفضت إلى 5.32 % لعام 2014م لجميع الفئات العمرية، وذلك وفقاً للمسح الأسري الذي أجرته وزارة الاقتصاد والتخطيط، ويأتي هذا المنجز من خلال تنفيذ خطط التنمية للدولة التي تهدف إلى تمكين المواطنين من العلم والمعرفة وامتلاك المهارات التي تؤدي إلى رخاء معيشتهم وأوضاعهم الاجتماعية. وفي كل عام تشارك المملكة العربية السعودية وشقيقاتها الدول العربية بالاحتفاء باليوم العربي لمحو الأمية الذي يصادف 8 يناير من كل عام إيماناً من المملكة ممثلة في وزارة التعليم بأن خطر الأمية من أهم معوقات خطط التنمية، وقد قامت الوزارة بالسعي لنشر العلم في كافة أرجاء المملكة ونشر الوعي بمشكلة الأمية وأخطارها وأبعادها على كافة المستويات ودعوة الأميين للالتحاق في برامج محو الأمية وتعليم الكبار. كما اتجهت المملكة في السنوات الأخيرة إلى محو الأمية الحضارية للكبار مستهدفة الأمي والمجتمع الذي يعيش فيه ببرامج توعوية شاملة (دينية وتعليمية وثقافية واجتماعية وصحية ومهنية). هدف إستراتيجي ويكمن الهدف الإستراتيجي في خفض نسبة الأميين بين الكبار من 15 سنة فما فوق، ضمن 5 مراحل، وتنفذ البرامج المتنوعة وتكثيفها في المناطق والمحافظات بحسب الاحتياج، وإعداد برامج توعوية وتثقيفية، وتفعيل دور الإعلام في إدارات التعليم، والتنسيق والتواصل مع مؤسسات المجتمع المدني، إضافة إلى إجراء المسح السريع للجيوب المتبقية من الأمية، واستهداف الأميين فيها ببرامج سريعة وقصيرة للقضاء على الأمية. وقد حققت المملكة العربية السعودية مراكز متقدمة على مستوى الوطن العربي في القضاء على الأمية بنسبة كبيرة، وقد أطلقت وزارة التعليم العديد من المشروعات الخاصة بمحاربة الأمية، ومنها مشروع وزارة بلا أمية، الموجه إلى الأميين والأميات العاملين في القطاعات الحكومية من العمال والمستخدمين، وتقوم فكرته على تفرغ الأمي أو الأمية من عمله لمدة ساعتين يومياً يتلقى خلالها دروساً لمحو الأمية، وبدأ تطبيق المشروع في وزارة التعليم كتجربة وبعد نجاحها تم تعميمها على قطاعات الدولة، وتم تنفيذ المرحلة الأولى في عام 1422ه/ 2001م في جهاز الوزارة، وبعد متابعة التجربة وتقويمها بدأ التنفيذ في إدارات التعليم واستمر ثلاث سنوات. محو الأمية هدف إستراتيجي للدولة التعليم لا يقف عند سن معين