قدم الاتفاق مستويات لافتة في دورة تبوك الدولية الثانية، توجها ختاماً بتحقيق لقب الدورة، ونال الفريق العريق إعجاب جماهير الدورة والمتابعين، خصوصاً بعد تجاوزه فريقين من أقوى المرشحين للدورة، وهما الإسماعيلي المصري، والصفاقسي التونسي إضافة إلى الاتحاد، مسجلاً ستة أهداف وبشباك نظيفة، بعد أن كان الفريق خارج حسابات المرشحين لتحقيق لقب الدورة قبل بداية نسختها الثانية. وعلى الرغم من أن دورة تبوك الدولية تعد من المسابقات التنشيطية الودية، إلا أنها مثلت أفضل استعداد ل"فارس الدهناء"، استكمالاً لمعسكره الإعدادي الذي سبق الدورة في تركيا، بقيادة المدرب الجديد للفريق الصربي ميودراج بيسيتش، الذي ظهرت لمساته الفنية على الاتفاق، من خلال توليفة رائعة من اللاعبين، بهوية فنية مميزة، وتنظيم دفاعي محكم، فكان الفريق ككل لافتاً في دورة تبوك، على الرغم من دخول عناصر جديدة على قائمته من اللاعبين السعوديين وغير السعوديين، إلا أن تطوراً ملحوظاً طرأ على الأداء الاتفاقي في دورة تبوك، نال معه تقدير النقاد ومحللي مباريات الدورة. الاتفاق الذي عاش موسماً عصيباً في "دوري جميل" الموسم الفارط، بعد دخوله صراع الهبوط في الجولات الأخيرة، بعد سلسلة من الخسائر وصلت ل "13" خسارة، مقابل ستة تعادلات، وسبعة انتصارات، وب "27" نقطة في المركز ال "11"، جعلت من الفريق لغزاً محيراً بعد بدايته القوية في الدوري، قادماً من تجربة الهبوط المريرة لدوري الدرجة الأولى، ما مثل درساً مهماً للفريق خلال تحضيراته الجارية للموسم الجديد، ولعل تعاقدات الفريق مع ثنائي قلب الدفاع الكويتي فهد الهاجري، والعراقي أحمد إبراهيم، وأمامهما لاعب المحور الإسباني المبدع خوانمي كاليخون، الذي يستمر في صفوف الاتفاق لموسم آخر، مع لاعب الوسط فيليب كلها تعاقدات أعادت توازن الفريق، وتنظيمه جيداً، خصوصاً في المنطقة الخلفية، فيما منح مدرب الفريق الجديد الثقة لنجوم شابة لتمثيل الفريق، وحضر هداف الفريق المهاجم هزاع الهزاع الفائز بجائزة هداف دورة تبوك بثلاثة أهداف، ومعه زميله المهاجم محمد الصيعري، وأفضل لاعب في دورة تبوك لاعب الوسط محمد الكويكبي، بأداء لافت، وكان الثلاثي من أبرز النجوم في الدورة، فيما أعاد حارس مرمى الاتفاق أحمد الكسار الأنظار لمستوياته المتألقة، وكان مصدر ثقة في مرمى الفريق. الدعم الشرفي والاهتمام الإداري الذي واكب مشاركة "النواخذة" في دولية تبوك كان عاملاً مهماً في استقرار الفريق، ومصدر اطمئنان لجماهيره في مواصلة عروضه القوية في "دوري جميل"، وهو المحك الحقيقي للحكم الفني على مدى استفادة الاتفاق من معسكره في تركيا ومشاركته في دورة تبوك الدولية، فيما أن المؤشرات الأولية تشير إلى ظهور مختلف ل "فارس الدهناء" هذا الموسم، وعودته من جديد لواجهة المنافسة الحقيقية في الاستحقاقات الرسمية المقبلة، كواحد من أهم أركان الكرة السعودية، الذي قدم عبر تاريخه الذهبي أبرز النجوم في المنتخبات السعودية.