لا يبدو أن العالم أجمع مقتنعاً بفكرة استضافة قطر ذات المساحة الصغيرة، والبنية الرياضية المنعدمة لكأس العالم 2022 جاء من خلال طرق شرعية، فما تزال الشكوك تزداد يوماً بعد آخر بشرعية استضافة الدوحة للحدث العالمي، جون ويتيغدال وزير الثقافة البريطاني الأسبق آخر المنضمين لقائمة المطالبين بسحب استضافة المونديال من قطر حال ثبوت تورطها بالفساد وقال في تصريحات نقلتها صحيفة "تليغراف" البريطانية: "لا شك عندي إطلاقاً، إن أثبت المحققون تورط قطر بدفع الرشاوى لضمان الفوز بحق استضافة المونديال فإنه يتعين سحب التنظيم منها وإعادة التصويت على استضافة البطولة مرةً أخرى لاسيما أن الفساد المحيط بملف قطر بات يتضح يوماً بعد آخر بشكل كبير"، وإلى ذات الرأي اتجه دامين كولين رئيس لجنة الثقافة والإعلام والرياضة في البرلمان البريطاني وقال: "يجب أن تفقد الدوحة حق الاستضافة إذا ثبت أنها دفعت أموالاً من أجل استضافة الحدث الرياضي"، ردود الفعل الغاضبة تأتي بعد أقل من يوم واحد على انتشار أخبار تفيد بإحالة نيكولا ساركوزي الرئيس الأسبق لفرنسا إلى التحقيق بتهمة تلقيه أموالاً من قطر لدعم ملف استضافتها للمونديال، فقد نشرت صحيفة "ديلي ميل" واسعة الانتشار في بريطانيا أن الرئيس الأسبق قد أحيل إلى التحقيق بتهمة حصوله على مبالغ مالية نظير دعم سري قام به لملف قطر لاستضافة مونديال 2022 وعن كيفية وصول المال القطري إلى حسابات الرئيس الفرنسي تقول الصحيفة البريطانية: "اشترت الشركة القطرية "ديار" حصة 5% من الشركة الفرنسية "فوليا"، وكذلك اشترت مؤسسة قطر للاستثمار الرياضي ز -والتي تعتبر جناحاً لحكومة قطر - نادي باريس سان جيرمان – النادي المفضل للرئيس الفرنسي السابق وفي هاتين الصفقتين يبحث المحققون عما إذا كان ساركوزي قد اشترط على قطر إتمامهما نظير دعم ملف استضافة البطولة". وكانت الحكومة القطرية قد بسطت نفوذها المادي في فرنسا إبان ولاية الرئيس المتهم بالفساد وعمدت إلى التوسع في استثماراتها وهو الأمر الذي يبدو غير مرحب به لدى المجتمع الفرنسي لاسيما وأن إيمانويل ماكرون الرئيس الجديد للحكومة الفرنسية كان قد وعد في حملته الانتخابية بوقف الاتفاقيات التي تخدم قطر في فرنسا وقال في حوار نشرته قناة "بي إف إم تي في" إبان الحملة الانتخابية: "سأنهي كل الاتفاقيات التي تخدم مصالح قطر داخل فرنسا، وأعتقد أنه كان هناك تساهل كبير خصوصاً أثناء ولاية نيكولا ساركوزي مع حكومة قطر في التوسع بشراء أصول استثمارية في فرنسا". أمام كل هذه التقارير المنشورة حديثاً، يطرأ سؤال هام: هل لعب الرئيس الفرنسي دوراً في فوز قطر باستضافة مونديال 2022؟.. الجواب جاء على لسان السويسري جوزيف بلاتر الرئيس السابق لاتحاد كرة القدم الدولي "فيفا" والذي قال في تصريحات نشرتها صحيفة "الغارديان" البريطانية أواخر الشهر الماضي: "كأس العالم لا يتم شراؤها، لكنها ترضخ لضغوطات سياسية، لقد كان بلاتيني متفقاً معي على أنه لا يجب أن تفوز قطر باستضافة كأس العالم لكن ذلك بمجمله اختلف بعد الغداء الشهير بين ساركوزي وأمير قطر في فرنسا"، صحيفة "فرانس فوتبول" الفرنسية تؤكد هي الأخرى في تقرير نشرته أن الرئيس السابق البالغ من العمر 60 عاماً قد لعب دوراً حاسماً في قلب الطاولة لمصلحة ملف قطر في اللحظات الأخيرة من خلال الضغط على بلاتيني لمنح صوته لقطر وجذب العديد من المصوتين إلى الملف القطري وقالت: "مقابل شراء قطر لنادي باريس سان جيرمان وإنقاذه من الإفلاس كان الثمن هو صوت بلاتيني والمتحالفين معه لملف قطر لاستضافة الحدث العالمي وتفصّل الصحيفة الفرنسية: "في 23 تشرين الثاني عام 2010 شهد قصر الإليزيه في فرنسا اجتماعاً سرياً ضم ساركوزي وولي عهد قطر آنذاك تميم بن حمد آل ثاني وميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وسبياستيان بازان المالك السابق للنادي الفرنسي وكانت تفاصيل الاجتماع أموال قطر وإنقاذ النادي المفضل للرئيس الفرنسي يقابله صوت بلاتيني لملف قطر لاستضافة الحدث العالمي"، الملف المشبوه يلقى معارضة تتزايد يوماً بعد آخر، لا تقف عند حدود الرياضة بل باتت أصوات سياسية تنضم لقائمة المعارضين على أن تحتضن الدولة المتورطة بدعمٍ لا محدود للإرهاب حدثاً بأهمية كأس العالم، العالم يرفض أن تصل الكأس قطر طالما أنها متمسكة بدعمها للإرهاب، ويتبقى القرار المنتظر من "الفيفا" لانتزاع كرة القدم من وحل الفساد ومستنقع الإرهاب.