موجة من الغضب تسيطر على الوسط الرياضي العالمي عقب إعلان فريق باريس سان جيرمان -الذي تعود ملكيته للحكومة القطرية- تعاقده مع البرازيلي نيمار بعد تفعيل بند كسر عقده مع فريق برشلونة الأسباني بقيمة 222 مليون يورو، فلا يبدو أن الصفقة الضخمة مرحب بها في أوساط كرة القدم بل باتت محل نقد وهجوم رياضي وآخر سياسي، فقد تساءل الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول الإنجليزي أين هو هذا اللعب النظيف؟ ثم بدأ يجيب على تساؤله: "لقد وُجدت ضوابط اللعب المالي النظيف حتى لا تحصل صفقة كهذه اليوم ولكن يبدو أن ذلك مجرد حبر على ورق فقط". أولي هونيس رئيس بايرن ميونيخ الألماني وصف الصفقة ب"الجنون" وقال في تصريح لوكالة فرانس برس: "لا أريد شراء لاعب واحد مقابل 150 مليونا أو 200 مليون يورو، لا أريد أن أشارك في هذا الجنون، هذا أمرٌ نرفضه"، الفرنسي المخضرم أرسين فينغر مدرب أرسنال الإنجليزي انضم لحشد المعارضين لصفقة نيمار الممولة بالمال القطري وقال: "قبل سنة كنا نصف صفقة تمت ب100 مليون يورو بأنها ضرب من الجنون فماذا سنقول اليوم عن هذه الصفقة؟ لا شك أنها تجاوزت المنطق والحسابات". وفي تقرير نشرته صحيفة "تيلجراف" البريطانية قالت فيه: "صفقة نيمار هي سياسية في المقام الأول لاسيما في ظل حاجة قطر الماسة لتجميل صورتها بأي ثمن في الفترة الحرجة الحالية، ففي الوقت الذي يتحرك فيه جهاز قطر للاستثمار إلى إتمام الصفقة التاريخية كانت قطر تشكو لدى منظمة التجارة العالمية بشأن المقاطعة التجارية التي أدمت الاقتصاد القطري بشدة، ففي الوقت الذي تقلصت فيه الواردات القطرية بنسبة 40% بسبب مقاطعة دول الجوار لها فإن تلك الدولة سعت لإتمام صفقة رياضية توازي 222 مليون يورو، فهذا هو الانتقال السياسي الأول في تاريخ انتقالات اللاعبين في العالم" وتضيف الصحيفة البريطانية: "لا يمكن إطلاقاً وصف تلك الصفقة بأنها رياضية لأن المنطق يشير إلى بحث النجم البرازيلي الشاب عن مزيد من التحدي في عالم كرة القدم من أجل استمرار صعوده وتحقيق المجد الكروي الذي يبحث عنه أغلب اللاعبين وهو ما لا يحدث الآن حيث سينتقل ذو ال25 عاماً في صفقة تحمل الصبغة الصينية لكنها داخل أوروبا وهذا تأكيد على أنها صفقة سياسية أو مالية ولا اختلاف بينهما فالمال يلعب دوراً كبيراً في عالم السياسة ويجمعهما الفساد".، وفي ذات الجانب شن كريستوف كاستنر المتحدث باسم الحكومة الفرنسية هجوماً لاذعاً تجاه قطر بعد صفقة الاستحواذ على البرازيلي نيمار مؤكداً على أنها تسعى للتأثير على المسار الدبلوماسي عبر الرياضة وقال: "لا يمكن للدوحة أن تهرب بصفقة نيمار من الإجابة عن أسئلة ملحة تتعلق بدعمها الإرهاب". لم تكتفِ قطر بدفع المال إلى خزانة النادي الفرنسي وحسابات اللاعب البرازيلي لإتمام الصفقة، فقد دفعت مبلغ 170 مليون ريال قطري إلى وسيط الانتقالات الإسرائيلي بيني زهافي وهو الذي لعب دوراً محورياً في إتمام عملية الانتقال، ووفقاً لتقرير نشرته قناة "العربية" فإن مبلغ 90 مليون ريال قطري من إجمالي المبلغ الذي تحصل عليه الوكيل سيدخل مباشرة إلى خزانة الدولة العبرية وفقاً لقانون الضرائب الإسرائيلي، ونقلت القناة في تقريرها عن ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي استياءهم من دفع هذا المبلغ لصالح إسرائيل، واعتبروا ذلك استفزازاً لمشاعر الفلسطينيين والمسلمين أجمع على خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدها القدس، والمواجهات العنيفة بين الحكومة الإسرائيلية والفلسطينيين.