في تقرير أعدّه أركاديف غوشال لموقع إنترناشونال بيزنس تايمز، رأى الصحافيّ أنّ الفرنسيين لن يسمحوا لصفقة شراء نادي باريس سان جيرمان للّاعب البرشلوني السابق نيمار دا سيلفا، بأن تغطّي على التحقيقات حول تورّطها في تمويل الإرهاب. وكتب أنّ السلطات الفرنسيّة قالت علناً إنّ انضمام نيمار إلى النادي الباريسي الذي يملكه رجل الأعمال القطري ناصر الخليفي لن يقف عائقاً أمام استمرار التدقيق الرسميّ في السلوك القطري مع التنظيمات الإرهابيّة. يذكّر غوشال بداية بأن ناصر الخليفي يعيش في فرنسا التي يحدث أنّها تحقق مع رئيسها الأسبق نيكولا ساركوزي حول اتهامات ترتبط باحتمال تلقيه رشاوى حين كانت الإمارة القطرية تسعى لاستضافة كأس العالم في كرة القدم سنة 2022. وبعدما قاطعت كلّ من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين ومصر الدولة القطرية، تدلّ التصريحات الفرنسيّة إلى أنّ الدوحة في إطار محاولة لجلب هذه الدول إلى طاولة الحوار من خلال نوع من الديبلوماسية الناعمة. تداعيات رياضية وسياسية نيمار دا سيلفا سانتوس جونيور الذي يبلغ 25 عاماً هو مهاجم برازيلي افتقده منتخبه خلال مباريات النسخة الماضية من كأس العالم سنة 2014 بعد تعرّضه للإصابة. ومنذ تماثله للشفاء، بدأ اللاعب البرازيلي يبهر المشجّعين حتى موعد إتمام الصفقة القياسيّة مع نادي باريس سان جرمان والتي بلغت 222 مليون يورو. وإلى جانب التداعيات الرياضيّة الكبيرة التي تركتها عملية الانتقال، أكانت على نادي برشلونة وثلاثيّ هجومه الذي تفكّك أو على آمال نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي بجلب اللاعب إلى صفوفه، تبرز تداعيات سياسيّة أخرى. مجازفات خسارة كأس العالم وينقل غوشال عن مقابلة أجرتها إحدى وسائل الإعلام الفرنسيّة مع كريستوفر دايفدسون، أستاذ سياسات الشرق الأوسط في جامعة دورهام شمال إنكلترا، قوله إنّ سياسيّي الدوحة "يحاولون بطريقة حرفيّة أن يسجّلوا نقطة هنا!". ويتابع الأستاذ الجامعي شارحاً أسباب الاستثمار القطري الكبير في شراء اللاعب البرازيلي: تبدو الأموال (المنفقة) كبيرة جدّاً لكن بالنظر إلى أنّ المجازفات تبلغ مئات المليارات من الدولارات بسبب كأس العالم، سيتم النظر إلى نيمار على أنّه استثمار سليم من قبل قطر. هذا يثبت أنّهم يملكون الأصول المتوفّرة وأنّهم يملكون بعض السيولة لكي يتمّ أخذهم على محمل الجدّ. على قطر الإجابة بشفافية ويتابع غوشال تقريره مستشهداً بقناة بلومبيرغ الأميركية التي أشارت إلى أنّ الناطق الرسميّ باسم الحكومة الفرنسيّة كريستوف كاستانر يشدد على الموجبات الملقاة على كاهل المسؤولين القطريين: ما زال متوجباً على قطر أن تجيب (على الأسئلة حول) الإرهاب وأي دور يمكن أن تكون أو لا تكون قد لعِبته في تمويله. وأكّد كاستانر وجوب اعتماد الدوحة الوضوح في الإجابة على تساؤلات الفرنسيّين: "إنّه من الأساسيّ أن تحافظ قطر على الشفافيّة في مواضيع مثل تمويل الإرهاب. من المسموح لنا أن نسأل أسئلة. إنّ فرنسا (دولة) مؤاتية للحوار بحسب تقرير أورده موقع 24 الإماراتي. تعقيدات إضافية يرى غوشال أنّ ما يمكنه أن يعقد الأمور أكثر هو الاتهامات بأنّ ساركوزي قبل رشاوى لدعمه استضافة قطر لمباريات كأس العالم سنة 2022. ويذكر أنّ هنالك شبهات حول كون تلك الرشاوى أتت في الفترة التي تمّت خلالها عمليّة بيع باريس سان جيرمان إلى ناصر الخليفي. هذه التصريحات والتحقيقات، معطوفة على الاتهامات التي تلاحق قطر في قضية تمويل الإرهاب، تعني أنّ باريس لن تدع الدوحة تهرب من مشاكلها بسهولة. يأتي ذلك خصوصاً بعدما واجهت فرنسا عدّة هجمات إرهابيّة على أراضيها في السنوات الأخيرة.