المكابرة القطرية على وضعها السيئ ما زالت مستمرة وبأساليب كثيرة منها «الفشخرة» وصرف المال على مظاهر وشكليات لغرض الإيحاء للعالم أن وضعها العام جيد واقتصادها ما زال بخير، رغم أنها أصبحت تصرف أضعاف ما كانت تصرفه قبل المقاطعة على الأساسيات الاستهلاكية التي يحتاجها المواطن القطري، وبالدفع المباشر دون تأجيل كما تتعامل معها حليفتها تركيا التي تشجعها على مزيد من الغرق السياسي والاقتصادي، أي أن قطر تريد أن تقول «يا جبل ما يهزك ريح» رغم أنها تلة ترابية تستطيع الريح أن تذروها سريعا إذا استمرت على ما هي عليه. خلال اليومين الماضيين تصدر وسائل الإعلام خبر صفقة اللاعب البرازيلي «نيمار» وانتقاله من نادي برشلونة إلى باريس سان جيرمان المملوك قطريا في صفقة بلغت ملياري ريال قطري، يقال إنها أغلى صفقة في التاريخ، أنجزها وسيط إسرائيلي بمبلغ 170 مليون ريال ستذهب منها 90 مليونا إلى الخزينة الإسرائيلية. حسناً لا مشكلة في ذلك كاستثمار نوعي في ناديها عندما تكون قطر في ظروف طبيعية وكان إتمام الصفقة بشكل قانوني صحيح، لكن دفع مليارين في لاعب بينما المواطن يدفع أضعاف ما كان يدفعه لشراء غذائه ومائه ودوائه فذلك استفزاز شديد لشعوره واستهتار بأوضاعه، وعندما تكون الصفقة مشبوهة فإنها تضيف مزيداً من السوء إلى سمعة قطر المتردية عالميا. يقول رئيس رابطة الدوري الإسباني إن قطر تنتهك قواعد اللعب المالي النظيف ولا تحترم الأنظمة والقوانين، ويقول الفرنسيون إن الصفقة المشبوهة تسيء لناديهم العريق. ونقول لهؤلاء المتذمرين من الصفقة لا جديد في الأمر، لأن هذا هو السلوك القطري المعتاد في كل الجوانب، كله شبهات ودسائس وصفقات قذرة، في السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية والإدارة الداخلية وغيرها، فما المانع من تطبيق نهجها في هذه الصفقة الرياضية، لا سيما وملف استضافتها لكأس العالم تتكشف أوراقه السوداء تباعا. هذه هي قطر أيها السادة، التي نعرفها جيداً وعانينا كثيراً من صفقاتها السرية التآمرية التي افتضحت بشكل مخزٍ، جربناها كثيراً فجربوها لتعرفوا حقيقة الدولة التي تتباكى بمظلوميتها من الدول التي قاطعتها بعد يأسها من تعديل سلوكها المنحرف، الدولة التي تحاول تزييف حقيقتها على العالم بأكاذيب فاقعة لا تنطلي على العقلاء المنصفين.