بين يدي عدد من سلسلة أدبية ثقافية وهي عبارة عن مشروع فكري قامت الدار المصرية اللبنانية بإصداره وقدم لها الأديب الناقد الدكتور صلاح فضل، بمقدمة بسيطة معرباً في هذه المقدمة أن الكلاسيكيات العربية التي تقدمها الدار اليوم للقراء هي ذاكرة الأمة وضميرها الحي الذي يعترف بقيمتها على مر الأجيال المتعاقبة تجسد وعي الإنسان العربي بذاته وثقته في نتاجه وقدرته على صيانته وتأصيله. ومن هنا عرض د. فضل لاختيار هذه الكلاسيكيات حسب معايير تمثلت في إجماع أهل الذكر من العلماء والأدباء على أهميتها. ثم اعتراف الأجيال المتتالية بها، ثم تقديمها لأفضل ما يمكن أن يتعرف به الآخر علينا عند ترجمتها إلى اللغات الحية المختلفة. إن فكرة هذا المشروع بناءة في هذا الوقت الذي صدر منه عدد من الكتب كالبخلاء للجاحظ تحقيق وتعليق أ. محمد فتحي أبو بكر حيث ضبطه وعلق عليه ووضع له فهارس للآيات القرآنية وفهرس للأحاديث النبوية وفهرس للقوافي الشعرية وفهرس للأعلام والشخصيات ثم فهرس للأماكن والبلدان والبقاع ففهرس للقبائل والجماعات والأمم والطوائف التي ذكرها المؤلف الجاحظ. وأخيراً فهرس المراجع والمحتويات. أما الإصدارات الكلاسيكية المعاصرة فقد صدر منها مجموعات للدكتور الأديب محمد حسين هيكل "حياة محمد" و"الصديق أبو بكر" و"الفاروق عمر" في جزئين، وصدر لمصطفى صادق الرافعي جاحظ القرن العشرين كما يصفه أدباؤنا المعاصرون "وحي القلم" في ثلاثة أجزاء، ونحن نعتبر هذا المشروع الكلاسيكي بوادر خير للفكر والأدب والثقافة، ونرى أن صداها سيكون حتماً منوراً لعالم الأدب ودنياه في عصرنا الحاضر، خاصةً وأن الحاجة ماسة حالياً لتصفح كتب تراثنا الفكري وذخائر أدبنا الشعري والفني والأدبي، لتشكيل بناء جديد في عالم الثقافة العربية والدينية والأدبية وهو لعمري مشروع معنوي جبار يلوذ إليه كل متعطش للفكر والثقافة والأدب وفنه، لأن مضامين هذه الإصدارات سرد فيها مؤلفوها تاريخ أدبنا وفكرنا وثقافتنا سيرة ًوتاريخاً وفكراً وديناً كإضاءات تنويرية للتراث.. تراثنا الأدبي وذخائرنا المفعمة بعلمٍ مفيد ولباس جديد. والله الموفق.