لطالما كانت نتائج منتخبات المملكة للألعاب المختلفة في المشاركات الإقليمية والدولية والأولمبية مثار نقد واسع من قبل الشارع الرياضي، إذ لا تتواكب هذه النتائج مع الإمكانات والقدرات المميزة التي تتمتع بها المملكة على مستوى الاهتمام بالرياضة فضلاً عن وجود مخزون بشري كبير يمكن استغلاله لصناعة الأبطال وتوفر بنية تحتية يمكن استغلالها، لكن الانتقادات ظلت تطال اتحادات الألعاب المختلفة واللجنة الأولمبية السعودية نظير عدم تحقيق منجزات تتناسب وقيمة المملكة العربية السعودية. القناص: هناك فجوة بين الاتحادات و«الأولمبية» المهوس: التنفيذيون عبثوا في رياضتنا "الرياض" وعبر ملفها الأسبوعي تسبر أغوار العمل في اتحادات الألعاب المختلفة التي تتفاوت عطاءاتها ومنجزاتها، إذ تعد بعض الاتحادات مثالاً جيداً لتحقيق المنجزات والعمل الدؤوب، ومنها اتحاد الكاراتيه، إذ تحدث ل"الرياض" عضو الاتحاد السابق عبدالله القناص وقال: "الكل يعلم أن الاتحادات الرياضية تقع تحت مظلة اللجنة الأولمبية، والتي على الرغم من مرور أكثر من رئيس لها ومحاولتهم إحداث الفارق إلا أن النتائج بشكل عام لا تتناسب وطموحات الشارع الرياضي السعودي، هناك فجوة واختلافات كبيرة بين الاتحادات واللجنة الأولمبية وهناك عراقيل من قبل اللجنة تصل أحياناً إلى فرض الوصاية على بعض الاتحادات كما أسمع". ويتابع: "أفضّل أن يكون حديثي عن اتحاد الكاراتيه كوني عملت فيه لدورتين، الأولى استمرت لخمسة أعوام والثانية لأربعة، وكان الاتحاد بقيادة الدكتور إبراهيم القناص من أكثر الاتحادات تميزاً لأن معظم أعضاء الاتحاد من أبناء اللعبة فمنهم اللاعب والحكم والمدرب والإداري سواء في الأندية أو المنتخبات، والدكتور القناص هو أحد أبناء اللعبة ويعمل بشكل يومي من أجل تطوير الاتحاد ويتواجد في جميع المشاركات، صحيح أننا نعمل وفق ميزانية متواضعة لكن اتحاد الكاراتيه كان يسير وفق خطة واضحة، أبرز ملامحها أنه كان حريصاً على المشاركة في جميع البطولات والاستحقاقات وهذا الأمر ساهم في استمرارية بروز الأبطال، رغبة وحماس كل من ينتمي للاتحاد وشغفهم باللعبة ومحاولتهم إظهار اللعبة وإبرازها وجعلها دائماً في المقدمة كان دافعاً للنجاح، أيضاً كانت هناك رغبة في تواجد قوي للسعودية في كل من الاتحاد العربي والآسيوي والدولي للكاراتيه وهذا عامل مهم يعزز الحضور السعودي على المستويين الإداري والتحكيمي، على الرغم من أن الدعم لا يتوازى إطلاقاً مع حجم العمل والطموح الذي يتمتع به الاتحاد". وعن قدرة هذه الاتحادات على النجاح رغم محدودية الميزانيات قال: "أعتقد أن ميزانيات اتحادات الألعاب المختلفة متقاربة إن لم تكن متساوية، ما يحدث مع اتحاد الكاراتيه أنه يطالب هيئة الرياضة واللجنة الأولمبية باستمرار بزيادة ميزانياته وأحياناً يتمكن مسؤولو الاتحاد من الحصول على مبالغ إضافية من أجل المشاركات الخارجية خصوصاً وأن تحقيق اللعبة للبطولات وبروز الأبطال يدعم موقف مسؤولي الاتحادات حينما يطالبون بميزانيات ومبالغ إضافية لتغطية المصروفات المترتبة على مثل هذه المشاركات، والشيء الذي لا يعلمه كثيرون أن اتحاد الكاراتيه لا يقيم المعسكرات قبل أي بطولة بسبب محدودية الميزانية ومع ذلك تمكن من تحقيق بطولات وإبراز نجوم الكل يشهد لهم". وعن الاتحادات الأخرى يضيف: "لست مطلعاً على تفاصيل العمل في الاتحادات الأخرى لكن من واقع التواصل مع بعض الاتحادات أجد أن العقبة الرئيسية تكمن في غياب الميزانيات الكافية لصناعة النجوم والمشاركة بفاعلية في الاستحقاقات الخارجية، لذلك من المهم أن يعرف الجميع أن وجود الدعم المالي القوي هو السبيل الأهم لتطبيق البرامج والخطط والتميز في المناسبات الدولية والإقليمية وحتى الأولمبية، لكن لا نغفل أن الاتحادات مطالبة بالتصرف بشكل جيد وفق إمكاناتها ورئيس اتحاد اللعبة يستطيع بطريقته وتواصله مع اللجنة الأولمبية وهيئة الرياضة تأمين مبالغ إضافية طالما أن الاتحاد الذي يمثله يعد من الاتحادات الجيدة عملاً وتخطيطاً وعلى مستوى المخرجات، ولو اعتمد اتحاد الكاراتيه مثلاً على الميزانيات المخصصة له لما شارك حتى في نصف البطولات التي شارك فيها". وأردف: "بعض الاتحادات لا تملك أجهزة فنية متكاملة، مثلاً اتحاد الكاراتيه يقوده مدرب واحد يشرف على جميع اللاعبين وتتم تغطية النقص من خلال التعاقد مع مدربين وطنيين مميزين أو مدربين يعملون في الأندية، والحوافز تكاد تكون منعدمة حتى للأعضاء الذين يعرف الجميع أنهم غير متفرغين". وعن محاولات اللجنة الأولمبية لحل العوائق المالية أجاب: "هناك محاولات لرفع الميزانيات مثلما فعل الأمير عبدالله بن مساعد لرفع ميزانيات الاتحادات لكنه اصطدم بعقبات ومعوقات حسبما أعرف، كما أن إطلاق برنامج النخبة كان عاملاً مهماً لتحفيز الاتحادات وتأمين مستقبل اللاعبين ورفع مخصصاتهم وأتمنى أن لا تذهب هذه المبادرات والخطط أدراج الرياح بمجرد خروج الأمير عبدالله بن مساعد من العمل الرياضي وهذه مسؤولية اللجنة الأولمبية فيما يتعلق بتراكمية العمل". ويختم القناص حديثه بالإشارة إلى معاناة الاتحادات وأعضائها: "نعاني كثيراً في اتحادات الألعاب المختلفة، أحياناً يضطر رئيس الوفد للصرف من جيبه على البعثة بل إن مبالغ الانتدابات المخصصة ضعيفة للغاية ولا تصرف إلا بعد سنة، فمثلاً لا يتجاوز مبلغ الانتداب أكثر من 1200 إلى 1500 ريال لرئيس البعثة والإداري والإعلامي والمحاسب لمدة أسبوع، هذه الجزئيات البسيطة تجعل العمل محبطاً ناهيك عن غياب التقدير إذ نادراً ما يتم تكريم الأعضاء أو الإداريين العاملين بعد انتهاء مهامهم في الاتحادات لذلك غياب الحوافز والتقدير من أهم الأسباب التي لا تدفع الاتحادات والعاملين فيها للتطوير". من جهته يقول الكاتب الرياضي سلطان المهوس: "أعتقد أننا نتفقد لعملية التقييم السليم، لا يوجد لدينا آلية واضحة لتقييم عمل الاتحادات، وهذا برأيي هو سبب تفاوت العمل من اتحاد لآخر، نرى بأن اي اتحاد يرأسه واحد من ابناء اللعبة يحقق نتائج جيدة جداً مثل اتحادي اليد والكاراتيه، قيادة الاتحاد من احد ابناء اللعبة تعطي دافعية اكبر، وليس معنى كلامي ان قيادة الاتحاد من خارج ابناء اللعبة قد تقود للفشل، لكن لدينا اتحادين نموذجيين هما اتحاد اليد والكاراتيه يقودهما اثنين من ابناء اللعبتين، هناك اسباب كثيرة لإخفاق الاتحادات الرياضية، من بينها غياب التقييم، لا يوجد تقييم دقيق ومتتبع للأمور ولا يوجد ورش عمل متتالية ودائمة تقيم هذا العم". وأضاف "المال بالتأكيد أمر أساسي لكن الأهم هو الفكر والطموح لدى الاتحاد وبيئته، متى ماكان لدى اتحاد اللعبة طموح كبير جداً سيحققه، في عهد الأمير عبدالله بن مساعد شهدت اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية تطورات مالية، واعطى الأمير عبدالله الاتحادات تدفقات مالية جيدة جداً، ولا اعلم عن مستقبلها في الفترة المقبلة، المال شيء اساسي لكن الاهم الطموح والمواهب ورعايتها وانضباطيتها، للاسف بعض الاتحادات استطيع ان اسميها اتحادات سياحية تذهب وتشارك وتعود بدون تحقيق اي نتيجة ايجابية، طوال فترة مجلس الادارة الاربعة اعوام وهذا هو حالها، وغياب التقييم جعلها بهذا الشكل". وحول قرار المديرين التنفيذيين في كل اتحاد قال: "تمنيت من قبل أن يكون هذا القرار نابع من قبل الاتحادات نفسها وفق حاجتها، لأنها الأقرب، كرئيس اتحاد يفترض الا يتم فرض علي مدير تنفيذي او هيكل او خلافه، او حتى أناصفك في القرار، صعب تحضر مديرا تنفيذيا من اللجنة الاولمبية وتعطيه اللجنة راتبا ضخما، في المقابل رئيس الاتحاد هو المشغل الاول يعمل بالمجان بالإضافة الى نائبه واعضاء مجلس ادارته، هذه مشكلة كبيرة جدا، كلهم يعملون بالمجان والمدير يقبض رواتب عالية، وتعيينه من خارج صلاحيات هذا الاتحاد، هذه خطوة غير موفقة تتعارض مع استقلالية الاتحاد، وبرأيي ان هذا القرار من ضمن الأسباب التي أدت لحدوث ربكة في العلاقة بين الاتحادات واللجنة الاولمبية، وسببت بيئة سلبية، لانه كان فيه ناس يعتقدون انهم مسيطرين على هذه الاتحادات وانهم الكل في الكل وعلى الاتحادات ومسؤوليها الانصياع لهم ولقراراتهم ومقترحاتهم وهذا خاطيء جداً، لا يمكن تطوير اللجنة الا بعد أن تصبح بيئتها الداخلية جيدة، وان تكون علاقة الموظفين والقيادين والرؤوساء والعاملين، ففي الفترة الماضية العلاقة كانت سيئة، حتى وان اعطوا امام المسؤول وجهاً مغايراً، لكن بعد أن يخرج تكون هناك تعليقات وملاحظات مخالفة تماماً، لان الاتحادات بين نارين اما ان تحافظ على مواردها وعلاقتها وبين انها تعطي قناعتها الشخصية للعمل، ما حدث كان فرض وصاية على الاتحادات وانهم لا يفهموا وهذا غير صحيح". واختتم بقوله: "هناك اتحادات مقصرة يجب ان تقيّم وآخرى منتجة تعزز، مشكلة اللجنة الأولمبية انها ساوت بين الفاشل والنموذجي، ساوتهم في القوة والقرارات والمميزات وفي كل شيء وكان هذا خطأ كبير، يجب ان تعطى استقلالية ومحاسبة ويجب ان يكون هناك عدالة واحترام للقيادات، وعدم التدخل في عمل الرؤساء الا بحدود ما شرعته اللجنة الاولمبية، وصفة العلاج باختصار اقول للمسؤولين أعطوا الخبز خبازة وكفاية تجارب ومجاملات فالمناصب القيادية لها أهلها خاصة التنفيذية داخل اللجنة الأولمبية". سلطان المهوس