إعداد: فهد السليم تعيش اتحادات الألعاب المختلفة مرحلة انتقالية على جميع الأصعدة، بعد اعلان التشكيل الجديد للاتحادات الرياضية السعودية والذي يحمل في جعبته أهدافاً، تسعى الاتحادات لرسم خارطتها على مدار الثلاث السنوات المقبلة عوضاً عن الأربع السنوات، وستكون اللجنة الأولمبية العربية السعودية على موعد جديد مع اتحادات جديدة بعد نهاية دورة الألعاب الأولمبية 2016م في «ريودي جانيرو». الاتحادات الرياضية تعيش مرحلة انتقالية بعد الهيكلة الجديدة وإعادة صياغة لوائحها من المؤشرات الإيجابية للمضي قدماً نحو رحلة تطويرية تشمل جميع الاتحادات الرياضية وتأخذ بها لدائرة المنافسة بين ركب الدول المتقدمة في رياضات الألعاب المختلفة. لكن يبدو أننا امام معضلة جديدة ربما تقف عائقاً أمام مرحلة التطوير التي تهدف إلى تحقيقها اللجنة الأولمبية العربية السعودية، وهي الميزانية المخصصة للاتحادات الرياضية ومدى فاعليتها في تحقيق الأهداف، كون الصرف أصبح لا يقارن بما مضى من أجل تسجيل حضور أفضل مما سجل في السنوات الماضية. وتبدو هذه المعضلة أنها ستطفو على السطح في الفترة المقبلة. لكن يجب علينا ألا نبخس حق اللجنة الأولمبية العربية السعودية التي بذلت دوراً كبيراً في تعويض ضعف الميزانية من خلال استقطاب بعض رجال الأعمال نحو العمل في الاتحادات السعودية، ليكون أحد المصادر المعول عليها في رفع ميزانيات بعض الاتحادات. خمسون عاماً من التأسيس قبل أن نبحر في هذه القضية سنتناول تعريف اللجنة الأولمبية العربية السعودية- للاطلاع فقط- إذ إنها نار على علم، وهي هيئة رياضية عليا ذات شخصية اعتبارية مستقلة، ترعاها الدولة وتساعدها على تحقيق أهدافها؛ وتأسست عام 1384ه-1964م وانضمت إلى عضوية اللجنة الاولمبية الدولية عام 1385ه-1965م بعد انضمام الاتحادات الوطنية لألعاب القوى وكرة القدم وكرة السلة وكرة الطائرة والدراجات للاتحادات الدولية، وتعتبر اللجنة الاولمبية الهيئة الوحيدة التي تمثل المملكة في الدورات الإقليمية والعربية والقارية والدولية والاولمبية، بالتعاون مع الاتحادات الرياضية الوطنية، وتتكون هذه اللجنة من الجمعية العمومية ومجلس الإدارة والمكتب التنفيذي. ومن أهداف هذه اللجنة تعميق وترسيخ المبادئ والقواعد الاولمبية، وتوطيد العلاقات الطيبة مع اللجنة الاولمبية الدولية واللجان الاولمبية الوطنية في البلاد العربية والإسلامية والدول الصديقة، ونشر الحركة الاولمبية ومُثلها العليا في المملكة العربية السعودية متخذة الميثاق الاولمبي كأساس لأهدافها وأعمالها وأنظمتها؛ وبصورة خاصة: ترسيخ الاحكام المنصوص عليها في هذه اللائحة التنفيذية مع مراعاة القوانين والأنظمة المعمول بها في المملكة العربية السعودية، كما تسعى إلى تأسيس أكاديمية تعنى بالتربية الأولمبية، وتهدف لتشجيع وتطوير الرياضة بالمملكة العربية السعودية. ويرأس اللجنة الأولمبية العربية السعودية صاحب السموالملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد. وتندرج تحت مظلة اللجنة الأولمبية اتحادات كرة القدم واليد والبولينج والملاكمة والمصارعة والجودو والتايكوندو والاسكواش والسباحة وسباق الحمام الزاجل والرماية والسهام وألعاب القوى والأثقال وكرة الطاولة والطب الرياضي والتنس والطائرة والفروسية والمبارزة والجمباز والاحتياجات الخاصة وبناء الأجسام والكاراتيه والبلياردو والدراجات وكرة السلة. الصياح: نحتاج لمزيد من الأموال لإعادة البنية التحتية للتنس،،،، السليم: التسويق سيفتح شهية الشركات لرعاية لاعبي الطاولة،،،، الجشي: الوقت مبكر للحديث عن احتياجات الأثقال،،،، الحريشي: لا نستطيع تطوير الطائرة في ظل الإمكانات المتوفرة،،،، القناص: الكاراتيه يحظى بالدعم وسجل حضوره على المستويين القاري والدولي،،،، المجدوعي: تراجع شعبية الألعاب المختلفة أبعد المستثمرين رجال أعمال في الاتحادات في خطوة إيجابية اقدمت عليها اللجنة الأولمبية العربية السعودية، من خلال إقحام رجال الأعمال بالاتحادات الرياضية، والاستعانة بهم كخطوة نحو توسيع دائرة المشاركة في النشاط الرياضي السعودي، ولتحظى كذلك الاتحادات بدعم مادي من قبل رجال الأعمال المحبين لبعض الألعاب المختلفة، فلم يكن تواجدهم من باب المجاملة بل كان لهدف دعم الألعاب المختلفة مادياً، وذلك بحسب رغبتهم التي عبروا عنها أثناء الترشيحات فكانت نتائجها كخطوة- جداً- إيجابية رغم أن التفاعل كان محدوداً كون المستثمر ينظر للدعم المادي على انه استثمار يبحث من خلاله عن الأرض الخصبة التي يجد من خلالها نتائج إيجابية، مع عدم التعامل معه من منظور التبرع. عمدت اللجنة الأولمبية السعودية في التشكيل الجديد للاتحادات الرياضية إلى فصل ثلاثة اتحادات، ليصبح المجموع لدينا ستة اتحادات، لتكون الزيادة ثلاثة اتحادات جديدة ستساهم في إثقال كاهل الميزانية العامة المخصصة للاتحادات الرياضية، وربما ستكون بمثابة عبء جديد على اللجنة الأولمبية العربية السعودية أو انها ستساهم في تراجع ميزانيات الاتحادات الماضية التي تم فصلها عن بعض. فقد تم خلال التشكيل الجديد فصل الاتحاد السعودي للملاكمة والمصارعة إلى اتحادين ليصبحا الاتحاد السعودي للملاكمة والاتحاد السعودي للمصارعة، وفصل الاتحاد السعودي للتايكوندو والجودو إلى اتحادين، ليصبحا السعودي للتايكوندو والاتحاد السعودي للجودو، وأخيراً تم فصل الاتحاد السعودي للرماية والسهام إلى اتحادين وهما الاتحاد السعودي للرماية والاتحاد السعودي للسهام وذلك بعد التنسيق مع الاتحادات الدولية لكل من هذه الاتحادات. في المقابل دمجت اللجنة الأولمبية العربية السعودية اتحادين وهما الاتحاد السعودي للتربية البدنية والاتحاد السعودي للرياضة للجميع في اتحاد واحد، ليصبح اسمه الاتحاد السعودي للتربية البدنية والرياضة للجميع، يأتي ذلك بعد دراسة نشاطاتهما من الجهات المعنية. يرى المتابعون ان الاقدام على تلك الخطوات إيجابي ويساهم في التطوير بشكل كبير لأن التركيز سيكون على لعبة واحدة دون سواها، لكن في المقابل سيضاعف من المعاناة وسيساهم في اضعاف الميزانية المخصصة للاتحادات والتي ربما لا تواكب تطلعات المعنيين. ولنناقش هذه القضية بعناية فائقة مع المعنيين في هذا الأمر من داخل الاتحادات الرياضية. (الميدان) تتواصل بشكل مباشر مع العديد من رؤساء الاتحادات الرياضية، وقد دار النقاش حول ما إذا كانت الميزانية الحالية لجميع الاتحادات الرياضية ستواكب الطموح والتطلعات نحو تحقيق العديد من المشاريع الرياضية التي تهدف اللجنة الأولمبية واتحادات الألعاب الإقدام عليها من أجل تحقيق تطوير منهجي يكون مردوده إيجابي على الرياضة بالمملكة العربية السعودية ومن هذه الآراء: ميزانيات لا تصنع أبطالا كشف رئيس الاتحاد السعودي للملاكمة، الدكتور سعد سند السند، بأن الميزانية الحالية للملاكمة لا توافق تطلعات المعنيين باللعبة سواء من الاتحاد أو اللجنة الاولمبية العربية السعودية أو القيادات السعودية الرياضية. وقال السند: الميزانية الحالية ضعيفة جداً، ولا تفي بالغرض الذي نستطيع من خلاله صناعة أبطال، فهذه الميزانية تفي فقط بالحد الأدنى، ولا نستطيع الوصول بها إلى المنصات العالمية. وذكر السند بأن أبرز المعوقات التي ستواجهها الملاكمة هي الميزانية، وقال: نقص الميزانية لا يمكننا من إقامة معسكرات للمنتخبات، وكذلك لا نتمكن من تمديد بعض المعسكرات بسبب ضعف الميزانية، كما سيكون تأثيره على البرنامج الزمني للعبة من خلال الاقتصار على 8 إلى 12 مشاركة، وكذلك عدم توفر الأدوات من خلال قلة المنشآت الخاصة بلعبة الملاكمة واقتصارها على المناطق الرئيسية. وأضاف السند قائلاً: الميزانيات الكبيرة نستطيع من خلالها أن نضع برنامجا لصناعة أبطال وهذا الأمر ينطبق على جميع الاتحادات، للأسف خططنا وبرامجنا لا تصنع أبطالا بل تسير نحو العمل الروتيني، فلو كانت الميزانية كبيرة فانها ستفتح للاتحاد باب التطوير بشكل كبير من خلال تعدد مشاركتها وزيادة البرنامج الزمني الذي سيساهم في اتصال اللاعب بلعبته بشكل كبير. فائدة تكاملية بدوره ذكر رئيس الاتحاد السعودي لكرة الطاولة بندر محمد السليم، أن الميزانية الحالية لاتحاد التنس لا تواكب تطلعاتهم نحو رحلة التطوير التي يسعى مجلس إدارته لتحقيقها على مدار الأربع سنوات المقبلة. وقال السليم: الميزانية الحالية لا تمكننا من تحقيق الأهداف المطروحة على طاولة الاتحاد ولا تواكب رحلة التطوير التي تنشدها اللجنة الأولمبية السعودية لذا نحن نطمح إلى زيادة الميزانية. وأضاف السليم قائلاً: لتدارك هذا الأمر نحن أمام خيار التعاون مع القطاع الخاص، من خلال الاستثمار الرياضي عبر لعبة طاولة التنس، ليكون له دور كبير وفعال في دعم المشاريع التطويرية عبر الجوائز وبعض مصروفات المشاركات، وكذلك احتضان البطولات الدولية المفتوحة وعدم اقتصار المنتخبات والاندية على المشاركات الخليجية والعربية، اذ اننا لا نتجاوز هذا النطاق لنطلق للعبة العنان في التطور عبر الاحتكاك القاري والدولي. وكشف السليم بأن القناة الرياضية السعودية للألعاب المختلفة ملقاة على عاتقها مسؤولية كبيرة في تسويق اللعبة، من أجل فسح المجال للشراكات في تحقيق أهدافها عبر الاستثمار الرياضي لتكون الفائدة تكاملية. الوقت مبكر من جانبه رفض رئيس الاتحاد السعودي لرفع الأثقال سلمان محمد الجشي التعليق على الميزانية الحالية، وقال: لا يمكننا في الوقت الراهن الحديث ما إذا كانت الميزانية تواكب تطلعاتنا على اعتبار أننا في الوقت الراهن نعقد العديد من الاجتماعات التي نحدد من خلالها الأهداف المرسومة، مع مراعاة الأهداف التطويرية التي ننشد تحقيقها، ومن تلك الاجتماعات سنحدد ما إذا كانت تغطي كل تلك المصاريف التي تضمن لنا تحقيق الأهداف، ونواكب الحركة التطويرية التي تهدف اللجنة الأولمبية تحقيقها بعد التشكيلات الجديدة. وأضاف الجشي قائلاً: هناك آلية مختلفة لدعم أي لعبة لذا نأمل أن تكون جميع الميزانيات لجميع الألعاب مواكبة للطموح والعمل المبذول خلال الفترة المقبلة. المحافظة على المكتسبات بينما أكد رئيس الاتحاد السعودي لكرة الطائرة فهد الحريشي بأن الميزانية الحالية غير كافية لتحقيق التطوير، وقال: الميزانية الحالية سنتمكن من خلالها ان نحافظ على مكتسبات اللعبة والسير على النهج السابق، الى جانب تحقيق تطور بسيط سيكون غير ملحوظ لا يواكب تطلعات المجلس الحالي، وكذلك اللجنة الأولمبية العربية السعودية، وإذا كان لدينا طموح كبير للمنافسة والتطوير فاننا أمام خيار رفع الميزانيات بشكل يتواكب مع الحالة التطويرية التي تشهدها الاتحادات المجاورة لنا. وذكر الحريشي بأنه يجب على جميع رؤساء الاتحادات عدم الوقوف عند هذه العائق وقال: الميزانية الحالية ربما لا تكون حقيقية لأن هناك بعض الإضافات التي تطرأ خاصة على مستوى دعم معسكرات المنتخبات الوطنية ومشاركتها، ويجب علينا الاتجاه نحو عقود الرعاية التي تضيف مداخيل جديدة لأي لعبة وتساهم في رفع الميزانية العامة وتساهم بشكل كبير في دعم المشاريع التطويرية. وأضاف الحريشي قائلاً: متى ما قننا المصاريف الإدارية وجعلناها في المصاريف الفنية فإنه سيكون مردودها إيجابيا بشكل كبير. وذكر الحريشي بأن وجود رجال الأعمال في اتحادات الألعاب المختلفة سيساهم في رفع الميزانيات من خلال دعم الأفكار التطويرية. غياب الاحتكاك أكد رئيس الاتحاد السعودي للكاراتيه، الدكتور إبراهيم محمد القناص، بأن اتحاد الكاراتية في ظل الإمكانيات الحالية تمكن من تسجيل حضوره على المستوى القاري والدولي، وكان له ظهور مشرف في الألعاب الأولمبية التي أقيمت مؤخراً. وقال القناص: إذا كانت الميزانية الحالية أفضل من الميزانية الماضية فسيكون العمل أكبر نحو دعم المشاريع التطويرية التي تساهم في رفعة قيمة اللعبة على المستوى الدولي، من خلال استقطاب المدربين الدوليين ورفع المكافآت لأبطالنا، مما يساهم في الاحتكاك الإيجابي لأبطالنا وينعكس على النتائج بشكل عام. وذكر القناص بأن اتحاد الكاراتيه يحظى بدعم كبير من الرئيس العام للجنة الاولمبية العربية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد، لمواصلة تحقيق الإنجازات والسير بركب اللعبة نحو منصات التتويج الدولي.
البنية التحتية ذكر عضو الاتحاد السعودي لكرة التنس خالد الصياح أن الميزانية الحالية لا تواكب طموحهم ولن تساهم في تطوير اللعبة التي تفتقر للعديد من الجوانب، أبرزها الملاعب المجهزة، فنحن بحاجة لوضع البنية التحتية لهذه اللعبة القائمة على اجتهادات الاتحادات السابقة، وكما أن لزيادة اللعبة مردود إيجابي من خلال استقطاب المدربين الدوليين والاحتكاك ببعض اللاعبين الدوليين مما سيزيد من قوة اللعبة لدينا وكذلك الاتجاه لاستقطاب بعض الدورات الدولية المفتوحة ليكون كذلك مردوده إيجابيا للاعب من خلال الاحتكاك وتسليط الإعلام على اللعبة بشكل كبير. وطالب الصياح القناة السعودية الرياضية للألعاب المختلفة بالاهتمام بلعبة التنس من خلال تغطيتها وأن تأخذ حيزاً كبيراً من الاهتمام في الدور الإعلامي الذي سيساهم في جذب الرعاة، والذي من خلاله سيتمكن الاتحاد من رفع ميزانيته، وكذلك تحقيق أهدافه في التوعية باللعبة، وكذلك نشر حب اللعبة لدى الأطفال الذين أصبح جل تفكيرهم فقط في لعبة واحدة وهي لعبة كرة القدم. تراجع الشعبية ولكي نستمع للمستثمر وعن الفترة الزمنية المتوقعة لتواجده في صالات الألعاب المختلفة، أخذنا تعليقاً من أحد رجال الأعمال والمستثمرين الرياضيين في كرة القدم، يوسف بن علي المجدوعي، الذي ذكر بأن تراجع شعبية الألعاب المختلفة خلق حالة الابتعاد الكبيرة للمستثمرين، كون المستثمر الرياضي ينظر للاستثمار من جوانب عديدة، أهمها المردود او العائد من الاستثمار، وإذا وضعنا في عين الاعتبار أن رياضة الألعاب المختلفة لا تحظى بمتابعة إعلامية مميزة تجذب الأنظار نحوها وهذا أمر آخر ساهم في ابتعاد المستثمرين عنها. وذكر المجدوعي: نحن بحاجة إلى خصخصة الأندية بجميع ألعابها، ليكون التعامل مع الأندية كشركات، فكلما زاد بروز ألعاب النادي زادت الأسهم، فيكون بذلك مردوده إيجابي نحو رحلة التطوير التي تهدف اللجنة الأولمبية لتحقيقها.
اجتماع سابق للجنة الأولمبية برئاسة الأمير نواف بن فيصل من لقاء سابق لأخضر الطائرة