فيما لا يكاد الواحد منا يغادر منزله أو سيارته في مثل هذه الأيام من السنة تحاشياً لحرارة الجو العالية، يمضي عمال النظافة في الشوارع وقتهم في تنظيف الشوارع والساحات، وأداء مهامهم بكل همة، ورغم تغيير كثير من بلديات وأمانات المناطق والمحافظات وغيرها من جهات ذات العمل الميداني لفترات العمل الميداني في الصيف ليتناسب مع ظروف الطقس وحرارة الأجواء مراعاة لهذه العمالة، إلا أن العمل في الصيف بعيداً عن أجهزة التكييف يبقى مهمة شاقة حتى في فترات الليل. دلالات التعاطف والتقدير التي يجسدها أبناء هذا المجتمع مع هذه الفئة التي تعمل في الميدان تظهر في صور شتى من صور الخير والعطف والتعاون مع هذه العمالة على وجه الخصوص التي تعمل في تنظيف الشوارع، فلا تكاد تقف عند إشارة أو موقف للسيارات إلا وتلتقط عيناك صورة تقديم هذا الرجل أو تلك السيدة للمال صدقة وعطفاً لأحد عمال النظافة، وذلك تقديراً منهم لهؤلاء، وإن كان البعض يرى أن هذا التصرف قد يصرف الكثير منهم عن أداء مهامهم الأساسية وقد يشجع غيرهم من الدخلاء على هذه المهنة للوقوف مكانهم لكسب تعاطف المارة بغية الحصول على المساعدة ممن ليسوا من منسوبي عمال النظافة.. إلا أن أكبر تقدير وتعاون وتعاطف يمكن أن يقدم لهؤلاء هو في تعاون الناس في إلقاء النفايات في مواقعها الصحيحة والحفاظ على نظافة الطرقات والميادين العامة والحدائق وعدم رمي النفايات في غير الأماكن المخصصة لها. بُعد إنساني م. عادل بن محمد الملحم -أمين الاحساء- لفت إلى أنهم كمسؤولين يستشعرون الجانب الإنساني والأخلاقي في التعامل مع عمال النظافة، وذلك تقديراً للدور المهم الذي يقومون به للمساهمة في أن تكون مدننا وأحيائنا وساحتنا تتمتع بأجمل وأفضل صورة، وفي ذات السياق أشار م. عادل إلى حرصه الشخصي لإقامة حفل تكريم سنوي لهذه العمالة، وكذلك تقديم الهدايا والملابس مع دخول فصل الشتاء، وكذلك مشاركتهم في الإفطار خلال شهر رمضان والفرحة في العيد، معتبراً هذا كله يأتي من منطلق ما يحث عليه ديننا الحنيف وأخلاقنا للتعامل الكريم مع هذه العمالة . العاطفة الجياشة بدوره يشير الشيخ د. أحمد بن حمد البوعلي -إمام وخطيب جامع آل ثاني بالهفوف عضو المجلس البلدي في الأحساء- أن العاطفة الجياشة لدى المواطنين تجاه حب الخير وبذل المعروف والإحسان للناس والتعاطف مع الفقراء والمحتاجين ومنهم هؤلاء العمال أمر واضح وفي غاية السمو والرحمة، مستدركاً أنه ينبغي ألا يكون هذا التعاطف والمواساة على حساب العمل الموكل لهم وصرفهم عن أدائه على الوجه الأكمل، وشدد على أهمية تغليب المصلحة العامة ومصلحة الوطن على العاطفة، موضحا أن الملاحظ أن البعض من المواطنين بالغ في عطفه حتى بات يدخلهم إلى منزله معتبراً أن هذا تجاوز ويجعل العمالة جل وقتها تبحث عن المال ويصرفها تماماً عن أداء عملها الأساسي، معيداً التأكيد على أن تقديم استشعار الأجر والمثوبة من الله من خلال الصدقة هو مطلب ولكن في موضعه الصحيح وآليته الصحيحة. مواعيد العمل من جهته أكد م. فهد الزهراني -مدير إدارة النظافة في أمانة الأحساء- أن الأمانة تراعي الظروف المناخية في فصل الصيف وذلك عبر تغيير مواعيد العمل الميداني للعمالة والمشرفين، حيث يتوقف العمل في ساعات الذروة خلال الظهيرة حيث يبدأ من الساعة 3 فجراً وحتى 11 صباحاً، وهناك فترة للعمل عصراً وليلاً. وأشار إلى وجود مشرفين ميدانيين سعوديين لمتابعة عمل المقاولين لرفع النفايات أو الكنس أو غير ذلك، مشدداً على أن هناك اهتمام كبير ومتابعة دقيقة للوضع الصحي للعمالة للمحافظة عليهم من ضربات الشمس أو أي مشاكل صحية أخرى، مضيفاً أن هناك تأمين طبي للجميع، وهناك مباشرة سريعة لأي حالة أو تطور يستوجب التدخل أو المعالجة، مؤكداً في هذا الصدد على المتابعة والحرص من أمين الأحساء بهذا الجانب للمحافظة على البيئة، وتمنى من الجميع المساعدة في النظافة العامة عبر وضع النفايات في مواقعها المخصصة، وإخراج النفايات في أوقاتها المخصصة. حاويات نظافة مظلّلة زودت العديد من الأمانات والبلديات في المناطق والمحافظات عمال النظافة بمظلات تجنبهم العمل تحت أشعة الشمس خلال فترة الصيف في إطار حرص الأمانات والبلديات على سلامة وصحة العاملين في القطاع البلدي، والتزامها بتوفير بيئة عمل صحية وآمنة للعمالة وتجنيبهم ما قد يسبب مخاطر صحية، وفق اعتبارات السلامة والصحة المهنية. وفي هذا الإطار وجهت أمانة منطقة الرياض مقاولي النظافة العاملين في مشروعات الأمانة بضرورة تزويد عمال النظافة بمظلات شمسية تقيهم حرارة الشمس بعدد 6000 مظلة، مؤكدة حرصها على التعامل بشكل إنساني مع عمال الشركات المنفذة لعقود مشروعات نظافة الرياض، واتخاذ جميع الإجراءات في تعديل خطط العمل لتجنيب العمالة العمل تحت أشعة الشمس خلال فترة الصيف، كما قامت أمانة منطقة تبوك بتوزيع حاويات صغيرة على عمال النظافة ووفرت 400 عربة مزودة بمظلات للعمالة الذين يعملون في الشوارع الرئيسية، كما زودت 1000 عامل بمظلات على الرأس في مختلف أنحاء المدينة. وفي السياق نفسه قامت بلدية تيماء بتوزيع 400 مظلة شمسية ل 400 عامل بشوارع وأحياء المحافظة، لوقايتهم من حرارة الشمس في العمل الميداني، فيما قامت بلدية أشواق بمنطقة تبوك بتزويد 120 مظلة شمسية ل 120 عاملاً، ووزّعت بلدية محافظة النبهانية بأمانة القصيم مظلات شمسية لعمالها الذين يعملون تحت أشعة الشمس لتقيهم من حرارتها، كما أطلقت بلدية محافظة ضرية بالقصيم فكرة مبتكرة لحماية عمالة النظافة الراجلة في الشوارع من أشعة الشمس الحارقة، تمثلت في ناقلة للحاويات بمظلات للوقاية من الشمس، مبينةً أنه تم تصنيع عربة من الفيبر جلاس والليف الزجاجي مزودة بمظلة لحماية العمالة من أشعة الشمس خلال تجولهم في الطرقات، وتأمين 20 مظلة لبلدية المحافظة. وضمن هذه المبادرات الإنسانية، وفرت بلدية عين دار بمحافظة بقيق، عربات نظافة مجهزة بمظلات واقية من الشمس لعمال النظافة الراجلة، لوقايتهم من أشعة الشمس، خلال تجولهم في الطرقات والشوارع لأداء مهامهم اليومية، وقامت البلدية مؤخراً بتوزيع عربات نظافة بمظلات واقية من الشمس لرجال النظافة، لتقيهم أشعة الشمس المباشرة حفاظاً على سلامتهم. ساعدوهم بوضع النفايات بمواقعها الصحيحة وليس بالمال div class="image" تكريم عمال النظافة في أحد المهرجانات تقديراً لجهودهم عامل نظافة يطفئ لهيب الجو من برادة ماء خصصها أحد المواطنين سبيلاً للعمالة رمي النفايات في أماكنها المخصصة مظهر حضاري يخفف العبء عن عمال النظافة