اعتبر الرئيس الاميركي دونالد ترامب إثر لقائه في البيت الابيض رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ان تنظيم حزب الله الشيعي اللبناني يشكل «تهديدا» للشرق الاوسط برمته. وقال ترامب في مؤتمر صحافي مع الحريري في حديقة البيت الابيض ان «حزب الله هو تهديد للدولة اللبنانية، للشعب اللبناني وللمنطقة برمتها». كما دان الرئيس الاميركي «دعم ايران» للحزب الشيعي وما يقوم به في سورية من دور عسكري الى جانب قوات النظام السوري. وقال ان «التنظيم يقوم بدعم من ايران بتأجيج كارثة انسانية في سورية». من جهة اخرى قال الرئيس دونالد ترامب ان الرئيس السوري بشار الاسد ارتكب جرائم «فظيعة» ضد الانسانية وتعهد منع نظامه من شن مزيد من الهجمات الكيميائية ، مؤكدا بأن مافعله الاسد بشعبه وللإنسانية فظيع». وإذ ذكّر الرئيس الاميركي بأنه هو من أصدر الأمر بشن ضربة عسكرية ضخمة بصواريخ كروز على قاعدة جوية للنظام السوري عقابا له على استخدامه اسلحة كيميائية، قال «انا لست شخصا سينظر إلى ذلك ويدعه يفلت مما حاول القيام به وما قام به مرارا». من جانبه أعرب رئيس الوزراء اللبناني، عن شكره للولايات المتحدة الأميركية للمساعدات التي تقدمها للجيش اللبناني . من جهة أخرى رجحت مصادر مقربة من وزير الخارجية الأميركي لشبكة (سي إن إن)، بأن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ربما يفكر في الاستقالة قريباً على خلفية تفاقم خلافاته مع الرئيس دونالد ترمب، وعلى الرغم من أن الرئيس التنفيذي السابق لشركة إكسون موبيل قال إنه سيبقى في منصبه حتى نهاية العام الجاري على الأقل ولكن أدى تزايد شعوره بالإحباط في الفترة الأخيرة ويأسه من إمكانية احتواء السجال مع الرئيس في المستقبل المنظور، للاعتقاد أن "خروج تيلرسون من الإدارة الأميركية قبل نهاية العام لن يكون مفاجئاً". وكان تيلرسون قد اتفق مع من انتقد ترمب الذين اعتقدوا أنه غير مهني وتجاوز البروتوكول الرئاسي عندما انتقد النائب العام "وزير العدل" جيف سيشنز الأسبوع الماضي لأنه نأى بنفسه عن التحقيق في التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة للعام 2016، كما كان الرئيس ترمب قد أشار إلى استبدال سيشنز بأحد مؤيديه الأوائل، وهو رئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني حيث ظهر أحدث خلاف بين الرئيس ووزير الخارجية بعد الانتقاد العلني من قبل ترمب لوزير العدل، وذلك خلال مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، حيث اعتقد تيلرسون أنه لا يجب على ترمب أن ينتقد وزراءه بهذه الطريقة "غير المهنية". ومن جملة الخلافات المتزايدة بين الرجلين الموقف من إيران والاتفاق النووي الذي لطالما انتقده الرئيس ترمب، حيث قالت مجلة (فورين بوليسي) إن ترمب أوكل إلى مجموعة من موظفي البيت الأبيض مهمة النظر في مدى التزام طهران بالاتفاق خلال مهلة 90 يوماً. وأضافت مصادر المجلة المقربة من البيت الأبيض أن "الرئيس يقول بذلك للبيت الأبيض إنه يريد أن يصبح في وضع يمكّنه من التراجع عن الإقرار بالتزام إيران بالاتفاق، وإلغائه بعد 90 يوماً من الآن، وإن مهمتهم هي تمكينه من تحقيق ذلك" وقابلت (فورين بوليسي) ثلاثة مصادر من البيت الأبيض أصبحوا من الفريق الجديد لمراقبة الاتفاق النووي الإيراني، واعتبرت هذه المصادر أن ترمب لم يكن راضياً عن أداء تيلرسون في مراجعته السابقة لالتزام إيران بشروط الاتفاق النووي. وقال مصدر مطلّع على الاجتماع إن الرئيس الأميركي "عقد العزم على التراجع عن المصادقة على الاتفاق في غضون 90 يوماً". وذكر مصدر آخر للمجلة أن "الرئيس طلب من تيلرسون وضع أسس تمكّنه من التفكير في الخيارات المتاحة أمامه، وذلك قبل 90 يوماً من آخر اجتماع خاص بإقرار الاتفاق النووي، إلا أن تيلرسون لم يفعل ذلك، مما أثار حفيظة ترمب، ولذلك لا يمكنه أن يثق في قيام وزير الخارجية بعمله، لذا اتجه نحو بعض موظفي البيت الأبيض الموثوقين بالنسبة للرئيس". وتزداد المؤشرات يوماً بعد يوم على التباعد في وجهات النظر بين الرئيس وتيلرسون ما يؤكد تقارير شبكة (سي إن إن) باحتمالية استقالته في وقت أقرب. ومع ذلك نوه مصدر (سي إن إن) بأن مزاج تيلرسون السيء وتصريحاته حول الاستقالة قد تكون ناتجة عن "متاعب أسبوع صعب"، وهو التفسير الذي رجحته مصادر في واشنطن رداً على سؤال عما إذا رأوا مؤشرات إلى أن تيلرسون يبحث عن إستراتيجية للخروج، إلا أن الأكيد هو أن مساحة الخلاف اتسعت كثيراً بين تيلرسون والإدارة.