لم يكن تأهل منتخب المملكة إلى نهائيات كأس آسيا تحت 23 عاماً عبر التصفيات التي اختتمت قبل أيام في الرياض مقنعاً من الناحية الفنية، إذ ظهر المنتخب بمستوى باهت على الرغم من الشكوك التي حامت حول مواليد لاعبي بعض المنتخبات، غير أن المهم في الأمر هو ظهور الفريق الوطني الشاب الذي لعب على أرضه وبعيداً عن جماهيره بثوب فني مهلهل وخطوط متفككة ومتباعدة واعتماد على اللعب الفردي إذ غاب اللعب الجماعي والبصمات الفنية، وربما يتحدث البعض عن أن هناك بعض الأسباب منها استبدال مدرب الفريق في وقت ضيق قبل التصفيات وهو الأمر الذي يمكن الرد عليه بأن معظم لاعبي "الأخضر" الأولمبي تواجدوا لفترات طويلة في معسكرات ومشاركات مختلفة. هذا الأمر لا يقبله الشارع الرياضي ولا حتى الجمهور الذي عتب عليه المسؤولون في اتحاد الكرة كثيراً لغيابه عن الدعم والمساندة، لكن المهم عند الحديث عن منتخبات الفئات العمرية هو أن اتحاد الكرة الحالي سار على نهج سلفه في عدم الاهتمام بهذه الفرق وإسناد مهمة التدريب لمدربين وطنيين شباب يتقدون حماساً ورغبة في إيصال المنتخبات السعودية لأعلى المستويات بيد أن هذا غير كاف لصناعة منتخبات منافسة للتواجد في استحقاق آسيوي مهم يضم منتخبات قوية وتعمل بشكل احترافي للغاية من أجل المستقبل، في حين ظلت الكرة السعودية على تعاملها البدائي مع هذه الفرق التي تعد أساس مستقبل كرتنا ومنتخبنا الأول. صحيح أن المسؤولية لا ترتبط باتحاد الكرة وحده، إذ ثمة عوامل تتعلق باللاعبين أنفسهم وأنديتهم التي لا تتعاون كثيراً مع المنتخب، غير أن الأهم هو التخطيط الجيد وإعداد هؤلاء الشبان للمستقبل، ولن يكون ذلك إلا من خلال التعاقد مع أسماء تدريبية متخصصة وقادرة على صناعة اللاعبين وصقل المواهب وتطويرها، والمطالبة بالتعاقد مع مدربين مميزين من مدارس تدريبية عالمية لا يعني التقليل من شأن المدرب الوطني الشاب صالح المحمدي بل إن المحمدي ذاته وغيره كثيرون من المدربين السعوديين بحاجة للصقل والتبني والتطوير وكلا المهمتين من مسؤولية اتحاد الكرة. دول العالم تتقدم بسرعة فائقة وكرتنا تظل "مكانك راوح" في أفضل الأحوال إن لم تتراجع، وكل هذا بسبب إهمال الفرق العمرية وعدم تطوير المواهب فنياً وبدنياً فمتى تشهد هذه الفئات اهتماماً وعملاً احترافيا يتناسب مع ما وصل إليه عالم "المستديرة" الأول؟