النتائج الجيدة التي حققتها المنتخبات السنية السعودية في مشاركاتها الأخيرة، أعطت انطباعاً إيجابياً لدى الجماهير السعودية بإمكانية عودة المنتخبات السعودية إلى التألق وإنهاء حالة الضعف والوهن التي أنهكت الكرة السعودية. المشاركة الأخيرة لمنتخب المملكة للشباب في بطولة كأس العالم المنتهية قبل أيام في كولومبيا كشفت عن وجود العديد من الأسماء الشابة التي تمتلك الموهبة والقدرات الفردية التي تحتاج للتوظيف الجيد وإعطائها الفرصة للمشاركة وتقديم ما لديها عند اللعب في المسابقات المحلية، وهم – أي اللاعبون – بحاجة للدعم من قبل أنديتهم، إذ لن يكون منطقياً ألا تشهد مباريات دوري "زين" تواجد هذه الأسماء التي اكتسبت الثقة بفضل التواجد في مناسبة بقيمة كأس العالم للشباب واللعب أمام فرق جل لاعبيها يمثلون فرقاً عالمية، كما أن منتخب درجة الشباب الرديف الذي شارك في البطولة العربية التي أقيمت في المغرب قدم مستويات رائعة وخسر من أمام منتخب المغرب بركلات الترجيح في المباراة النهائية.. في حين جاء حصول منتخب الناشئين على العربية التي لُعبت في جدة ومن ثم بطولة الخليج التي اختتمت مؤخراً في العاصمة القطرية للتأكيد على أن الكرة السعودية تملك المواهب الجيدة التي بإمكانها تحقيق العديد من المنجزات لمنتخبات الوطن ولأنديتها متى وجدت الاهتمام والعناية من المنتخبات من خلال إسناد الإدارة الفنية لأسماء بإمكانها تحقيق ما هو جديد ومفيد. وليس بعيداً عن هذين المنتخبين المنتخب السعودي الأولمبي الذي كان مقنعاً إلى حد بعيد حين شارك في كأس الخليج للمنتخبات التي انتهت منافساتها مؤخراً، وخرج من دور الأربعة بعد خسارته من عمان 3-4، وهي الخسارة التي يفترض أن تزيد من إصرار مسؤولي إدارة المنتخبات على مواصلة بناء هذا الفريق. المحصلة النهائية من تلك المشاركات هو امتلاك الكرة السعودية للمواهب القادرة على إعادة كرتنا للواجهة من جديد، إذ أن مزيداً من الاهتمام مثل ذلك الذي شاهدناه عند إعداد منتخب المملكة للشباب سيكون كفيلاً بوضع الكرة السعودية في جادة الانتاج الكروي مجدداً.. والأهم من ذلك التأكيد على وجود مدربين جيدين يملكون الفكر والقدرة على إدارة منتخبات سنية، فالوطنيون يوسف عنبر وخالد القروني وعمرباخشوين وفيصل البدين قدموا عملاً جيداً يستحق الاحترام، والمنتظر من اتحاد الكرة دعم هؤلاء المدربين معنوياً ومنحهم مقابلاً مادياً مجزاً، فضلاً عن ابتعاثهم وغيرهم من الأسماء الوطنية الشابة لتطوير قدراتهم التدريبية في ظل هذه النتائج التي من المفترض أن تشجع المسؤولين على اتخاذ مثل هذه الخطوات.