وجه المخلوع علي عبدالله صالح قبل أيام دعوة بهلوانية ل"مصالحة يمنية يمنية" متجاهلاً كونه جزءاً رئيسياً من المشكلة ومتورطاً في ارتكاب جرائم حرب، علاوة على أنه إلى جانب شريكه الحوثي في الانقلاب يعيقان جهود الحل التي يقودها المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، ويرفضان الاستجابة لمرجعيات الحل الثلاث المتفق عليها يمنياً وإقليمياً ودولياً والمتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي 2216. وتأتي دعوة المخلوع للمصالحة تزامناً مع استمرار جرائم الحوثيين بحق الشعب اليمني، وفي وقت وقّع هو فيه اتفاقاً مع الحوثيين في صنعاء الثلاثاء يقضي بتكميم أفواه الناس في مناطق سيطرة الانقلابيين. وقال الكاتب الصحفي اليمني عدنان الجبرني ل"الرياض": إن صالح لا يبحث عن مخرج من تحالفه مع الحوثيين، بل إنه هو نفسه انخرط في المشروع الإيراني في المنطقة، لافتاً إلى أن المخلوع لم يعد الآن في موقع من يقرر المصالحة أو الحرب، فالقرار والقوة صارا بيد الحوثيين المرتبط قرارهم بإيران. ولا يزال المخلوع محركاً أساسياً للحرب الانقلابية ومغذياً للصراع والانقسام ودعوته البهلوانية للمصالحة لا تتفق مع طبيعة الدور الذي قام ويقوم به في تفجير الحرب والانقلاب على الدولة والمشروعية والاشتراك مع الحوثيين تحت الراية الإيرانية في تهديد الممرات البحرية وخطوط التجارة الدولية وإغراق اليمن في مستنقع العنف. من جانب آخر، كشفت وثيقة لرئيس حكومة الانقلاب، غير المعترف بها، عبدالعزيز بن حبتور، وجود سجن سري للحوثيين داخل حرم جامعة صنعاء، التي يسيطرون عليها. وطالب ابن حبتور في المذكرة التي وجهها إلى رئيس جامعة صنعاء المعين من قبل الحوثيين، بإطلاق سراح نجل المحاضر بالجامعة أحمد عارف باعباد، الذي تم الاعتداء على شقة أسرته في السكن الجامعي وإيداعه في سجن الجامعة. ولم يطالب بإغلاق السجن الموجود داخل أكبر صرح أكاديمي وعلمي في البلاد. وكان تقرير حديث للجنة الوطنية للتحقيق بانتهاكات حقوق الإنسان في اليمن كشف عن إنشاء ميليشيات الحوثي وصالح ل480 معتقلاً سرياً في المناطق الخاضعة لسيطرتهم. وأشار التقرير إلى أن الميليشيات حولت مباني حكومية وأهلية عدة إلى معتقلات، إذ حولت نحو 227 مبنى حكومياً، و27 مؤسسة طبية، و49 جامعة، و99 مدرسة، و25 نادياً رياضياً، و47 مبنى قضائياً، وعشرة منازل إلى سجون سرية.