مع تزايد النهضة العمرانية بمحافظات ومدن المملكة المختلفة، والرغبة برفع وتيرة النمو الاقتصادي نحو آفاق أرحب، باتت محافظات شمال غرب الرياض والتي تشمل عدداً من المدن كالمجمعة وثادق وحريملاء ومرات وشقراء وأشيقر واثيثيه وثرمداء وضرما والمزاحمية والقويعية والغاط والزلفي، بحاجة إلى مطار محلي يخدم ساكني هذه المدن، ويوفر الكثير من المشاق التي يعانون منها. ولا شك أن من يسافر يومياً أو أسبوعياً إلى تلك المحافظات يدرك ما نقصده من معاناة، خاصة الحوادث الكثيرة التي تحدث، والتي تُنشر فظائعها بالصحف والمواقع الإلكترونية، حتى إن بعض المسافرين باتوا يسمون تلك الطرق بطرق "الموت". ولا شك أن إنشاء مطار يخدم تلك المدن، لن يكون فقط لراحة المسافرين، وإنما لتخفيف الضغط والزحام على مطار الملك خالد الدولي، وأيضاً لتشجيع السياحة الداخلية في مدنها وبحيراتها ورياضها مثل بحيرة الحمادة، وروضة العكرشية والقاع والهوبجه، وبر المستوي والمسمى ونفود عريق البلدان؛ وهذا العام بالذات أصبحت مقصداً للزوار من مختلف مناطق المملكة بعد توالي نزول الأمطار عليها، خاصة وأن الهيئة العليا للسياحة والتراث الوطني تبذل محاولات كبرى، وتتعاون مع أهالي المحافظات لترميم الآثار فيها، لتجعل منها وجهات سياحية واعدة لأهل المملكة وخارجها أيضاً؛ ويلوح في الأفق إنشاء مشروعات مستقبلية بمدن الوشم تصب في نفس الهدف بجهود من الأهالي والمهتمين كدار جرير للشعر العربي باثيثيه، ودار حميدان الشويعر للشعر النبطي بالقصب، ودار المؤرخ إبراهيم بن عيسى للثقافة والتراث النجدي بأشيقر؛ والكثير من المشروعات الداعمة لتنشيط السياحة الداخلية في المملكة؛ وسيكون عاملاً مساعداً لتسويق المنتوجات الزراعية والتمور المعروفة بجودة أصنافها حيث يوجد بها عدد كبير من المزارع النموذجية تنتج الكثير من المحصولات الغذائية والدواجن واللحوم ذات الجودة العالية. كما سيخدم المطار جامعة شقراء التي أصبحت تضم حالياً 24 كلية موزعة على عدة محافظات شمال وغرب مدينة الرياض، يدرس فيها أكثر من 40 ألف طالب وطالبة، إضافة إلى أكثر من 2500 من أعضاء هيئة التدريس وإدارتها، ولا شك أن إنشاء مطار سيحقق عوائد اقتصادية واجتماعية كبرى، عندما يوفر الكثير من الوقت على القادمين إلى الجامعة من تلك المناطق المختلفة؛ كذلك سيخدم مدينة القدية الترفيهية في مراحلها الثلاث؛ وسيتماشى المطار في حال إقراره مع رؤية المملكة 2030. وسبق أن أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني العام الماضي عن إجرائها دراسات لإنشاء مطارات إقليمية جديدة في عدد من المحافظات، قالت إن من ضمنها محافظة شقراء، ما جعل مواطني المدينة وما حولها من مدن أخرى يأملون أن يروا المطار حقيقة واقعية خلال العام الحالي، حتى تنتهي معاناتهم؛ وتفتح لهم آفاق واسعة لاستثمار المكونات الطبيعية في هذه المحافظات مما يسهم في إيجاد وتوفير وظائف لشباب وفتيات الوطن، ويتوافق مع رؤية المملكة ودام عزك يا وطن.