تحت عنوان "قطر.. الملف الأسود" فتح المذيع الإماراتي يعقوب السعدي الملفات الخاصة والأوراق المخفية حول ملف استضافة قطر ل"مونديال 2022"، وكشف في برنامجه عبر قنوات أبو ظبي الرياضية وتزامنت معها بالبث عدد من القنوات الرياضية العربية واستضاف إعلاميين عربا وأجانب على أن الدوحة سلكت طريقاً معبّداً بالرشاوى والفساد لتحصل على حق استضافة "مونديال 2022"، وافتتح البرنامج بتقرير عن نبذ الساحرة المستديرة للإرهاب وعدم ارتباطها به في أي شكل من الأشكال منذ أن تأسست هذه اللعبة وذاع صيتها بين الدول العالمية وقال السعدي: "هل بالإمكان شراء كأس العالم؟ ولما لا.. المهم من يبيع ومن يشتري ؟ تماماً مثلما تتسوق من المحلات فبإمكانك المساومة على القارات، ويبقى السؤال الأهم هل يوجد شخص على استعداد لأن يبيع كلمته أو قراره أو صوته ؟ وهل هناك زبائن لشراء تلك البضائع الاستثنائية ؟ المدهش أن تلك البضاعة غالباً هي الأغلى سعراً، وطالما يوجد من اشترى فهناك حتماً من باع، لم تطلب قطر تنظيم كأس العالم لكنها حاكت مؤامرة مكنتها في نهاية المطاف عصابة محكمة من أن تستدرج العالم إلى حدث ربما سيكون فارقاً في مسيرة اللعبة الشعبية الأولى وربما يأخذها إلى حيث لم تكن تتمنى". كاتب بريطاني: الدوحة نافست في مزاد خفي لشراء الأصوات بلاتر اشترط على ابن همام التنحي.. والمفسدون يتلقون الرشاوى في مكان آخر ثم استضاف البرنامج رئيس تحرير صحيفة فرانس فوتبول السابق جيرارد إجنس الذي قال: "بطولة كأس العالم 2022 هي بطولة تم الحصول عليها بالمال وليس بالرياضة، ثمة خطب ما، من غير الطبيعي التحدث بهذه الكثرة عن الفعاليات قبل العاشر أو ال11 أو ال12 عاماً على انطلاقتها، لقد استخدم القطريون كل السبل المشروعة وغير المشروعة لبلوغ أهدافهم ولإحكام قبضتهم على كرة القدم العالمية والسيطرة عليها". وعن استثمار القطريين أموالهم الحكومية في نادي باريس سان جيرمان يقول رئيس تحرير إحدى أشهر صحف العالم: "نحن في فرنسا ومن خلال تجربة باريس سان جيرمان نعلم أن قطر لو أرادت شيئاً معيناً يمكنها أن تلجأ لوسائل مالية هائلة يعجز أحد عن معارضتها، هذه الموارد المالية التي كثيراً ما تُستخدم بطريقة قانونية وأحياناً بطريقة مريبة أو في ظل غياب الأدوات القانونية". وعن مدى قوة العلاقة بين قطروفرنسا يقول فليب أوكلير صحفي التحقيقات الفرنسي: "لا بد أن نفهم أن العلاقة بين قطروفرنسا، خصوصاً بين الرئيس السابق ساركوزي والعائلة الحاكمة في قطر هي علاقة وطيدة للغاية فعندما عُقد الاجتماع دار حديث في فرنسا حول اهتمام القطريين الكبير في أريفا وهي شركة تعمل في مجال إنتاج الطاقة النووية وهذا خيار إستراتيجي". وحول الطريق الذي سلكته قطر في مسيرتها نحو استضافة مونديال كأس العالم 2022 يقول الكاتب الصحفي في صنداي تايمز البريطانية جونثان كلايفيرت: "ما رأيناه هو الكثير من التحويلات من شركة تدعى "كامكو" التي تعود ملكيتها إلى القطري محمد بن همام لشراء أصوات مسؤولي كرة القدم في أنحاء العالم، وهناك أظن عشرات الحسابات في هذه الشركة قد تم استخدامها لذا على سبيل المثال ممكن أن ترى عملية تحويل قرابة 1,6 مليون إلى جاك وارنر في ترينيداد وتوباغو والتي كانت في البداية متعلقة بدعمه لكأس العالم ثم يحتمل تعلقها بدعمه لمحمد بن همام ويمكنك أن تلاحظ جميع الدفعات الأخرى لمسؤولين آخرين في أنحاء القارة الأفريقية فقد كانوا يرسلون رسائل إلكترونية إلى بريد ابن همام الشخصي يقولون له: شكراً، ويهنئونه على استضافة مونديال كأس العالم". "المونديال" والفساد ويستذكر جونثان صيف 2010 وما حدث أثناءه ويقول: "لقد كنا في الصيف وقد قيل لنا أن هناك مخاوف خطيرة حول الفساد في عملية الاقتراع للفوز بتنظيم مونديال كرة القدم ولم نكن مهتمين بأمر قطر بل كنا مهتمين بالعملية بأكملها لأنه من الواضح في الصحف الإنجليزية أن إنجلترا إحدى الدول التي تسعى للحصول على حق تنظيم مونديال 2018 فقمنا بما نقوم به عادة وهو أننا ذهبنا متخفين وتظاهرنا أننا أعضاء ضمن جماعة معينة للضغط للمزاد الأميركي، تجولنا وتحدثنا لجميع أعضاء "الفيفا" الهامين وكان هذا قبل التصويت وكان الأمر مذهلاً فقد تحدثنا مع ستة مسؤولين من "الفيفا" حتى أنهم عملوا في فترات سابقة داخل الاتحاد الدولي وأحدهم كان نائباً للرئيس جوزيف بلاتر وهو ميشيل زين روفنين وقد قال الشيء ذاته: لكي تفوز بهذا التصويت عليك شراء الأصوات، عليك دفع المال لبعض من هؤلاء الأشخاص ال24 الذين يقررون المنافسة على من سيستضيف كأس العالم، وكنتيجة لذلك عرض اثنان خدماتهم بمنح أصواتهما في الحقيقة وتم إيقافهما وكانت هناك فضيحة هائلة، وأحد الأمور التي التقطناها أثناء تجولنا بين أعضاء الفيفا كان هناك العديد من الأشخاص لأننا كنا نسأل كم يكلفنا شراء الأصوات؟ أحدهم قال لنا: إن قطر عرضت أكثر، وأن قطر عرضت على هؤلاء الأشخاص تحديداً وكان شخصا ما في المقدمة يأتي إلينا ويقول قطر عرضت هذا المبلغ". القرار للغرف المظلمة وعن التفاصيل التي دارت بين أمير قطر الحالي تميم بن حمد ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السابق جوزيف بلاتر في إحدى الغرف المغلقة قبل ساعات من انتخابات رئاسة "الفيفا" يقول مؤلف كتاب اللعبة القبيحة: "ما حدث في الاجتماع المغلق أن بلاتر قال لأمير قطر: إن استطعت أن تجعل ابن همام يتنحى عن منافستي على كرسي رئاسة الاتحاد الدولي سأضمن لك أن كأس العالم مؤمّنة لكم ولا يستطيع أحد الاقتراب له وقد كان بلاتر آنذاك يتمتع بالسلطة ولكنا نتذكر فقد تنحى ابن همام ولم يترشح ضده في اللحظات الأخيرة". وصادق الإعلامي السعودي سلطان رديف أحد المطلعين عن قرب على شؤون الاتحاديين الآسيوي والدولي على وجود اجتماع ضم أمير قطر ورئيس "الفيفا" الأسبق وقال: "أمير قطر تميم بن حمد عقد اجتماعاً مطولاً مع بلاتر قبل الانتخابات بساعات وعلى أثرها خرج ابن همام للإعلام وأعلن انسحابه من الترشح لرئاسة "الفيفا" وهذا يعطي انطباعا أن هناك صفقة تمت في الخفاء، وابن همام بالنسبة للقطرين هو الصندوق الذي يؤمّن على أن تقام كأس العالم 2022 في الدوحة والجميع يعلم أن ابن همام هو مهندس استضافة قطر لمونديال 2022 " . تقرير جارسيا مثير وحول تقرير جارسيا المثير للجدل والذي نشر أخيراً قال المؤسس المشارك لاتحاد "فيفا ناو" الجديد جايمي فولر: "لاشك أن تقرير جارسيا مثير للاهتمام لأنه يتكون من بعض النقاط التي يجب الوقوف عندها، فعلى سبيل المثال عندما تتحدث عن الوشاة من الطرفين الأسترالي من جهة والقطري والأميركي من جهة أخرى وهو الذي كشف كل الأمور التي حدثت في التجهيز لملف استضافة مونديال كأس العالم 2022 والتي أكدها تقرير جارسيا بالإضافة للقاضية جاكي ومنظمة "الفيفا"، وأنا ممتن جداً بأن الأمر قد تم نشره مؤخراً وعرفه الرأي العام وكنتيجة فقد تم تدميرها وجارسيا قد تعامل مع هذا الأمر وهذه المشكلة الأولى وأما المشكلة الأخرى فقد كانت أن الروس قد رفضوا التدخل لأن التحقيق لم يكن فقط حول قطر فقد شمل أيضاً حتى ملف 2018 وقد جاء الروس بعذر مشابه كالمثل الذي يقول: أكل الكلب كل واجباتي المدرسية، حين أعربوا عن أسفهم وقالوا إنه تم تدمير أجهزة الكمبيوتر وأنه لا يمكننا إخباركم بأي شي وليس لدينا أي معلومات عنه، وهذا العذر غير منطقي عندي". ويضيف جايمي: "لكن في الجانب الآخر فقد كشف هذا الوضع عن بعض الجوانب الأكثر واقعية في القضية وأنا ممتن بأن الأمر قد تم نشره أخيراً وعرفه الرأي العام ولكن لا أعرف كيف حصلت صحيفة بيلد الألمانية على التقرير وقد كانت تنوي نشره على فترات متفاوتة وحتى لا يعاني "الفيفا" من صداع دائم ويبقى مشوش البال طيلة فترة نشر التقارير اختار بقرار غير مفهوم أن ينشر التقرير كاملاً للعالم أجمع" . ويرى الكاتب الصحفي في صحيفة صن البريطانية فيكتور فاجو أن الكثير من الفاسدين في الاتحاد الدولي لكرة القدم رحلوا لكنهم مازالوا يتلقون الرشاوى في مكان آخر وقال: "رأينا الكثير من مسؤولي "الفيفا" يتلقون الرشاوى مثل جاك وانر وتيكسيرا وآخرين أيضاً من الباراغواي ولهذا فهم يواصلون دعمهم لقطر حتى الآن". وعن الدور الذي لعبه رئيس الاتحاد الآسيوي السابق محمد بن همام في ملف استضافة قطر قالت الصحفية في صنداي تايمز البريطانية والمشاركة في تأليف كتاب "اللعبة القبيحة" هايدي بليك: "إن اللجنة القطرية المنظمة لمونديال 2022 أعلنت عن عدم تدخل ابن همام في ملف التنظيم لجلب كأس العالم إلى الدوحة وأن التواصل معه تم بهدف الفوز بالصوت الذي يملكه كعضو تنفيذي في اللجنة، لكن جميع المعلومات التي وصلتنا تفيد إلى أن ابن همام لعب دوراً مهماً مع اللجنة المنظمة لأعوام طويلة قبل عملية القرعة وعمل الطرفان معاً للفوز بحق التنظيم". وستعرض قنوات أبوظبي الرياضية الجزء الثاني من البرنامج الأربعاء المقبل للحديث عن مأساة العمالة المشرفة على إنشاء ملاعب ومنشآت مونديال 2022.