حالة من الترقب المشوب بالحذر الشديد الذي يصل إلى درجة الرعب تُحيط حالياً بأروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم ودولة قطر، انتظاراً للتقرير الذي سيقدّمه المحقق المستقل مايكل جارسيا إلى اللجنة التنفيذية للفيفا الأسبوع المقبل. ومن المتوقع أن يستعرض جارسيا نتائج تقريره أمام اللجنة التنفيذية في ساو باولو في البرازيل، حيث يتضمن التقرير جميع الأدلة الخاصة بالتصويت المثير للجدل على اختيار قطر لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022، إضافة إلى قرار اختيار روسيا لاستضافة مونديال 2018. الصمت كان شعار مسئولي الفيفا، وذلك بعد التقرير الذي نشرته صحيفة "الصنداي تايمز" البريطانية يوم الأحد الماضي، وزعمت خلاله قيام القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي الأسبق بدفع مبالغ مالية لرؤساء اتحادات وأعضاء في اللجنة التنفيذية كي تحصل قطر على شرف استضافة المونديال. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن بن همام دفع 200 ألف دولار ل 30 رئيساً لاتحادات كروية في القارة الأفريقية، إضافة إلى قيامه بدفع مليون جنيه إسترليني إلى جاك وارنر العضو السابق في اللجنة التنفيذية لشراء صوته لصالح الملف القطري الذي كان ينافس ملفات من الولاياتالمتحدة وأستراليا وكوريا الجنوبية واليابان. ونوهت الصحف البريطانية إلى أن المليون جنيه إسترليني التي تم دفعها إلى وارنر جاءت عن طريق شركة تابعة لبن همام، وأن هذا المبلغ تم تحويله إلى عضو اللجنة التنفيذية السابق بعد فوز قطر بتنظيم المونديال. والتزم سيب بلاتر رئيس الفيفا الصمت تماماً أمس خلال لقائه برئيسة البرازيل ديلما روسيف في العاصمة برازيليا قبل أيام على انطلاق كأس العالم 2014. ولم يسمح بلاتر للصحفيين بإثارة التساؤلات حول الملف القطري، ومزاعم الفساد المالي المحيطة به. وفي نفس السياق، رفض السكرتير العام للفيفا جيروم فالك الحديث عن الملف القطري، وذلك خلال افتتاح المركز الإعلامي للبطولة في ريو دي جانيرو. وعندما سؤل عن قطر، هزّ رأسه عدة مرات، واستمر في طريقه دون أن ينطق بأي كلمة. في نفس الوقت فإن الأصوات المطالبة بسحب التنظيم من قطر أو على الأٌقل أعادة التصويت بدأت في التحوّل إلى الصفة الرسمية بعد التقارير التي نشرتها الصحف البريطانية خاصة عن الفساد المحيط بقرار مونديال قطر 2022. فقد أكد اللورد جولد سميث عضو لجنة التحقيق المستقلة للفيفا أن قرار منح قطر تنظيم المونديال سيكون كأنه لم يكن، إذا ثبت أن عملية التصويت كانت عرضة للرشاوى واستغلال النفوذ. على الجانب الآخر فإن قطر نفت مزاعم الصحافة البريطانية، وقالت إن تلك الاتهامات لا أساس لها من الصحة. وشددت قطر على أن بن همام لم يلعب "أي دور" في فوزها بشرف استضافة المونديال، رغم أنه كان رئيساً للاتحاد الآسيوي وعضواً في اللجنة التنفيذية للفيفا وقتها. وأكدت قطر أنها تعاونت مع لجنة التحقيق المستقلة التي يرأسها المحامي الأمريكي مايكل جارسيا، وأشارت إلى أنها ستتخذ كل الإجراءات الضرورية للدفاع عن سلامة الملف القطري. ولا تزال التساؤلات قائمة حول القرار المتوقع من جانب الفيفا بخصوص الملف القطري، خاصة أن فتح ملفات الفساد المالي في الفيفا يمكن أن يطول مسئولين كبار، في ظل التقارير التي أشارت إلى ضغوط سياسية مارسها مسئولون أوروبيون كبار لمنح قطر حق استضافة المونديال، ومن بين هؤلاء الرئيس الفرنسي السباق نيكولا ساركوزي، إضافة إلى ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، اليوفا.