في تطورات للأزمة القطرية والنكبة التي حلت بصادراتها البتروكيماوية وإمدادات سوائل الغاز الطبيعي على إثر عزلتها السياسية والاقتصادية بسب مقاطعة الدول القيادية في الخليج وأفريقيا، بات الوضع الاقتصادي القطري يرثى له وفي أسوأ أوضاعه واستحالة استعادة مكانته بعد فقدان حظوظ امدادات الغاز لعدد من الدول الأوروبية التي هرعت نحو بدائل مستدامة وأهمها بدء تعاقدات للغاز الصخري الأميركي وفق عقود طويلة الأجل لعشرات السنوات. وفي هذا الصدد وصلت طفرة الغاز الصخري الأميركية إلى المنازل البريطانية ومحطات الطاقة للمرة الأولى في تاريخها حيث تستعد الشبكة الوطنية البريطانية لاستلام أول شحنات أميركية من الغاز الطبيعي المسال للمملكة المتحدة إلى ميناء جزيرة جرين في كينت بإمدادات ما يكفي من الغاز لتلبية حوالي نصف متوسط الطلب الصيفي في المملكة المتحدة. وتأتي رؤية الشحنة الافتتاحية التي طال انتظارها وسط تزايد مخاوف واردات الغاز الطبيعي المسال من قطر والذي تعتمد عليه بريطانيا بشكل متزايد وفق عقود طويلة الأجل، في حين كانت المملكة المتحدة تعتمد في العام الماضي على الواردات النرويجية بنسبة 34٪ من الطلب ولكن هذا قد ارتفع بالفعل إلى 42%، بعد أزمة قطر وفقا لمزود بيانات السوق. في حين أعلنت شركة "سينتريكا" البريطانية عن إغلاقها لأهم مرفق لتخزين الغاز في البلاد بعد 30 عاما من الاستخدام والاستعاضة عن ذلك بوفرة الإمدادات الأميركية المستدامة، وعلى النقيض من ذلك، تبرز الولاياتالمتحدة بسرعة كقوة تصدير رئيسية للطاقة بعد سنوات من الاعتماد على الواردات بسبب الازدهار في إنتاج الغاز الصخري. وتابعت "الرياض" تعليقات سيمون كولكين مدير محطة جرين الذي قال إن التسليم يضيف مزيدا من التنوع إلى مصادر الغاز التي نعتمد عليها، مضيفا "لقد جلبنا هذا العام شحنات من الجزائروقطر وأميركا الجنوبية أيضا، وكلما زادت المصادر التي يمكنك الاعتماد عليها، كان ذلك أفضل". وقال كولكين إن فريقه سيستغرق حوالي 30 ساعة لضخ الغاز الذي يتم تبريده إلى سائل عند درجة حرارة 160 درجة تحت التجميد، في واحدة من ثمانية خزانات عملاقة في غرين، والتي تمتلك مليون متر مكعب من الغاز، وهي أكبر منشأة تخزين للغاز الطبيعي المسال في أوروبا وواحد من أفضل عشرة مرافق في العالم. وسوف تكون محطة الغاز الطبيعي المسال في جرين قادرة على إطلاق الغاز في نظام الغاز الوطني في غضون ساعة فقط بعد إشعار من المشتري، ولم تكشف الشبكة الوطنية عن الشركة التي اشترت الشحنة ولكن من المرجح أن تكون واحدة من زبائنها الستة الرئيسيين التي لا تضم قطر. وقال كولكين إنه لأمر رائع أن نأتي أخيرا إلى جزيئات صخرية أميركية تنتقل إلى الشبكة البريطانية في مثل هذا الوقت المثير لهذه الصناعة. وحتى الآن تم استيراد الصخر الزيتي الأميركي الوحيد لعبور المحيط الأطلسي إلى موانئ المملكة المتحدة من قبل إينيوس لمصفاة غرانجموث في شكل إيثان، ويتم استخراج الإيثان من الغاز الطبيعي واستخدامه كمواد وسيطة في مصانع البتروكيماويات بدلا من توليد التدفئة أو توليد الكهرباء. ومن المقرر أن تصل شحنات أخرى للمملكة المتحدة خلال الأيام العشرة القادمة مع انخفاض أسعار المملكة المتحدة عن أي دولة من الدول المستوردة الأخرى للغاز الطبيعي المسال، في حين سوف يكافح مستوردو الغاز في المملكة المتحدة للتنافس على الشحنات في السوق العالمية لأن المشترين في آسيا على استعداد لدفع أسعار أعلى بكثير ولديهم خيارات أقل للإمداد. وأضاف أن مؤشرات الأسعار الحالية لا تشير إلى أن بريطانيا ستكون مشتريا جذابا للغاز الطبيعي المسال في فصل الشتاء مقارنة بالأسواق الممتازة في آسيا التي لا تستطيع الحصول على غاز الأنابيب، ومع استمرار نمو الإنتاج العالمي للغاز الطبيعي المسال، ستتماشى المملكة المتحدة مع المزيد من الواردات لأنها تقدم مجموعة من المشترين المحتملين وسوق تجارة نشطة، مما يجعلها خيارا جذابا للبائعين.