عاش جمهور مدينة الرياض أمسية سينمائية مميزة نظمها مركز الملك فهد الثقافي ليلة أول أمس السبت وعرض خلالها اثنان من أهم الأفلام السعودية التي أنتجت في عام 2017 هما فيلم "فضيلة أن تكون لا أحد" للمخرج بدر الحمود وفيلم "وسطي" للمخرج علي الكلثمي، وسط حضور غفير تجاوز حاجز ال2000 مشاهد من الجنسين، وبتفاعل كبير أكد شغف الجمهور بالسينما وبرؤية الأفلام السعودية. وأبدى الأستاذ محمد السيف المشرف العام على مركز الملك فهد الثقافي سعادته الغامرة بهذا الحضور الكبير واعتبره دلالة على ملامسة ما يقدمه المركز من أنشطة ثقافية لاحتياجات الجمهور من كافة الفئات، كما أنه دلالة واضحة على تعطش الجمهور السعودي لوجود مثل هذه الفعاليات. وقال السيف "في هذه الأمسية استمتع الجميع بالأفلام التي قدمها اثنان من المخرجين الشباب المتميزين في هذا المجال واللذين حققا جوائز عديدة في المهرجانات التي شاركا بها، كما منحت القراءات النقدية التي قدمها الناقد السينمائي د. فهد اليحيا جرعة تثقيفية بتحليله وقراءته النقدية لكل ما يتعلق بالأفلام لم تقل جمالاً بأي حال من الأحوال عن جمال الأفلام التي عرضت". وبيّن السيف أن التنظيم الكبير لهذه الفعالية كان له دور كبير في نجاحها، إضافة للالتزام من قبل الحضور الذي أكد ما يتمتع به من وعي وإدراك وحس فني راقٍ تجاه ما يقدم من أعمال فنية. وذكر السيف أن فعالية اليوم هي انطلاقة للدورة الثانية من مسابقة الأفلام القصيرة حيث يستمر استقبال وتقييم الأعمال التي ترغب بالمشاركة فيها على مدى خمسة أشهر، عبر رابط المسابقة www.kfcc-films.com، ويتخلل ذلك تقديم عروض سينمائية كل شهر، على أن يتم إعلان الفائزين بجوائز المسابقة مطلع العام الميلادي القادم، وتتكون لجنة التحكيم من إبراهيم الحساوي وخالد الحربي وهناء العمير ورجا المطيري وسعود التركي. وأكد السيف أن متابعة وتوجيهات وزير الثقافة والإعلام د. عواد بن صالح العواد كان لها دور كبير في خروج هذه الفعالية بهذا النجاح والتميز مقدماً شكره وتقديره الكبيرين لمعاليه على رعايته لبرامج المركز الثقافية. هذا وشهدت الأمسية جلسة نقدية قدمها الناقد السينمائي د. فهد اليحيا تحدث فيها عن القيم الفنية للفيلمين، مثنياً على جهود صناع الأفلام السعوديين في تقديم سينما تحمل قيمة عالية في السرد والإخراج. فيما علق المخرج بدر الحمود في كلمة وجهها للجمهور عقب عرض فيلمه "فضيلة أن تكون لا أحد" أن قصة الفيلم اعتمدت على موقف شخصي تعرض له، واستند عليه لبناء حكاية فيلمه. أما المخرج علي الكلثمي فقد وجه شكره للحضور وقال في كلمته التي قدمها في الجلسة النقدية عقب عرض فيلمه "وسطي" إن السينمائيين السعوديين يطمحون دائماً لتقديم إنتاجات مميزة، وأن تحقيق فيلمه بهذا الشكل يعتبر إنجازاً كبيراً بالنسبة له، عطفاً على المعوقات الإنتاجية التي تعترض السينما السعودية. وتناول المخرج بدر الحمود في فيلم "فضيلة أن تكون لا أحد" قصة بسيطة بطلها الثنائي إبراهيم الحساوي ومشعل المطيري، تروي حكاية رجل غامض يركب مع السيارات العابرة فقط من أجل يبوح بما في نفسه من هموم، تحركه الرغبة في التواصل الطبيعي مع البشر في عصر التقنية الذي انعدم فيه التواصل. فيما قدم المخرج علي الكلثمي في فيلم "وسطي" توثيقاً لأحداث جامعة اليمامة الشهيرة، متجاوزاً الحدث نفسه الذي جرى عام 2006 ليصل إلى الحاضر المشع بالأمل والتفاؤل والرغبة بالتقدم في ظل رؤية المملكة 2030. يذكر أن الأمسية التي قدمها الفنان محمد القس هي الأولى من ضمن عدة لقاءات سينمائية سيعقدها مركز الملك فهد الثقافي على مدى الأشهر الخمسة المقبلة، بواقع لقاء واحد كل شهر سيعرض فيه فيلمان سعوديان. وبموازاة العروض، فتح المركز باب تسجيل الأفلام السعودية الجديدة في الدورة الثانية من مسابقة "الأفلام القصيرة" ابتداءً من مساء أول أمس وحتى منتصف شهر ديسمبر المقبل وذلك عبر موقع المسابقة www.kfcc-films.com. محمد السيف معلناً تدشين «ليالي الأفلام» (عدسة/ محمد المبارك) بدر الحمود مع د. فهد اليحيا في الجلسة النقدية د. فهد اليحيا ود. إبراهيم البعيز ومحمد السيف في الأمسية السينمائية إقبال كبير على الفعالية السينمائية الشباب حضروا من أجل السينما