لم يعد الأمر مجرد تكهنات متناثرة، تصوغها وسائل التواصل الاجتماعي أو بطون الصحف والتقارير والبرامج الإخبارية، حول وجه "قطر" الزائف ونكثها للمواثيق المتفق عليها وخيانتها للعهود التي وقعت عليها وأوقعت بها، بل أصبح واضحاً للعيان، قاطعاً لجميع الشكوك واللامعقوليات، وملتقفاً كعصا موسى تأكل ما يأفكون، فكان مساء العاشر من يوليو 2017م ثائراً كاشفاً لسوءات، "قطر"؛ فالفضيحة مزلزلة ومدوية، والصفعة قوية، ومن الصعب أن يزول أثرها سريعاً من حكومة قطر وذراعيها العثماني والفارسي، ولهوها الإرهابي الخفي المنتشر في بقاع كثيرة من العالم كالخلايا السرطانية! فبعد أن قامت قناة الCNN وموقعها الإخباري بنشر نسخ ضوئية من الوثائق السرية التي وقعتها "قطر" مع دول مجلس التعاون الخليجي، في اتفاق الرياض 2013م، وآليته التنفيذية والاتفاق التكميلي في 2014م، والتي ضربت بها قطر عرض الحائط وتحايلت على تنفيذها واتبعت في سبيل التملص منها والقيام بعكسها، شتى الطرق الشيطانية والأساليب القذرة؛ ومنه لن نحتاج بعد اليوم إلى تفنيد خيانة الاتفاق وبنوده! لم تمر دقائق حتى كانت فضيحة النظام القطري منتشرة كالنار في الهشيم عبر العديد من الشبكات الإخبارية العالمية والقنوات، منها "العربية" و"سكاي نيوز" و "BBC" و "سبوتنيك" الروسية وغيرها الكثير.. وملأ هاشتاق تويتر #انتهاكاتقطرلاتفاقية_الرياض والذي يقوده معالي مستشار الديوان الملكي السعودي والمشرف العام على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية الأستاذ سعود القحطاني، والذي أبلى في أزمة قطر، فأرعد فرائصهم بالحجة والمنطق والأرقام وصليل سيوف غيرته على أدومة الوطن لتعرية "قطر" أمام العالم أجمع بلا أوراقٍ أناضولية تواريها أو ريشٍ أصفهاني! أما للصامتين عن "قطر" يكفينا مثالٌ واحد، فأحد البنود ينص على عدم دعم الإخوان باعتبارها جماعة إرهابية تهدد أمن واستقرار المنطقة العربية والخليج بالتحديد، وها هو أمير "قطر" يرفض تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، في كلمة له واضحة نشرتها وكالة الأنباء القطرية الرسمية في 24 مايو 2017، إذن حدثونا عن الوفاء بالعهود، أو عن توقيعٍ على ميثاق غليظ لم يلتزموا به طرفة عين! باختصار، "قطر" باتت عارية بالفعل على الخريطة السياسية وأمام الرأي العام الدولي، وفي مقدورها أن تحفظ ما تبقى من ماء وجهها بعد هذه الصفعة القوية على مرأى ومسمع من العالم بالتوبة المؤكدة والاستقامة، وإن لم تفعل وأصرت على الاستخفاف والتحايل والعناد واتباع أسلوب السحرة ومن تأخذه العزة بالإثم، فلتنتظر المزيد من الفضائح والصفعات والضربات، وربما تكون من بينها القاضية!