بعد أيام قليلة من القرار التاريخي بفتح الباب للأندية بالتعاقد مع حارس أجنبي سارعت الكثير منها للاستفادة من هذا القرار، فالشباب أنهى تعاقده مع الحارس الدولي التونسي المميز فاروق بن مصطفى، والتعاون مع الحارس المصري المخضرم عصام الحضري، وظفر الصاعد الجديد أحد بالحارس الجزائري الدولي عز الدين دوخة، ويبدو الهلال قاب قوسين أو أدنى من التعاقد مع علي الحبسي أسطورة "السلطنة" وصاحب التجربة الطويلة والمميزة في الدوري الإنجليزي، والأكيد أننا سنسمع في الأيام القليلة المقبلة عن تعاقدات أخرى مع حراس آخرين سيضيفون للدوري السعودي قوة وإثارة ونكهة مختلفة!. هذا التوجه والإقبال الكبير على التعاقد مع حراس أجانب كان متوقعًا وحتميًا، فمعظم الأندية بل والكرة السعودية بشكلٍ عام تعاني من ضعف غير مسبوق في هذا المركز، وعانت كثيرًا محليًا وقاريًا منه، وساهمت هذه الثغرة في سقوطها مرارًا وإضعاف حظوظها، تمامًا كما حدث للهلال والاتحاد والأهلي والمنتخب السعودي، والجميل في الأمر أن الأسماء التي تم التعاقد معها حتى الآن مميزة وذات خبرة ستساهم في تحقيق الأهداف المرجوة. المتخوفون من القرار، والمعارضون له صنفان: صنفٌ يعتقد حقيقةً أنه سيسهم في تعميق المشكلة، وسيزيد من ضعف الحراسة السعودية، وهو من يخصه مقالي هذا؛ وصنفٌ يؤمن بأن القرار سيكون لمصلحة الكرة السعودية لكنه مغبون لأسباب تتعلق بمصلحة ناديه، أو لأنه كان يتمنى - لسببٍ أو لآخر- استمرار فشل الأندية السعودية في تحقيق اللقب الآسيوي في آخر 11 نسخة على الرغم من اقترابها منه أكثر من مرة وسقوطها في آخر لحظة لأسباب يأتي في مقدمتها من وجهة نظري ضعف مركز الحراسة، ولتذهب مصلحة الكرة السعودية إلى "قريح". قلت مرارًا بأن الحراسة السعودية وصلت اليوم إلى قاع القاع، ولن يكون لأي تجربة أو محاولة علاجية القدرة على أن تذهب بالوضع إلى الأسوأ، ومشروع منع الحارس الأجنبي الذي امتد لربع قرن في ملاعبنا السعودية لم يصنع منافسًا لمحمد الدعيع أثناء وجوده، ولم يصنع خليفة له بعد رحيله، ولأنه "ليس لجرح بميت إيلام" ولأن "آخر العلاج الكي" فإنه لا ضير من تجربة حلولٍ أخرى، لذلك كان قرار السماح بالحراس الأجانب الذين أجزم أن تواجدهم واحتكاك الحراس السعوديين الشباب بهم يوميًا سيكون أجدى وأنفع للحراسة السعودية، خصوصًا إذا ما تحدثنا عن أسماء ذات خبرة وتجربة بقيمة الحبسي والحضري وغيرهما، وسنحتاج لبعض الوقت حتى نرى أثر القرار الرائع على الحارس السعودي، وثمرته على الأندية والمنتخب ومستوى الحراسة فيها.