لايزال تقرير المحقق الأميركي مايكل جارسيا يثير الضجيج في أجواء كرة القدم العالمية، ولا تزال ردود الفعل تتواصل من جهات رسمية وأخرى إعلامية، ففي تصريح لشبكة "سكاي سبورتس" طرح رئيس الاتحاد الانجليزي السابق غريغ دايك تساؤلاً وجهه إلى الاتحاد الدولي "الفيفا": لماذا أسند تنظيم المونديال لقطر؟ ثم يستهل لتفسير سبب تساؤله قائلاً :" قطر لا تمتلك المؤهلات المطلوبة لتنظيم البطولة وليس لديها تاريخ كبير في كرة القدم كما أنه ليست هناك مدن عديدة يمكن أن تقام فيها المباريات إلى جانب استحالة اللعب في أجواء تسجل درجة حرارة شديدة فلماذا تم التصويت لقطر في تنظيم البطولة؟ .. إنه خطأ فادح بحق كرة القدم ارتكبه الاتحاد الدولي". كاتبة بريطانية: سمحوا للدوحة بالإبحار وتركوا خطوطها الأخلاقية في الرمال ويعتبر رجل الرياضة الأول في إنجلترا أحد أبرز المعارضين لإقامة المونديال في دولة صغيرة بحجم قطر ففي يوليو عام 2014 تمسك برفضه إقامة المونديال في قطر وقال أمام لجنة في مجلس العموم البريطاني:" إذا كنتم في قطر خلال فصل الصيف يصعب عليكم السير في الطرقات، الملاعب المبردة هي شيء لكن سير المشجعين على الطرقات من وإلى الملاعب سيكون أمراً خطيراً للغاية، فدرجة الحرارة ستكون مرتفعة للغاية". التقرير تجاوز الإطار الرياضي وحرّك أعضاء البرلمان البريطاني فقد طالب داميان كولينز عضو البرلمان البريطاني الاتحاد الدولي لكرة القدم بأن يتخذ قراراً صارماً بعد نشر تقرير كامل يوضح استخدام قطر لأساليب غير قانونية – على حد وصفه – للحصول على حقوق تنظيم المونديال وقال في حديث نشرته صحيفة "ذا صن " واسعة الانتشار: "ليس هناك مجال للشك في ضرورة مراجعة قرار إعطاء حق تنظيم المونديال لقطر، فالتقرير أظهر مبالغ مدفوعة غير مبررة للحصول على الأصوات وإذا ما تأكد هذا الأمر فيجب أن تخسر قطر حق تنظيم كأس العالم ". ويضيف رئيس لجنة العموم للثقافة والإعلام والرياضة داخل البرلمان البريطاني: "من الواضح أن القرار الأولي بعدم نشر التقرير كاملاً كان لمحاولة إخفاء حجم الفساد في "الفيفا ". وأشار تقرير المحقق الأمريكي غارسيا إلى أن قطر خالفت إحدى قواعد "الفيفا" والتي تنص على عدم جواز منح هدايا في أثناء فترة التصويت على ملفات المونديال وقد ثبت العكس ضد قطر إبان تحقيقه في الملف المشبوه. وعلى الصعيد الإعلامي فقد كتبت مارينا هايد الكاتبة في صحيفة "الجارديان" مقالاً هاجمت فيه الاتحاد الدولي لكرة القدم تحت عنوان: (الفيفا سمحت لقطر 2022 بالإبحار وما زالت خطوطها الأخلاقية في الرمال) قالت فيه: "مخاوف الحرب والموت والعبودية هي الدرس الوحيد في تقرير غارسيا هو أنه لا يمكن لأي شيء مهما كان أن يبعد يد قطر عن مونديال 2022 ، فهل كان مونديال قطر تجربة فكرية ؟". وتواصل الكاتبة حروفها حول التقرير الذي أعاد الضجيج مرةً أخرى عن مونديال قطر: "تقرير غارسيا يثير الضحك لا الغضب ويدل على أننا تجاوزنا جميع الحدود الأخلاقية من أجل المال، فكلما علمنا المزيد عن فضائح استضافة قطر للمونديال يزداد التساؤل ماذا يريد بعد رئيس "الفيفا" من أسباب لسحب الاستضافة من قطر ؟ هل وصلنا معه لطريق مسدود ؟". وتضيف حول الشبه التي تحاصر ملف قطر: "لقد شاهدنا أشكال العبودية في قطر وشاهدنا موت المئات من العمال لكن "الفيفا" لم تحرك ساكناً حتى مع صدور تقارير عن منظمات دولية كمنظمة العفو وحماية حقوق الإنسان، هذا الثمن كان "الفيفا" مستعدا لدفعة لأن قطر للطيران إحدى الرعاة الأساسيين وبدلاً من أن يقول المتحدث الرسمي للاتحاد الدولي بأنه سيراجع ملف قطر خرج لنا ليقول (العمل متواصل بوتيرة متسارعة في ملاعب قطر 2022). وتختم مقالها بالقول: "علمنا من تقرير غارسيا أن عضواً سابقاً في اللجنة التنفيذية ل"الفيفا" هنأ أعضاء في اتحاد الكرة القدم وشكرهم على "الدعم" مباشرة بعد فوز قطر بملف الاستضافة وبعد شهر من ذلك الإيميل وجدت 300 ألف يورو في حسابه بالبنك، وعلمنا من التقرير ذاته عن وجود إيداع بمبلغ مليوني دولار في حساب ابنة عضو في اللجنة التنفيذية على الرغم من أنها عمرها عشرة أعوام ولا تعرف الكثير من الاستثمارات الرياضية ناهيك عما فعلته أكاديمية أسباير في تعبير طريق الملف من خدمات هنا وهناك، وأمام ذلك كله لا توجد ردة فعل من عالم الرياضة لهذه المسرحية سوى الضحك، والشيء الوحيد الأقل نزاهة من عملية يترشح الملفات في "الفيفا" هو ما يحدث بين زعماء عصابات المافيا لشراء شرطي مكسيكي مبتدئ". وتؤكد صحيفة "ذا صن " البريطانية أن الاتحاد الدولي لكرة القدم يواجه سيلاً من الضغوطات الدولية لتجريد قطر من استضافتها مونديال 2022م على خلفية التقرير الذي نشر مؤخراً ويؤكد على شراء الدوحة لأصوات من أجل الحصول على حق الاستضافة. وتحت عنوان : هل سيُسحب مونديال 2022 من قطر؟ كتبت صحيفة الدستور المصرية تقريراً صحافياً استعرضت فيه التجاوزات القطرية في ملف استضافة المونديال . ولا تحظى قطر بقبول كبير لدى المجتمع الرياضي العالمي، وسبق أن تقدم الاتحاد الانجليزي لكرة القدم بمقترح ل"الفيفا" بإعادة عملية فتح باب المنافسة على استضافة كأس العالم 2022 بعد أن يتم استبعاد قطر نظراً لارتفاع درجات الحرارة فيها صيفاً وقال ديفيد برنستين الرئيس السابق لاتحاد للكرة الانجليزي في عام 2013 لهيئة الإذاعة البريطانية :" يجب على "الفيفا" أن يفكر في عملية إعادة فتح باب المنافسة على استضافة المونديال بدلاً من إقامتها في الشتاء، لأن فكرة إقامتها بالصيف هي فكرة مستحيلة، لقد كان منح قطر حق تنظيم المونديال قراراً غريباً منذ البداية وكلنا يدرك ذلك جيداً". وفي يوليو عام 2014 أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن بلاده مستعدة لاستضافة مونديال 2022 لكرة القدم متى ما تم تجريد قطر منه بعد الاتهامات بالفساد التي طالت الملف القطري وقال رداً على سؤال حول ذلك في مؤتمر صحافي عقب قمة مجموعة السبع في بروكسل: "يجب أن نترك التحقيق يأخذ مجراه، لكن انجلترا هي بلد كرة القدم كما أنها بلد المنشأ للعديد من الرياضات مثل كرة المضرب والركبي والغولف والتزلج والطاولة والكريكت". وكانت كلوديا روث نائب رئيس مجلس النواب الألماني قد طالبت الاتحاد الدولي لكرة القدم بتجريد قطر من حق استضافة المونديال العالمي وقالت مطلع الشهر الجاري في تصريحاته صحافية نقلتها صحيفة "دي فليت" على خلفية قرار قطع العديد من الدول العربية علاقتها مع قطر: "يجب أن يتحرك "الفيفا" لتجريد قطر من حق استضافة المونديال، لقد كان الاختيار خاطئاً منذ البداية ودافعه المال وليس الرياضة وإلا كيف لدولة ليس لها تاريخ كروي وترعى الإرهاب حول العالم ولا تحترم حقوق الإنسان بدليل وفاة أكثر من عامل داخل المنشآت التي تبنى استعداداً لتنظيم المونديال أن تفوز باستضافة حدث كروي كهذا الحدث ؟! ". بلاتر يعلن دخول كرة القدم نفقاً مليئاً بالشُبهة والفساد