السفر رحلة اكتشاف في الزمان والمكان. رحلة اكتشاف ومتعة ومغامرة وتجديد للطاقة والنشاط، وذلك عندما يتم السفر بين فترة وأخرى من أجل المتعة ورؤية أماكن جديدة. والسفر يحتاج إلى ميزانية خاصة، وربما يتطلب أحيانا إجازة من العمل. ويعد المال خير ما يمكن أن يتزود به المسافر، فالسفر يحتاج إلى المال، قبل كل شيء، من أجل دفع تذاكر السفر وفواتير الفنادق والأماكن السياحية وشراء الطعام وغير ذلك.. لكن توفر المال وحده ليس كافيا لحزم الحقائب للسفر، حيث إن الكثيرين لا يثيرهم السفر، وبعضهم ربما لا يفكر في حمل جواز سفر في حياته. وقد بينت إحدى الدراسات التي نشرت في جريدة (ديلي ميل) أن حوالي 23٪ من البريطانيين لم يسافروا بالطائرة في اتجاه فرنسا بالرغم من قربها جغرافيا. وهناك كثير من البشر الذين يعتبرون السفر حاجة أساسية في الحياة، بحيث لا يمكن تعويضه بأي شيء آخر. ولذلك تجد أنهم يجمعون المال من أجل السفر، حتى ولو كان ذلك على حساب أشياء أخرى، قد تبدو مهمة في حياة الآخرين. وإلى جانب المال والرغبة في السفر، يحتاج المسافر إلى الوقت. فالالتزامات العائلية والمهنية ربما لا تسمح بالسفر. وقد عرفت أحد الزملاء لم يسافر منذ عشرين عاما، والسبب كما يقول هو التزامه بأعباء وظيفية كثيرة، بالإضافة إلى التزاماته الأسرية التي تمنعه من السفر. وإلى جانب المال والرغبة والوقت يحتاج المسافر إلى شيء مهم جداً، وهو الصبر، فإلى جانب حقيبة المال، يجب أن تتوفر للمسافر حقيبة مليئة بالصبر، لأن المسافر بحاجة ماسة إلى كثير من الصبر، لماذا؟ لأن المسافر قد يتعرض لبعض العقبات غير المتوقعة، مثل إلغاء رحلة ما أو تأجيلها، أو عدم ملاءمة المكان الذي حجز فيه، أو لحدوث وعكة صحية، أو تغير مواعيد السفر، أو تغير الظروف المناخية... الخ. وهناك شيء آخر لا غنى عنه في السفر، وهو الصحة، شيء يبدو أنه غير ذي أهمية عند البعض، ولكن ينبغي أن ندرك أن للسفر أعباءه التي تتطلب من المسافر أن يكون في صحة جيدة. فالصحة الجيدة تجعل المسافر قادرا على السفر، وعلى الاستمتاع به إلى اقصى حد. أما غياب الصحة، فإنه يجعل السفر قطعة من المعاناة والعذاب. بقيت كلمة أخيرة، وهي أنه عندما يتوفر لديك الزاد لجميع ما ذكرت، فأنت محتاج إلى أن تعود غير مرهق، وأن تكون في أتم صحة ولياقة بدنية وفكرية أفضل. كل عام وأنتم بخير.