وحدها الأوقات الصعبة والأزمات التي تكشف عن صدق ما يكنه الآخرون لك من زيفه، وهذا ما ينطبق تماماً على بعض وسائل الإعلام التابعة لقطر ومنها إحدى الصحف التي هاجمت نجوم الكرة السعودية فقط لوقوفهم مع وطنهم تجاه محاولات زعزعة استقراره وشق صفه من خلال التحريض ورعاية الإرهاب الذي يتربص بالمملكة ويعتبرها جائزته الكبرى في موقف طبيعي وبديهي وفطري من هؤلاء النجوم، لكن هذا لا يعجب الإعلام غير السوي، الذي يظن أن استضافة نجم من أجل الترويج لبطولة أو تجمع أو مشروع معين سيكون كفيلاً بتخليه عن انتمائه ومبادئه وقيمه تجاه وطنه. لا يعي الإعلام الذي يُدار بواسطة زمرة من المرتزقة أن الانتماء للوطن لن يغيره استضافة أو دعوة أو حتى عقد للظهور كمحلل في إحدى قنواته، إذ فات على هؤلاء أن الوطن لا يُعوض والوقوف خلف قيادته أمر ينزع إليه الأسوياء وحدهم. خرجت إحدى صحف الدوحة تصم نجوم الكرة السعودية ماجد عبدالله ويوسف الثنيان وفهد الهريفي وبعض الأسماء الإعلامية بأنهم نجوم "بلا قيم".. بنظرهم سقطت القيم لأنهم وقفوا في صف قادتهم تجاه مشروع مشبوه يحاك لوطنهم، يتحدثون عن القيم وكأنهم يريدون أن يطعن هؤلاء وطنهم حتى يكونوا بأعين هذا الإعلام نجوما يتمتعون بالقيم. الإعلام ذاته والقائمون عليه يعلمون أن المملكة قيادة وشعباً تحب قطر الأرض وقطر الشعب وتتمنى لها الخير، لكنها ترفض أن تشكل الدوحة خطورة عليها وعلى استقرارها، لم يتحدث هؤلاء النجوم إن لاعبين أو إعلاميين بأي سوء تجاه الشعب القطري الأصيل، بل كان التعليق واضحاً تجاه ممارسات مشبوهة تجاه المملكة التي لطالما كانت عمقاً استراتيجياً وملاذاً حاضناً لكل أشقائها. ليت هذا الإعلام وهذه الصحف المغلوب على أمرها تذكرت أن ثمة أشياء لا تشترى، وأهمها الوطن ومبادئ الدفاع عنه والقيم التي لا يمكن أن يعرفها هؤلاء فضلاً عن الجرأة على تقييمها في نجوم الكرة السعودية الذين لطالما كان تواجدهم بجانب قطر في حملتها لاستضافة كأس العالم مطلباً كبيراً لملف مليء بالغموض وتدور حوله الشكوك، هم يعلمون أن ظهور أصوات نجوم الكرة السعودية يشكل ضربة قاصمة لمن يحاول الاقتراب من أمن المملكة ونسيجها ووحدتها الوطنية، لذلك كان الصراخ على قدر الألم من هذا الموقف النبيل لأبناء الوطن ونجومه. والمضحك أكثر عندما يصف إعلام التضليل والزمرة المرتزقة المنتخب السعودي بالإرهابي، في محاولة لنقل الإرهاب الذي تعد الدوحة أحد مصادره وتمويله بعيدا عنها (لعل وعسى) ولكن هيهات فالدول التي تدعم الإرهاب معروفة من ضمنها قطر بدليل تصريحات الرئيس الأميركي، وقطع العديد من الدول لعلاقاتها مع الدوحة.