رغم طغيان الفوضى في بعض المناطق العربية سواء قبل الثورات و خلالها إلا أن المملكة العربية السعودية بقيت مضطلعة بأدوارها الداعمة للأشقاء في كل قُطر ، و بقي ممثلوها – حماهم الله – يؤدون مهامهم الدبلوماسية في مناطق التوتر و الفوضى و الانفلات الأمني ، متجاوزين التحديات جاعلين أولى الأولويات مصالح الأشقاء و خدمتهم ، و قد كان لدول الخليج و السعودية بشكل خاص مواقف مشرفة مع اليمن الشقيق و انحازت لاستقراره و شاركت بشكل فاعل في تحقيق إرادة الشعب اليمني الشقيق ، عدا استضافة السعودية منذ الأزل لملايين من الأشقاء اليمنيين الذين فسحت لهم مجالات عدة و عاملتهم معاملة المواطنين ، واستقبلت خلال الثورة مئات الآلاف منهم ووفرت لهم سبل العيش الكريم ، فضلا عن الدعم المباشر و المساعدات التي لا يمكن حصرها . أما ما حدث من بقايا عناصر القاعدة المحتمين ببعض الأشقاء لاستهداف المملكة و استقرارها ، فإن العار التاريخي يلونه و سيسجله حتما في حق كل مشارك فيه وداعم له ، بدءا من محاولة اغتيال رجل الأمن الثاني في المملكة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف الأمير الإنسان الذي فتح بيته و مد يد المساعدة للغادر الهالك ,إلى اختطاف الدبلوماسي الشجاع الخالدي . و شراذم الإرهاب التي تتجاوز كل حد و لا تقيم لتعاليم الإسلام وزناً ولا تعطي لقيم الدين قيمتها و هي تتمحك فيه و تدعيه و تمتطيه في ابتذال وقح لقداسته فلا يستنكر منهم أي خرق للقيم و الأعراف و ربما لا يرجى برؤهم منه ، لكن قبائل اليمن المسلحة التي تستطيع إدارة أزمات اختطاف الدبلوماسيين مع الجهات المغرضة و المرتزقة ، ينتظرها دور يليق بها و يليق بمواقف المملكة مع اليمن الشقيق ، فالمملكة لا تخضع للشراذم ولا يمكن أن يساومها في عدلها القضائي و نظامها المتين ثلة تقتات الحقد و تمارس الجريمة و تستهدف أمن الشعوب و استقرار الأوطان ، و لن تسلم مواطنيها لجهات مشبوهة بل ستسلمهم لأهلهم و ذويهم في ظل وطنهم الآمن الذي يحتويهم بكل الحب في مختلف أحوالهم .