في الوقت الذي يدافع فيه الإعلام القطري عن نظامه الحاكم القائم على دعم وتمويل الإرهاب وإيواء الإرهابيين، أثبت ذلك الإعلام أنه لا يختلف كثيرا عن نظامه، فهو إعلام بلا مهنية ولا مصداقية ولا مبادئ ولا قيم، يديره مجموعة من المرتزقة والبلطجية، ويحظى بدعم وتأييد كامل من النظام الحاكم في الدولة الذي تسبب في الأزمة الراهنة مع الدول الخليجية. وشنت الصحف القطرية هجوما غير مبرر على نجوم كرة القدم السعودية السابقين ووصفتهم ب «نجوم بلا قيم»، فقط لأنهم دافعوا عن وطنهم والتفوا حول قيادتهم الحكيمة، قبل أن تواصل تلك الصحف هجومها السافر وتصف نجوم الأخضر الحاليين ب «الإرهابيين» لرفضهم الوقوف دقيقة واحدة حدادا على ضحايا حادث لندن، قبل انطلاقة مباراة الأخضر وأستراليا في تصفيات كأس العالم. ومنذ إعلان السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها مع النظام القطري قبل نحو أسبوعين نتيجة تجاوزاته المتكررة التي تهدف إلى زعزعة استقرارها، التف المواطن السعودي حول وطنه وخلف قيادته، وهو أمر طبيعي وغير مستغرب على شعب أبي جُبل على حب الوطن والولاء لحكامه على امتداد تاريخه، ومن ذلك الشعب نجوم الكرة السعودية السابقون الذين صنعوا الانجازات في سنوات مضت، ولم يتأخروا في التفاعل مع الأزمة الحالية في الخليج التي تستهدف وقف التمويل القطري للكيانات الإرهابية، وعبروا عن آرائهم عبر حساباتهم الشخصية في «تويتر»، فكتب ماجد عبدالله أسطورة الكرة السعودية والقارية «المواطن الحق لا يمكن أن يقف موقف المتفرج على ما تقوم به حكومة قطر تجاه وطني ولن نقبل تصرفاتها التي تهدف زعزعة استقرار وطني، دعم حكومة قطر للإرهاب ووقوفها مع جميع الجهات التي تعادي وطني هو طعنة في الظهر». فيما كتب يوسف الثنيان فيلسوف الكرة السعودية: «مع كامل الحب والاعتزاز بالشعب القطري الحبيب إلا أنه لا مجاملة حينما يتعلق الأمر بأمن الوطن، لذا سنقف ضد من يمس الوطن وأمنه واستقراره سواء كان ذلك حكومة قطر أو غيرها فالوطن دائما هو الاختيار الأول». وكتب فهد الهريفي موسيقار الكرة السعودية: «نكن للشعب القطري كل المحبة والاحترام والتقدير، لكن لا شيء مقدم على الوطن، سنتبرأ من كل من يسعى لزعزعة أمن واستقرار بلادنا ولو كانوا اخواننا أو أبناءنا، لا وسطية في كل ما يتعلق بالوطن». أما محمد نور نجم الكرة السعودية فكتب: «المواطن المخلص لا يمكن أن يصمت وهو يرى التعرض لاستقرار وأمن وطنه، وما تفعله حكومة قطر ضد بلاد الحرمين أمر مؤسف». وأخيرا كتب النجم المخضرم ياسر القحطاني: «السمع والطاعة لمولاي خادم الحرمين، المحافظة على وحدة الصف واجبة وعدم السماح لكائن من كان أن يشق الصف بيننا كسعوديين». وقد أزاحت الأزمة الراهنة اللثام عن الوجه القبيح للإعلام القطري الذي بات يعاني من حالة انفصام غير مسبوقة وتناقض عجيب كشف حجم التخبط الذي أصابه بعد الفضائح السياسة لحكومته المتهورة، التي جعلته يعلن الحرب على نجوم الكرة السعودية والإساءة لهم دون سبب، متناسيا المواقف الإيجابية لهؤلاء النجوم تجاه الرياضة القطرية وفي مقدمتها الترويج لاستضافة مونديال 2022 الذي قد يتخذ قرارا بشأنه وينقل إلى دولة أخرى بعد تورط الحكومة القطرية في دعم الجماعات الإرهابية.